نظام إيران يهدد شعبه ويعترف بقتل 30 ألفا
حكومة الملالي تشعر بأن قوات الأمن لن تنفذ أوامرها إذا اندلعت احتجاجات جماهيرية
الاحد / 10 / رجب / 1440 هـ - 06:00 - الاحد 17 مارس 2019 06:00
يمثل تهديد طهران باستخدام المقاتلين الأجانب ضد شعبها، إشارة واضحة إلى أن كثيرين في قوات الأمن الإيرانية لن يتبعوا الأوامر إذا اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية.
ففي 6 مارس الحالي، هدد رئيس المحكمة الثورية في طهران موسى غضنفربادي، بإحضار مقاتلين أجانب لمنع الإطاحة بالحكومة إذا لزم الأمر، وقال في حديثه إلى العلماء ورجال الدين الشباب في مدينة قم «إذا فشلت القوى الداخلية في حماية النظام، فإن المتمردين الحوثيين، وقوات الحشد الشعبي، ولواء فاطميون ولواء زينبيون ومجموعات الميليشيات الأخرى التي تشكل جزءا من محور المقاومة المهمة سيتولون حماية الثورة الإيرانية»، وذلك بحسب ما جاء بموقع «Fair Observer» الإخباري الأمريكي.
البيان العجيب
أثار البيان غضب الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو المنبر الوحيد الذي يستطيع فيه الإيرانيون التعبير بحرية عن أنفسهم، وانتقد رضا حجاجات نجاد، وهو صحفي إيراني بارز، أولئك الذين كانوا يلفقون مبررات للسياسات الإقليمية الإيرانية، قائلا «أولئك الذين وضعوا مبررات وراء سياسات طهران الإقليمية ودعمها للميليشيات لم يعرفوا حقا أن النظام سيستخدمها ذات يوم ضد شعبنا من أجل منع تغيير النظام؟».
ورد آخرون بتهديد المسؤولين الإيرانيين وادعوا أنه «إذا رأى الناس مقاتلين أجانب في طهران وأصفهان وفي أماكن أخرى، فسوف يحملون السلاح وسيعلمونهم درسا تاريخيا»، علاوة على ذلك، يعتقد كثيرون أنه «يجب الترحيب بهذا التهديد باعتباره يكشف الحقيقة في إيران ويشير إلى أن الشعب الإيراني لا يريد جمهورية إيرانية دينية، ويعد تجنيد المقاتلين الأجانب، لمواجهة المتظاهرين مؤشرا واضحا على الخوف من تغيير النظام بين المسؤولين الإيرانيين».
خيانة الشعب
وصف عدد من الإيرانيين التصريح بأنه «خيانة ضد إيران وشعبها»، مع ادعاء آخرين أن «هذا التهديد يعني إذا أراد الإيرانيون الحرية والديمقراطية فعليهم دفع الثمن»، كما أدانت المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان الخطاب وحذرت الناس من أنه يمكن للجمهورية الإيرانية اللجوء إلى مساعدة الجماعات الأجنبية المسلحة لدعم نظامها، ويجب أن يؤخذ تصريح غضنفربادي على محمل الجد لأن إيران استخدمت هذه الجماعات في سوريا لقمع السوريين وقتلهم، وصرح معهد تافانا للتعليم الالكتروني للمجتمع المدني الإيراني بأنه لا يوجد سبب يمنع إيران من استخدامها ضد شعبها.
ويعتقد الدكتور رضا برشيزاده، وهو محلل سياسي إيراني، أن بلاده تستخدم الجماعات المتطرفة ضد شعبها «بدلا من أن تكون شكلا من أشكال الحكومة الوطنية بالمعنى التقليدي، وتسعى في بعض الأحيان لتعزيز هدفها المتمثل في ثورة عالمية، بمعنى آخر فإن ولاء النظام الإسلامي هو فكرة قيام دولة دينية فوق وطنية تضم مساحات شاسعة من الشرق الأوسط. ولهذا السبب، لا يوجد لدى إيران أي شك على الإطلاق بشأن استخدام القوات الأجنبية ذات الطبيعة الأيديولوجية نفسها ضد شعب إيران عندما يشعر النظام بأنه مضطر».
الميليشيات الأجنبية
أدينت الميليشيات الأجنبية التي أنشأتها ودعمتها إيران في سوريا والعراق واليمن من قبل الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بسبب جرائم الحرب واستخدام الجنود الأطفال. ومن المرجح أن تدفع التهديدات باستهداف هذه الميليشيات ضد المواطنين الإيرانيين مجموعات مثل الملكيين ومجاهدي خلق إلى حمل السلاح لحماية الناس، ويقول بارشيزاده «تهديد إيران باستخدام الميليشيات الأجنبية ضد شعبها هو عامل حاسم يجب أن تأخذه إدارة ترمب في الاعتبار لأنها لن تكون المرة الأولى، لذلك، فإن أي شخص يحاول تغيير إيران يجب أن يأخذ ذلك في الاعتبار».
علاوة على ذلك، ووفقا لأحدث الأبحاث التي أجرتها مؤسسة زمانه، وهي مؤسسة إعلامية مستقلة مقرها في أمستردام، هناك ميل متزايد في المجتمع الإيراني إلى حمل السلاح ضد الحكومة، وفقا لهذا البحث، فإن السبب الرئيس هو الحماية ضد قوات الأمن عندما تندلع الاحتجاجات المناهضة للنظام، وبالنسبة لعدد من الإيرانيين يذكرهم التهديد القادم من مسؤولي البلاد بالسنوات الأولى للثورة عام 1979، عندما تعرض عشرات الآلاف للتعذيب والإعدام على أيدي المحاكم الثورية.
تغيير الأسلوب
في قم، ادعى غضنفربادي أنه يجب على رجال الدين تغيير أساليبهم من أجل كسب الشباب «إن إقناع الجيل الشاب بالإيمان بالثورة أصبح أكثر صعوبة ومستحيلا مع برامجنا الحالية، نحن بحاجة إلى تغيير أساليبنا وخطبنا لجمع وحشد الدعم بين الشباب»، وهذا مؤشر واضح على أن النظام الأيديولوجي القائم منذ عام 1979 يفقد شعبيته وشرعيته بين الأجيال الشابة.
الأمر المثير للصدمة هو أنه لم يرد أي مسؤول إيراني على البيان الصادر من رئيس المحاكم الثورية في طهران، فعلى الرغم من الإحباط الذي يشعر به الناس، فإن الصمت المستمر من جانب الحكومة بشأن هذه القضية يشير إلى أن استخدام المقاتلين الأجانب ضد الأشخاص من المحتمل أن يكون قرارا رسميا، وإذا كان الأمر كذلك، يمكن لأغلبية جماعات المعارضة الإيرانية أن تسعى للحصول على دعم مالي وعسكري من دول مستعدة لمواجهة إيران.
يبدو أن إيران تواجه ضغوطا غير مسبوقة في الداخل، مع استعداد طهران لاستخدام كل قوتها للرد على أولئك الذين يريدون تغييرات جذرية، ويمثل التهديد باستخدام الجماعات المتطرفة الأجنبية ضد شعبها إشارة واضحة إلى أن كثيرين داخل قوات الأمن الإيرانية لن يتبعوا الأوامر إذا اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية، هناك سابقة لذلك خلال ثورة 1979، حين رفض الجيش وقوات الأمن طاعة قادتهم وأوامر الشاه بقتل المزيد من الناس في الشوارع.
ففي 6 مارس الحالي، هدد رئيس المحكمة الثورية في طهران موسى غضنفربادي، بإحضار مقاتلين أجانب لمنع الإطاحة بالحكومة إذا لزم الأمر، وقال في حديثه إلى العلماء ورجال الدين الشباب في مدينة قم «إذا فشلت القوى الداخلية في حماية النظام، فإن المتمردين الحوثيين، وقوات الحشد الشعبي، ولواء فاطميون ولواء زينبيون ومجموعات الميليشيات الأخرى التي تشكل جزءا من محور المقاومة المهمة سيتولون حماية الثورة الإيرانية»، وذلك بحسب ما جاء بموقع «Fair Observer» الإخباري الأمريكي.
البيان العجيب
أثار البيان غضب الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو المنبر الوحيد الذي يستطيع فيه الإيرانيون التعبير بحرية عن أنفسهم، وانتقد رضا حجاجات نجاد، وهو صحفي إيراني بارز، أولئك الذين كانوا يلفقون مبررات للسياسات الإقليمية الإيرانية، قائلا «أولئك الذين وضعوا مبررات وراء سياسات طهران الإقليمية ودعمها للميليشيات لم يعرفوا حقا أن النظام سيستخدمها ذات يوم ضد شعبنا من أجل منع تغيير النظام؟».
ورد آخرون بتهديد المسؤولين الإيرانيين وادعوا أنه «إذا رأى الناس مقاتلين أجانب في طهران وأصفهان وفي أماكن أخرى، فسوف يحملون السلاح وسيعلمونهم درسا تاريخيا»، علاوة على ذلك، يعتقد كثيرون أنه «يجب الترحيب بهذا التهديد باعتباره يكشف الحقيقة في إيران ويشير إلى أن الشعب الإيراني لا يريد جمهورية إيرانية دينية، ويعد تجنيد المقاتلين الأجانب، لمواجهة المتظاهرين مؤشرا واضحا على الخوف من تغيير النظام بين المسؤولين الإيرانيين».
خيانة الشعب
وصف عدد من الإيرانيين التصريح بأنه «خيانة ضد إيران وشعبها»، مع ادعاء آخرين أن «هذا التهديد يعني إذا أراد الإيرانيون الحرية والديمقراطية فعليهم دفع الثمن»، كما أدانت المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان الخطاب وحذرت الناس من أنه يمكن للجمهورية الإيرانية اللجوء إلى مساعدة الجماعات الأجنبية المسلحة لدعم نظامها، ويجب أن يؤخذ تصريح غضنفربادي على محمل الجد لأن إيران استخدمت هذه الجماعات في سوريا لقمع السوريين وقتلهم، وصرح معهد تافانا للتعليم الالكتروني للمجتمع المدني الإيراني بأنه لا يوجد سبب يمنع إيران من استخدامها ضد شعبها.
ويعتقد الدكتور رضا برشيزاده، وهو محلل سياسي إيراني، أن بلاده تستخدم الجماعات المتطرفة ضد شعبها «بدلا من أن تكون شكلا من أشكال الحكومة الوطنية بالمعنى التقليدي، وتسعى في بعض الأحيان لتعزيز هدفها المتمثل في ثورة عالمية، بمعنى آخر فإن ولاء النظام الإسلامي هو فكرة قيام دولة دينية فوق وطنية تضم مساحات شاسعة من الشرق الأوسط. ولهذا السبب، لا يوجد لدى إيران أي شك على الإطلاق بشأن استخدام القوات الأجنبية ذات الطبيعة الأيديولوجية نفسها ضد شعب إيران عندما يشعر النظام بأنه مضطر».
الميليشيات الأجنبية
أدينت الميليشيات الأجنبية التي أنشأتها ودعمتها إيران في سوريا والعراق واليمن من قبل الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بسبب جرائم الحرب واستخدام الجنود الأطفال. ومن المرجح أن تدفع التهديدات باستهداف هذه الميليشيات ضد المواطنين الإيرانيين مجموعات مثل الملكيين ومجاهدي خلق إلى حمل السلاح لحماية الناس، ويقول بارشيزاده «تهديد إيران باستخدام الميليشيات الأجنبية ضد شعبها هو عامل حاسم يجب أن تأخذه إدارة ترمب في الاعتبار لأنها لن تكون المرة الأولى، لذلك، فإن أي شخص يحاول تغيير إيران يجب أن يأخذ ذلك في الاعتبار».
علاوة على ذلك، ووفقا لأحدث الأبحاث التي أجرتها مؤسسة زمانه، وهي مؤسسة إعلامية مستقلة مقرها في أمستردام، هناك ميل متزايد في المجتمع الإيراني إلى حمل السلاح ضد الحكومة، وفقا لهذا البحث، فإن السبب الرئيس هو الحماية ضد قوات الأمن عندما تندلع الاحتجاجات المناهضة للنظام، وبالنسبة لعدد من الإيرانيين يذكرهم التهديد القادم من مسؤولي البلاد بالسنوات الأولى للثورة عام 1979، عندما تعرض عشرات الآلاف للتعذيب والإعدام على أيدي المحاكم الثورية.
تغيير الأسلوب
في قم، ادعى غضنفربادي أنه يجب على رجال الدين تغيير أساليبهم من أجل كسب الشباب «إن إقناع الجيل الشاب بالإيمان بالثورة أصبح أكثر صعوبة ومستحيلا مع برامجنا الحالية، نحن بحاجة إلى تغيير أساليبنا وخطبنا لجمع وحشد الدعم بين الشباب»، وهذا مؤشر واضح على أن النظام الأيديولوجي القائم منذ عام 1979 يفقد شعبيته وشرعيته بين الأجيال الشابة.
الأمر المثير للصدمة هو أنه لم يرد أي مسؤول إيراني على البيان الصادر من رئيس المحاكم الثورية في طهران، فعلى الرغم من الإحباط الذي يشعر به الناس، فإن الصمت المستمر من جانب الحكومة بشأن هذه القضية يشير إلى أن استخدام المقاتلين الأجانب ضد الأشخاص من المحتمل أن يكون قرارا رسميا، وإذا كان الأمر كذلك، يمكن لأغلبية جماعات المعارضة الإيرانية أن تسعى للحصول على دعم مالي وعسكري من دول مستعدة لمواجهة إيران.
يبدو أن إيران تواجه ضغوطا غير مسبوقة في الداخل، مع استعداد طهران لاستخدام كل قوتها للرد على أولئك الذين يريدون تغييرات جذرية، ويمثل التهديد باستخدام الجماعات المتطرفة الأجنبية ضد شعبها إشارة واضحة إلى أن كثيرين داخل قوات الأمن الإيرانية لن يتبعوا الأوامر إذا اندلعت الاحتجاجات الجماهيرية، هناك سابقة لذلك خلال ثورة 1979، حين رفض الجيش وقوات الأمن طاعة قادتهم وأوامر الشاه بقتل المزيد من الناس في الشوارع.