أجواء غزو العراق تخيم على إيران
ستيفن كوك لإدارة ترمب: الردع أفضل وسيلة للتعامل مع نظام طهران
الجمعة / 24 / جمادى الآخرة / 1440 هـ - 05:30 - الجمعة 1 مارس 2019 05:30
ظهر مؤتمر وارسو الأخير وكأنه قمة حربية شديدة الخطورة، أجواء غزو العراق التي حدثت في 2002 تكررت بشكل لافت على الأمريكان وهم يحشدون العالم كله ضد إيران، ظهر الإصرار الدولي القوي على إجبار نظام الملالي على دفع الثمن باهظا بعد تورطه في تصدير وتمويل الإرهاب وزراعة الفتنة في المنطقة.
تزامنت القمة التي حضرها نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وعدد من وزراء الخارجية العرب، ووزير الخارجية البريطاني، مع الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، ووجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، اتهامات مباشرة إلى القادة الإيرانيين عبر فيديو، وخاطب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بالقول «لا أعتقد أن لديك الكثير من الاحتفالات»، وانتقد بنس حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين اتهمهم أساسا بمساعدة وتحريض عدوة الولايات المتحدة.
يرى محلل مجلة فورين بوليسي ستيفن كوك أن أحداث المؤتمر كانت مألوفة للغاية، لم تصل الأحاديث إلى مستوى حمى الحرب التي استحوذت على واشنطن في 2002 نحو العراق، لكن أصداء ذلك العام ليس من الصعب رؤيتها في محاولة واشنطن حشد العالم ضد إيران.
ويؤكد أنه على الرغم من كبار المسؤولين الأمريكيين أصبحوا يصفون نظراءهم الإيرانيين بأنهم مجرد عصابة من المجرمين تسعى إلى السيطرة على المنطقة إلى أنهم لم يضعوا خططا للحرب، مشيرا إلى أن هذه الرسالة نفسها التي روجتها إدارة جورج دبليو بوش حول صدام حسين عند غزو العراق.
تعلم الدرس
يقول ستيفن كوك «كان من الممكن أن ينأى نائب الرئيس الأمريكي بنفسه عناء السفر إلى بولندا، ويرسل دونالد رامسفيلد بدلا منه لتكرار انتقاده السيء للألمان والفرنسيين بوصفهما أوروبا القديمة، على الرغم من أنه تعلم درسهم في العراق، وكان يجب على وزير الدفاع السابق أن يضم إليهم بريطانيا، إن المؤتمر يذكر بالطريقة التي جابت بها إدارة بوش أركان العالم الأربعة لبناء تحالفها لغزو العراق، وما يثير الفزع أن إدارة ترمب تتجاهل المهنيين في الاستخبارات، وغيرها من الجهات».
ويضيف «لا يعني هذا أن إيران دولة مسالمة في الشرق الأوسط، فانتهاكات طهران معروفة، وقد أمعن القادة الإيرانيون في قتل مئات الآلاف من السوريين، ودعموا الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، وهددوا استقرار البحرين، ثم هناك حزب الله، الذي يحصل، بحسب الحكومة الأمريكية، على 700 مليون دولار سنويا من إيران، وأصبح قوة عميلة لإيران في سوريا واليمن وأفغانستان، وقدموا الدعم لجماعات مثل حماس والجهاد بفلسطين».
الحقائق المنسية
ووفقا لكوك هناك أشياء سيئة، لكن جهود إدارة ترمب لبناء قضية للحرب ضد إيران، غفلت حقيقتين مهمتين:
أولا: لو كان القادة الإيرانيون عازمين على تحويل المنطقة إلى منطقة نفوذ فارسي، فإنهم في واقع الأمر لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك.
ثانيا: ما تفعله إيران ليس مفاجئا أو غير عقلاني، فهي تسعى إلى إبقاء العراق ضعيفا وغير مستقر حتى لا يصبح تهديدا لها مرة أخرى، وهبت لإنقاذ الأسد للحفاظ على ارتباطها بحزب الله.
ضرر إيران
ويؤكد الكاتب الأمريكي أن ما يفعله الإيرانيون في المنطقة ضار، مستدركا «لكن هل هذا مبرر للحرب وتغيير النظام؟ لم تكن تصرفات إيران جيدة في الشرق الأوسط، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة صاحبة اليد العليا في المنطقة».
ويذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما حاول إنهاء مشكلة إيران بدءا من الاتفاق النووي، تحت مبرر أن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يوفر سبيلا لإجراء محادثة أوسع نطاقا، ولكن لم ينجح الأمر لأن الإيرانيين سعوا خلف مصالحهم في المنطقة، وقد شجب ترمب إلى جانب مستشاريه والحزب الجمهوري الصفقة منذ البداية لاعتقادهم بأن النظام الإيراني لا يمكن إصلاحه.
يضيف «قد يكون هذا صحيحا، لكن السياسة الذكية في هذه الحالة تقضي بإمساك العصا من المنتصف، بين تفاؤل أوباما وتوجهات ترمب، فيجب أن تواجه الولايات المتحدة التحدي الإيراني بالردع، وهذا ما فعلته عام 1988 عندما تحدت إيران أولوية الولايات المتحدة في الخليج، مما أدى إلى غرق جزء كبير من البحرية الإيرانية، فلا يتطلب الردع حجب الحقيقة، إنه نهج شاق وواقعي لمشكلة لا تتطلب الحرب في الوقت الحاضر».
الفرق بين غزو العراق والآن (2002 ـ 2019)
تزامنت القمة التي حضرها نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وعدد من وزراء الخارجية العرب، ووزير الخارجية البريطاني، مع الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، ووجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، اتهامات مباشرة إلى القادة الإيرانيين عبر فيديو، وخاطب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بالقول «لا أعتقد أن لديك الكثير من الاحتفالات»، وانتقد بنس حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين اتهمهم أساسا بمساعدة وتحريض عدوة الولايات المتحدة.
يرى محلل مجلة فورين بوليسي ستيفن كوك أن أحداث المؤتمر كانت مألوفة للغاية، لم تصل الأحاديث إلى مستوى حمى الحرب التي استحوذت على واشنطن في 2002 نحو العراق، لكن أصداء ذلك العام ليس من الصعب رؤيتها في محاولة واشنطن حشد العالم ضد إيران.
ويؤكد أنه على الرغم من كبار المسؤولين الأمريكيين أصبحوا يصفون نظراءهم الإيرانيين بأنهم مجرد عصابة من المجرمين تسعى إلى السيطرة على المنطقة إلى أنهم لم يضعوا خططا للحرب، مشيرا إلى أن هذه الرسالة نفسها التي روجتها إدارة جورج دبليو بوش حول صدام حسين عند غزو العراق.
تعلم الدرس
يقول ستيفن كوك «كان من الممكن أن ينأى نائب الرئيس الأمريكي بنفسه عناء السفر إلى بولندا، ويرسل دونالد رامسفيلد بدلا منه لتكرار انتقاده السيء للألمان والفرنسيين بوصفهما أوروبا القديمة، على الرغم من أنه تعلم درسهم في العراق، وكان يجب على وزير الدفاع السابق أن يضم إليهم بريطانيا، إن المؤتمر يذكر بالطريقة التي جابت بها إدارة بوش أركان العالم الأربعة لبناء تحالفها لغزو العراق، وما يثير الفزع أن إدارة ترمب تتجاهل المهنيين في الاستخبارات، وغيرها من الجهات».
ويضيف «لا يعني هذا أن إيران دولة مسالمة في الشرق الأوسط، فانتهاكات طهران معروفة، وقد أمعن القادة الإيرانيون في قتل مئات الآلاف من السوريين، ودعموا الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، وهددوا استقرار البحرين، ثم هناك حزب الله، الذي يحصل، بحسب الحكومة الأمريكية، على 700 مليون دولار سنويا من إيران، وأصبح قوة عميلة لإيران في سوريا واليمن وأفغانستان، وقدموا الدعم لجماعات مثل حماس والجهاد بفلسطين».
الحقائق المنسية
ووفقا لكوك هناك أشياء سيئة، لكن جهود إدارة ترمب لبناء قضية للحرب ضد إيران، غفلت حقيقتين مهمتين:
أولا: لو كان القادة الإيرانيون عازمين على تحويل المنطقة إلى منطقة نفوذ فارسي، فإنهم في واقع الأمر لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك.
ثانيا: ما تفعله إيران ليس مفاجئا أو غير عقلاني، فهي تسعى إلى إبقاء العراق ضعيفا وغير مستقر حتى لا يصبح تهديدا لها مرة أخرى، وهبت لإنقاذ الأسد للحفاظ على ارتباطها بحزب الله.
ضرر إيران
ويؤكد الكاتب الأمريكي أن ما يفعله الإيرانيون في المنطقة ضار، مستدركا «لكن هل هذا مبرر للحرب وتغيير النظام؟ لم تكن تصرفات إيران جيدة في الشرق الأوسط، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة صاحبة اليد العليا في المنطقة».
ويذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما حاول إنهاء مشكلة إيران بدءا من الاتفاق النووي، تحت مبرر أن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يوفر سبيلا لإجراء محادثة أوسع نطاقا، ولكن لم ينجح الأمر لأن الإيرانيين سعوا خلف مصالحهم في المنطقة، وقد شجب ترمب إلى جانب مستشاريه والحزب الجمهوري الصفقة منذ البداية لاعتقادهم بأن النظام الإيراني لا يمكن إصلاحه.
يضيف «قد يكون هذا صحيحا، لكن السياسة الذكية في هذه الحالة تقضي بإمساك العصا من المنتصف، بين تفاؤل أوباما وتوجهات ترمب، فيجب أن تواجه الولايات المتحدة التحدي الإيراني بالردع، وهذا ما فعلته عام 1988 عندما تحدت إيران أولوية الولايات المتحدة في الخليج، مما أدى إلى غرق جزء كبير من البحرية الإيرانية، فلا يتطلب الردع حجب الحقيقة، إنه نهج شاق وواقعي لمشكلة لا تتطلب الحرب في الوقت الحاضر».
الفرق بين غزو العراق والآن (2002 ـ 2019)
- إصرار الديمقراطيين على عدم ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبوها قبل 17 عاما، عندما سمحوا لإدارة بوش بوضع شروط المناقشة التي مهدت الطريق لعملية تحرير العراق
- رغم أن عددا من أعضاء الكونجرس قلقون بسبب إيران، إلا أن الديمقراطيين على وجه الخصوص لن يدعموا حربا وقائية أخرى في الشرق الأوسط
- احتمالات الدخول في صراع مع إيران أكبر مما كانت عليه قبل ستة أشهر، ففي الوقت الذي يدفع فيه الصقور السياسة الأمريكية إلى حافة الهاوية، تبدو إدارة ترمب أشبه بالثور الهائج
- قد يتغير هذا إذا كان هناك نوع من الاستفزاز في المنطقة