علينا أن نقول وعليكم أن تعربوا
الثلاثاء / 5 / رجب / 1440 هـ - 19:15 - الثلاثاء 12 مارس 2019 19:15
علينا أن نقول وعليكم أن تعربوا هذا مثل مأثور في الزمن القديم، لكنه يصلح أن يتردد على شفاه الناس في هذا الوقت الجميل، لأن الحوار لم يعد مواجهة بين شاعر وناقد كما جاء في الجملة التي جعلناها عنوانا للمقال، وليس بين متقابلين أو متجاورين في المجالس يعرف بعضهم بعضا كما تجري العادة، ولكن الحوار والأخبار أصبحت بين كل البشر من كل الثقافات ومن كل التوجهات، كل يستطيع أن يقول لك ما شاء من النقد، وما أراد من الاعتراض دون أن تقابله أو تراه أو تعرف مكانه من المعمورة، وقد تنال التوبيخ إذا رأى ما لا يعجبه ولا يروق لمزاجه الذي قد تعكر لسبب لا يعرفه من كان في الطرف الآخر من طاولة الحوار.
الساحة المفتوحة التي أسستها وسائل الاتصال اليوم كانت واسعة بحيث تختلط فيها الأشكال واللغات والأجناس والألوان وحتى القارات يتصل أهلها بلحظات، وأهم من كل ذلك اختلاط الأفكار والعقول والأمزجة، وكل يستطيع أن يقول ويعبر عما يشاء، هذا الاختلاط هو ميزة زمن العالم السريع المتحرك على فضاء السماء الواسعة لمن يستطيع أن يقول الحق ومن يستطيع أن يحاول الباطل، كل يدلي بدلوه ويلقي ما في كنائنه في معركة (السوشيال ميديا) ومن حق الناس أن يفعلوا ذلك وأكثر منه لكن العناء الكبير ليس على من يدلي بالمعلومة التي تدور في رأسه ويرى أهميتها وصحتها وصواب ما فيها، ذلك شأنه هو لا غير، أما الصعب والمشكل العويص فعلى من يريد أن ينزل إلى ساحة الأفكار التي تعترض طريقه أو تخالف ما يراه أو تلك التي يلقيها أصحابها كيفما اتفق مما تفيض به أفكار البشر وما تحمله آراؤهم ومعتقداتهم، وهنا يبدأ العجز عن التفسير والتعليل لما ترى وما تنكر فلم تعد الثقافة ذات وجه واحد ولا مرجعية واحدة، ولا بد لمن يخوض غمارها من تلمس الأعذار وما أكثر ما في ثقافتنا المحكية والمروية من الأعذار وموجبات التخلص وأسبابه حين تعجزهم الحيل وتغلق على المتكلم مداخل الإجابة المقبولة.
ولعل الشاعر الأول كان قادرا على حسن التخلص حين حاصره جيله في كثير من الأسئلة فلم يجد بدا من المراوغة والإعراض فقال بيته المشهور متخلصا من حرج المواجهة لأسئلة قد لا يعرف إجابتها أو لا يحسن السائلون طرح السؤال عنها: ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا.
هذان الخياران اللذان وضعهما الشاعر هما ما يمكن عمله اليوم.
أنا على يقين تام أن هذا البيت هو ما يقوله كل من دفعته الأقدار إلى معترك وسائل التواصل الحديثة التي مكنت كل فرد وجعلت له الحق المطلق أن يمارس الكتابة ويقارع الحجة بأختها ويقول ما شاء من الأقوال ويدعي ما استطاع من الأعمال باللغة التي يريد وليس للمشاركين في تلك الساحة خيار في اللغة ولا اتفاق في المعاني، ذلك شأن متروك لكل مشارك وما تمليه ثقافته وتربيته وأخلاقه، حيث يكون الجميع سواسية في المكان، مختلفين في كل شيء غير ذلك .
الشكوى التي يضج منها المشاركون في وسائل التواصل تكاد تكون واحدة هي هذه الأساليب الطارئة على الذوق العام لما تحمل من تجريح للمخالف وتجاوز لحدود أدب المناقشة واستعمال لغة نابية وأساليب غير مهذبة يتبادلها بعض المشاركين وتطفو على سطح الواقع مع أن المفروض أن تكون مساحة الحوار الواسعة باعثة على حسن الأدب ورقي الذوق وضروب المجاملة المقبولة والممكنة.
الساحة المفتوحة التي أسستها وسائل الاتصال اليوم كانت واسعة بحيث تختلط فيها الأشكال واللغات والأجناس والألوان وحتى القارات يتصل أهلها بلحظات، وأهم من كل ذلك اختلاط الأفكار والعقول والأمزجة، وكل يستطيع أن يقول ويعبر عما يشاء، هذا الاختلاط هو ميزة زمن العالم السريع المتحرك على فضاء السماء الواسعة لمن يستطيع أن يقول الحق ومن يستطيع أن يحاول الباطل، كل يدلي بدلوه ويلقي ما في كنائنه في معركة (السوشيال ميديا) ومن حق الناس أن يفعلوا ذلك وأكثر منه لكن العناء الكبير ليس على من يدلي بالمعلومة التي تدور في رأسه ويرى أهميتها وصحتها وصواب ما فيها، ذلك شأنه هو لا غير، أما الصعب والمشكل العويص فعلى من يريد أن ينزل إلى ساحة الأفكار التي تعترض طريقه أو تخالف ما يراه أو تلك التي يلقيها أصحابها كيفما اتفق مما تفيض به أفكار البشر وما تحمله آراؤهم ومعتقداتهم، وهنا يبدأ العجز عن التفسير والتعليل لما ترى وما تنكر فلم تعد الثقافة ذات وجه واحد ولا مرجعية واحدة، ولا بد لمن يخوض غمارها من تلمس الأعذار وما أكثر ما في ثقافتنا المحكية والمروية من الأعذار وموجبات التخلص وأسبابه حين تعجزهم الحيل وتغلق على المتكلم مداخل الإجابة المقبولة.
ولعل الشاعر الأول كان قادرا على حسن التخلص حين حاصره جيله في كثير من الأسئلة فلم يجد بدا من المراوغة والإعراض فقال بيته المشهور متخلصا من حرج المواجهة لأسئلة قد لا يعرف إجابتها أو لا يحسن السائلون طرح السؤال عنها: ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا.
هذان الخياران اللذان وضعهما الشاعر هما ما يمكن عمله اليوم.
أنا على يقين تام أن هذا البيت هو ما يقوله كل من دفعته الأقدار إلى معترك وسائل التواصل الحديثة التي مكنت كل فرد وجعلت له الحق المطلق أن يمارس الكتابة ويقارع الحجة بأختها ويقول ما شاء من الأقوال ويدعي ما استطاع من الأعمال باللغة التي يريد وليس للمشاركين في تلك الساحة خيار في اللغة ولا اتفاق في المعاني، ذلك شأن متروك لكل مشارك وما تمليه ثقافته وتربيته وأخلاقه، حيث يكون الجميع سواسية في المكان، مختلفين في كل شيء غير ذلك .
الشكوى التي يضج منها المشاركون في وسائل التواصل تكاد تكون واحدة هي هذه الأساليب الطارئة على الذوق العام لما تحمل من تجريح للمخالف وتجاوز لحدود أدب المناقشة واستعمال لغة نابية وأساليب غير مهذبة يتبادلها بعض المشاركين وتطفو على سطح الواقع مع أن المفروض أن تكون مساحة الحوار الواسعة باعثة على حسن الأدب ورقي الذوق وضروب المجاملة المقبولة والممكنة.