تفاعل

صناعة القيادات في مجتمعنا

ود خالد مرعي
عندما نتكلم عن القيادة وكيف نعلم أولادنا معنى القيادة الحكيمة، لا بد أن نعرف أن القيادة جزء منها موهبة تحتاج إلى صقل وتطوير، فهي قوة التأثير في فرد أو مجموعة بغية تحقيق أهداف مرسومة لها بعناية، واللافت للنظر أن وزارة التعليم وإداراتها خلعت مصطلح القيادة من مديريها السابقين دون أن تركز فعلا على صناعة القيادات.

فحينما نتحدث عن القيادة تجول بأذهاننا معان وفروع كثيرة لهذا المصطلح وعلى من يطلق هذا الاسم؟!

فأحيانا يكون الطفل في صفة قائد، والمعلم مع طلابه قائدا، وكذلك الملك على دولته قائدا، ولكن الفرق هو متى يكون قائدا واعيا وناجحا؟ ومتى يكون ذا سلطة شرسة على غيره؟

فليس كل من فرض كلمته بطريقة شرسة غير لائقة على الفرد أو المجتمع يكون قائدا ناجحا.

ولا شك أننا نتفق جميعا أن القيادة هي الإدارة وقوة الشخصية والكلمة المسموعة المنفذة، ولكن لا بد من التمييز بين السلطة والوقاحة.

القائد الناجح هو الذي يجعل بينه وبين من هم تحت إدارته خليطا من التفاهم والوضوح والاحترام، وترك المجال للآخرين للتحاور وإبداء الرأي، فذلك يخلق المحبة في الفرد ويبث روح التعاون واندماج الأفكار والتطورات في المجتمع.

وبالنسبة لكيفية تأسيس القيادة لدى الأطفال، فللمدارس دور مهم وفعال لتنمية روح الشجاعة وإبراز مدى قوة تحمل الطفل قيادته لزملائه، كمثال بسيط دال على هذا التحاق الأطفال في المدارس بالكشافة المدرسية، وتعيين طفل كل فترة لقيادة زملائه مثلا، أو التحاقهم بدورات تعليمية مبسطة، على شكل مسابقات ومكافآت لتنمية مفهوم القيادة والسيطرة ومدى قدرة الطفل على التحكم، فالأطفال خاصة بحاجة لمن يعزز لهم روح الشجاعة والقدرة على تحمل المسؤولية.

كذلك على أولياء الأمور أولا معرفة وتفهم ما يميل له الطفل وما يريد تحقيقه والوصول إليه، ولا سيما أن بداخل كل طفل موهبة عظيمة يمتلكها، وهنا يأتي دور الأب والمعلم معا في كيفية تحقيق وتفهم ما يحاول الطفل الوصول إليه، وأخيرا لا بد من صناعة القادة، خاصة للأجيال القادمة لينهضوا بجيلهم ويكونوا صمام الأمان للمستقبل، ونحن الآن نرى القيادات الشابة في عصرنا ودولتنا تقودنا إلى بر الأمان، وأكبر مثال على ذلك الأمير محمد بن سلمان، وكيف أنه استطاع النهوض بالأمة الإسلامية أجمع وبهذا الوطن على وجه الخصوص.