الشريحة الكبرى من المدراء التنفيذيين للشركات يصرحون «علنا» بالعواقب السلبية للذكاء الاصطناعي على الموظفين، وبأنه لا بد من وضع خطط لحماية الموظفين من هذا الهجوم الشرس للآلات والروبوتات.

ولكن وعلى خلاف ذلك «في غرف الاجتماعات المغلقة»، فإن النقاش الفعلي بينهم المدراء التنفيذيين يتمحور حول كيفية تسريع وتيرة أتمتة القوى العمالية، متغافلين عن تأثير ذلك على الوظائف والعمالة لديهم.

الشركات العالمية تنفق مليارات الدولارات على التحول الرقمي وأتمتة أعمالها، عادة الذكاء الاصطناعي البطاقة الذهبية لتحقيق الأرباح وخفض التكاليف، وذلك بتقليص عدد الموظفين من آلاف إلى عدد بسيط لا يتجاوز العشرات في بعض تلك الشركات.

قامت شركة Deloitte عام 2017 ميلادي بعمل مسح على الشركات الأمريكية، فوجدت أن 53% من الشركات الأمريكية قد بدأت بالفعل باستخدام الآلات لتقوم بمهام كان البشر يقومون بها، ومن المتوقع زيادة تلك النسبة خلال السنة المقبلة لتصبح 72%!

كما ذكر الكاتب Kai-Fu Lee في كتابه «الطاقات الخارقة للذكاء الاصطناعي» متنبئا بأن الذكاء الاصطناعي سوف يلغي 40% من الوظائف العالمية خلال 15 سنة.

وعليه قد يتساءل أحدهم «يا عزيزي، نحن فين والذكاء الاصطناعي فين.. الله يهديك بس».

وجوابي للأخ هو «كلامك غير دقيق»، المملكة العربية السعودية حاليا تشهد تحولا كبيرا جدا في مجال التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في كل شيء بداية من مدن ذكية كـ «نيوم» إلى «حج ذكي»، ونحن جزء من هذا العالم نتأثر بكل تطور كما نتأثر بكل إخفاق.

وجهة نظري في غضون السنوات العشرين المقبلة سوف نلاحظ تغيرا نوعيا في الوظائف التقنية ومهامها، بعض الوظائف الحالية في السوق السعودي سوف تلغى وتحل مكانها الآلات، وستكتفي الشركات بتوظيف عدد قليل جدا لإدارة وبرمجة تلك الآلات.

يتساءل أحدهم مرة أخرى «يعني راح يفصلوني من عملي؟».

وجوابي لهذا التساؤل هو: نعم سوف تفصل من عملك إن لم تواكب هذا التطور التقني السريع مع دراسة ما يتطلبه السوق خلال السنوات المقبلة، فهناك معاهد وجامعات متخصصة في الذكاء الاصطناعي بمختلف تخصصاته.

احذر يا عزيزي، فلديك منافس قوي يطمح إلى منصبك، وفي انتظار الفرصة للحصول على كرسيك، وهو «الذكاء الاصطناعي».

@3bdullahAl3jlan