خذوا ظلامكم وانصرفوا...!
الاحد / 24 / رجب / 1440 هـ - 20:15 - الاحد 31 مارس 2019 20:15
هل احتفلتم بساعة الأرض قبل يومين؟
من المؤكد أنكم لم تفعلوا، ولذلك فأنتم ـ لا شك ـ خطر يهدد استقرار الأرض، ولكن لا تقلقوا كثيرا ولا تركنوا إلى تأنيب الضمير فالملايين حول العالم يحتفلون بهذه الساعة على مدار العام، وكل ساعة تمر عليهم يمارسون مرغمين ما يمارسه بقية العالم ترفا.
ثم إن هذا الاحتفال فرض كفاية في أعراف الأمم، ولن يلزمكم كفارة إن أنتم لم تطفئوا أنواركم وتتعاطفوا مع هذا الجرم السماوي الذي كان قدره أن يكون دون سائر الكواكب سفينة البشر التي تسبح بهم في الفضاء.
ولا زلت لا أفهم الرسالة الرمزية التي نريد أن تصل لأمنا الأرض من خلال إطفاء الأضواء لساعة في العام، هل ستفهم الأرض أننا أصبحنا طيبين وأكثر حرصا على أن تنعم بشيء من السكينة؟
في الحقيقة أني أعتقد أنها لن تفهم الرسالة بهذا الشكل، وربما تعتقد أننا نستخف بها، فأكثر شيء يؤذي الكوكب هو الإزعاج والضوضاء اللذان يصدرهما البشر أثناء اقتتالهم أو قتلهم لبقية المخلوقات الأخرى، وقد يكون من أفضل أوجه البر بها أن نكف ساعة في العام عن الصراخ وعن القتال وعن سفك الدماء، سيسعدها ذلك حتى وإن كانت الأنوار مضاءة في كل شبر من وجهها الذي شوه البشر ـ أبناؤها ـ معالمه.
حين تطفئ الضوء الذي هو في الواقع حلم ملايين البشر فإنك ببساطة تمارس فعلا مستفزا، وبعيدا عن ساعة الأرض والأضواء فإن هذا ينطبق على كل شيء، حين تتعامل بفوقية مع حاجات غيرك الأساسية فأنت تمارس تواضعا مزيفا، والتواضع المزيف أكثر قبحا من التكبر الحقيقي.
ملايين من الكائنات البشرية المسحوقة تريد أن تكف الأمم المترفة أذاها عنهم، ثم ليفعلوا بعد ذلك ما يحلو لهم، يطفئون الأضواء الكهربائية ويشعلون الشموع أو حتى يشعلون في أنفسهم، الأمر ليس مهما.
لأن هؤلاء الضعفاء يعلمون يقينا أن هذه الساعة التي أطفئت فيها «الأنوار» لم تتوقف فيها مصانع الأسلحة، ولم يتوقف احتكار الدواء ولم يكف كبار العالم عن اعتبار مصادرة حياة الآخرين وحرياتهم مجرد «أعراض جانبية»، ولم تتوقف ولو للحظة تلك الآلة العملاقة التي تسحق العالم من خلال اعتبارها الكائن البشري شيئا لا مبرر لوجوده ما لم يكن أحد اثنين، إما زبونا أو سلعة. أما فيما عدا ذلك فإنه أتفه من أن يعد شيئا مذكورا.
وعلى أي حال ..
خذوا ساعاتكم وظلامكم وانصرفوا، لا تطفئوا حياة أحد، أما أضواء منازلكم وشركاتكم فالأمر عائد لكم، لن تكترث الأرض، فقد واجهت ما هو أقسى من لمبة مضاءة في طريق مظلم ولا زالت تدور ـ حسب ما يشاع.
@agrni
من المؤكد أنكم لم تفعلوا، ولذلك فأنتم ـ لا شك ـ خطر يهدد استقرار الأرض، ولكن لا تقلقوا كثيرا ولا تركنوا إلى تأنيب الضمير فالملايين حول العالم يحتفلون بهذه الساعة على مدار العام، وكل ساعة تمر عليهم يمارسون مرغمين ما يمارسه بقية العالم ترفا.
ثم إن هذا الاحتفال فرض كفاية في أعراف الأمم، ولن يلزمكم كفارة إن أنتم لم تطفئوا أنواركم وتتعاطفوا مع هذا الجرم السماوي الذي كان قدره أن يكون دون سائر الكواكب سفينة البشر التي تسبح بهم في الفضاء.
ولا زلت لا أفهم الرسالة الرمزية التي نريد أن تصل لأمنا الأرض من خلال إطفاء الأضواء لساعة في العام، هل ستفهم الأرض أننا أصبحنا طيبين وأكثر حرصا على أن تنعم بشيء من السكينة؟
في الحقيقة أني أعتقد أنها لن تفهم الرسالة بهذا الشكل، وربما تعتقد أننا نستخف بها، فأكثر شيء يؤذي الكوكب هو الإزعاج والضوضاء اللذان يصدرهما البشر أثناء اقتتالهم أو قتلهم لبقية المخلوقات الأخرى، وقد يكون من أفضل أوجه البر بها أن نكف ساعة في العام عن الصراخ وعن القتال وعن سفك الدماء، سيسعدها ذلك حتى وإن كانت الأنوار مضاءة في كل شبر من وجهها الذي شوه البشر ـ أبناؤها ـ معالمه.
حين تطفئ الضوء الذي هو في الواقع حلم ملايين البشر فإنك ببساطة تمارس فعلا مستفزا، وبعيدا عن ساعة الأرض والأضواء فإن هذا ينطبق على كل شيء، حين تتعامل بفوقية مع حاجات غيرك الأساسية فأنت تمارس تواضعا مزيفا، والتواضع المزيف أكثر قبحا من التكبر الحقيقي.
ملايين من الكائنات البشرية المسحوقة تريد أن تكف الأمم المترفة أذاها عنهم، ثم ليفعلوا بعد ذلك ما يحلو لهم، يطفئون الأضواء الكهربائية ويشعلون الشموع أو حتى يشعلون في أنفسهم، الأمر ليس مهما.
لأن هؤلاء الضعفاء يعلمون يقينا أن هذه الساعة التي أطفئت فيها «الأنوار» لم تتوقف فيها مصانع الأسلحة، ولم يتوقف احتكار الدواء ولم يكف كبار العالم عن اعتبار مصادرة حياة الآخرين وحرياتهم مجرد «أعراض جانبية»، ولم تتوقف ولو للحظة تلك الآلة العملاقة التي تسحق العالم من خلال اعتبارها الكائن البشري شيئا لا مبرر لوجوده ما لم يكن أحد اثنين، إما زبونا أو سلعة. أما فيما عدا ذلك فإنه أتفه من أن يعد شيئا مذكورا.
وعلى أي حال ..
خذوا ساعاتكم وظلامكم وانصرفوا، لا تطفئوا حياة أحد، أما أضواء منازلكم وشركاتكم فالأمر عائد لكم، لن تكترث الأرض، فقد واجهت ما هو أقسى من لمبة مضاءة في طريق مظلم ولا زالت تدور ـ حسب ما يشاع.
@agrni