جامعة الملك خالد.. تعلموا من وزارة العمل!

بين فينة وأخرى، تتحفنا جامعة الملك خالد بأبها بأخبار غريبة، لا تتناسق مع التوجه الجديد لدولة الحزم والعزم، إذ فوجئ المجتمع بمعاقبة الجامعة مجموعة من طالباتها بحرمانهن من الدراسة ورسوب إلزامي لمجموعة من المواد، ذنبهن الوحيد أنهن تحدثن عن معاناتهن المستمرة في هاشتاق بتويتر!! حتى لو فعلن غير ذلك، هل يصل الأمر لعقوبة قاسية بهذا الحجم والشكل؟!

بين فينة وأخرى، تتحفنا جامعة الملك خالد بأبها بأخبار غريبة، لا تتناسق مع التوجه الجديد لدولة الحزم والعزم، إذ فوجئ المجتمع بمعاقبة الجامعة مجموعة من طالباتها بحرمانهن من الدراسة ورسوب إلزامي لمجموعة من المواد، ذنبهن الوحيد أنهن تحدثن عن معاناتهن المستمرة في هاشتاق بتويتر!! حتى لو فعلن غير ذلك، هل يصل الأمر لعقوبة قاسية بهذا الحجم والشكل؟! الحرمان لفصل دراسي والرسوب فيه يعني باللغة الأكاديمية: تدمير مستقبل هذا الشاب والشابة للأبد!! ومع زيادة التنافس على الفرص اليوم، وقدوم آلاف المبتعثين، كيف يستطيع شاب أو شابة الدخول لسوق العمل والمنافسة بمعدل ضعيف؟ معاناة بنات السامر التي حملها أثير تويتر وتناقلتها قروبات الواتس تؤكد وجود عقلية بجامعة الملك خالد تفكر بسلطوية! عقلية ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد! وكان الظن أنها قصة عابرة وانتهت، لكن الأحداث كشفت أن هناك منهجا قاسيا تتخذه الجامعة ضد من ينتقدها من أبنائها الطلاب! فعلى سبيل المثال وليس الحصر، الطالب سعد القحطاني، الذي تناقلت خبره مجموعة من الصحف، شاب متفوق، ومن الطراز الأول، فوجئ بإيقافه عن الدراسة فصلا دراسيا كاملا وحرمانه حقا من حقوقه التي كفلها له الوطن، بسبب توثيقه حاجة دورات المياه للصيانة وكشفه عن خطأ نحوي لقيادي في الجامعة عبر تغريدات عدة!!! الحادثة لم تنته عند هذا الحد، فحسب ما ورد في تقرير صحيفة (سبق) طلب عميد الكلية التي ينتمي لها الطالب الاعتذار لعميد القبول والتسجيل، والأهم، وضع تحتها عشرين خطا، تقبيل رأسه، ثم أردف: (احمد ربك أنها جات كذا!!)منسوبو جامعة الملك خالد يقولون وبالفم الملآن: (اللي فيه خير..ينتقدنا!) ويدل على أن الجامعة فعلا تغرد خارج السرب، ولم تستوعب بعد أنها تعيش في عصر سلمان الحزم! مجموعة من المسؤولين في الدولة صدرت قراراتهم في ساعات متأخرة من الليل، بعد خروج مقطع لهم أو تغريدة هنا أو هناك تبين مواطن الخلل لديهم! لاحظ نحن نتكلم عن وزير وليس عميد قبول وتسجيل! وزير صدر قرار إقالته من منصبه بعد تفاعل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا يرسل رأس الهرم السياسي رسالة واضحة جدا: التقصير غير مقبول أبدا من أي مسؤول يعمل في منصب حكومي! والرسالة الأخرى التي يرسلها سلمان الحزم: لا يهم إن كان الانتقاد في تويتر أو في خطاب سري، ما دام هناك خلل وقصور فلا حاجة لنا في مسؤول مقصر!العبد الفقير كاتب هذه الأحرف انتقد أكثر من جهة حكومية في تويتر، وعمل (منشن) لحساب وزيرها في تويتر، كان آخرها وزير العمل! هذا العمل بمفهوم جامعة الملك خالد - القاصر - يستوجب عقوبة! ولكن وزارة العمل يقودها رجل اسمه (مفرج الحقباني) يؤمن بالتطوير المستمر، وأن النقد هو وسيلة مهمة للتغيير والتحسين! ولذا اتصل شخصيا بكاتب هذه الأحرف، وبرغم شدة لهجة المقال (المواطن ليس غبيا يا وزارة العمل)، إلا أنه رحب بالنقد، وطلب مستقبلا عدم التردد في نقد الوزارة والوزير لأن هذا ضروري لتقويم العمل وتجويده! وقس على هذا مناوشات عديدة مع وزارة البلدية والتعليم وأمانات المناطق وغيرها، حيث القاسم المشترك الترحيب بالنقد. الملك سلمان - حفظه الله - في خطابه الأخير قال لنا معشر الإعلاميين: رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، في وقت تقول فيه جامعة الملك خالد: الويل والثبور لمن أهدى إلي عيوبي! .

m.hathut@makkahnp.com