من يخلف خامنئي «المريض» في قيادة إيران؟
توقعات بمعركة شرسة بين المتشددين والإصلاحيين.. وروحاني أبرز المرشحين
الأربعاء / 8 / جمادى الآخرة / 1440 هـ - 11:00 - الأربعاء 13 فبراير 2019 11:00
بعد أن شاخ النظام الإيراني، وثارت أنباء عن إصابة المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي بمرض السرطان، طرحت مجلة ناشيونال الأمريكية سؤالا منطقيا: من يخلف أعلى سلطة في بلد يصدر الإرهاب والموت للعالم؟.
يقول التقرير: «يبلغ عمر النظام الديني الإيراني 40 سنة فقط، لكن معظم قادته الثوريين يقتربون من نهاية حياتهم، فقط خامنئي وآية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإيرانية، الذي توفي عام 1989، شغل المنصب الأعلى».
وبعد أن شغل علي خامنئي منصب رئيس الجمهورية، وخضع لعملية جراحية في البروستاتا عام 2014، وقالت بعض وكالات الاستخبارات إنها هدفت إلى إزالة الخلايا السرطانية، حيث كانت صحته موضع تكهنات بعد غياب طويل عن الظهور عام 2007، لكن يبدو أن ذلك لم يعرقله، وكثيرا ما يتحدث في العلن لمدة ساعتين في كل مرة.
من هو خامنئي؟
رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعين رؤساء السلطة القضائية ومذيع الدولة، ويختار نصف المسؤولين الذين يقررون من يستطيع أن يقف في الانتخابات. والأهم من ذلك، أن لديه الكلمة الأخيرة في جميع المسائل المهمة للدولة، المحلية والدولية، حيث يفوق نفوذه بشكل كبير نفوذ رئيس أو برلمان.
كما هو الحال عام 1989، ستتم معالجة الخلافة التالية من قبل اللجنة الدينية العليا في إيران، والتي تعرف باسم «مجلس الخبراء»، ولها صلاحيات بموجب الدستور لتعيين، ورصد وإقالة القائد الأعلى، إذا لزم الأمر. وهي مجموعة تضم 88 من آيات الله الذكور، وتشمل الرئيس الحالي لإيران، حسن روحاني، الذي تم اختياره كزعيم محتمل.
فرص روحاني
قد تبدو فرص حسن روحاني ممكنة، لو كان لا يزال في منصبه عندما يموت خامنئي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الرئيس البالغ من العمر 70 عاما، والذي من المقرر أن تنتهي ولايته الثانية في عام 2021، سيكون واحدا من ثلاثة أشخاص لديهم سلطة إدارة شؤون المرشد الأعلى قبل اختيار الخلف النهائي، والآخران هما رئيس القضاء الإيراني وعضو في مجلس صيانة الدستور، وهي لجنة أخرى من رجال الدين الأقوياء المسؤولين عن تفسير وتطبيق دستور إيران.
علاقات روحاني الودية مع رجال الدين المعتدلين والبراجماتيين تبدو في صالحه، ومع ذلك فهو أقل شعبية لدى المتشددين في البلاد الأكثر محافظة، الذين يحتفظون بالكثير من السلطة في جمعية الخبراء، كما فقد حليفه الأكبر في الجمعية العامة بوفاة آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس إيران في الفترة ما بين 1989 و1997، قبل عامين، وكان أحد أقرب مساعدي الخميني ومنافس خامنئي على القائد الأعلى في المرة الأخيرة.
وظائف شاغرة
إحدى سمات خامنئي قدرته على الانقسام والحكم، ففي عام 2016، عندما تم اختيار أعضاء الجمعية في آخر مرة من قائمة تم فرزها مسبقا في الانتخابات، اختار أحد الموالين المتشددين من أتباعه، آية الله أحمد جنتي، كرئيس، وكان ينظر إليه في إيران كإجراء مضاد لإضعاف يد الفصيل الأكثر اعتدالا الذي كان يفضله روحاني، الذي حصل حلفاؤه على المقاعد، وفشل في الإصلاحات التي يريدونها.
وهناك عدة وظائف في مجلس الخبراء شاغرة بسبب الوفيات الأخيرة، بما في ذلك آية الله محمود هاشمي شاهرودي الذي اعتبر مرشحا قويا للحصول على الوظيفة العليا حيث كان لديه دعم واسع بالإضافة إلى علاقة قوية مع السيد خامنئي، لكن وفاة شاهرودي المفاجئة بمرض السرطان في ديسمبر الماضي أبرزت فجوة بين رجال الدين وبين عامة السكان، حيث ولد أكثر من 60% منهم بعد الثورة. يعتقد الكثيرون أن هناك حاجة إلى شخص أقرب إلى عمر ومصالح ومطالب شباب البلد، وليس من الضباط السبعة أو الثمانين.
معركة المتشددين
في الوقت الحالي، لا يمتلك المتشددون مرشحا بارزا للقائد الأعلى، وقد فشل أبرز رجال الدين، بمن فيهم آية الله إبراهيم الريسي، الذي يسيطر على أستان القدس رضوي وهي أغنى مؤسسة دينية في البلاد، في كسب التأييد الشعبي في الانتخابات الأخيرة، التي تعتبر اختبارا مهما لمقبولية الوظيفة العليا.
على هذا النحو، المنافسون يتصارعون على النفوذ. وستؤدي وفاة خامنئي في نهاية المطاف إلى إثارة جدل داخلي حول اتجاه إيران في المستقبل وفتح معركة حاسمة بين الإصلاحيين والمتشددين.
يقول التقرير: «يبلغ عمر النظام الديني الإيراني 40 سنة فقط، لكن معظم قادته الثوريين يقتربون من نهاية حياتهم، فقط خامنئي وآية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإيرانية، الذي توفي عام 1989، شغل المنصب الأعلى».
وبعد أن شغل علي خامنئي منصب رئيس الجمهورية، وخضع لعملية جراحية في البروستاتا عام 2014، وقالت بعض وكالات الاستخبارات إنها هدفت إلى إزالة الخلايا السرطانية، حيث كانت صحته موضع تكهنات بعد غياب طويل عن الظهور عام 2007، لكن يبدو أن ذلك لم يعرقله، وكثيرا ما يتحدث في العلن لمدة ساعتين في كل مرة.
من هو خامنئي؟
رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعين رؤساء السلطة القضائية ومذيع الدولة، ويختار نصف المسؤولين الذين يقررون من يستطيع أن يقف في الانتخابات. والأهم من ذلك، أن لديه الكلمة الأخيرة في جميع المسائل المهمة للدولة، المحلية والدولية، حيث يفوق نفوذه بشكل كبير نفوذ رئيس أو برلمان.
كما هو الحال عام 1989، ستتم معالجة الخلافة التالية من قبل اللجنة الدينية العليا في إيران، والتي تعرف باسم «مجلس الخبراء»، ولها صلاحيات بموجب الدستور لتعيين، ورصد وإقالة القائد الأعلى، إذا لزم الأمر. وهي مجموعة تضم 88 من آيات الله الذكور، وتشمل الرئيس الحالي لإيران، حسن روحاني، الذي تم اختياره كزعيم محتمل.
فرص روحاني
قد تبدو فرص حسن روحاني ممكنة، لو كان لا يزال في منصبه عندما يموت خامنئي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الرئيس البالغ من العمر 70 عاما، والذي من المقرر أن تنتهي ولايته الثانية في عام 2021، سيكون واحدا من ثلاثة أشخاص لديهم سلطة إدارة شؤون المرشد الأعلى قبل اختيار الخلف النهائي، والآخران هما رئيس القضاء الإيراني وعضو في مجلس صيانة الدستور، وهي لجنة أخرى من رجال الدين الأقوياء المسؤولين عن تفسير وتطبيق دستور إيران.
علاقات روحاني الودية مع رجال الدين المعتدلين والبراجماتيين تبدو في صالحه، ومع ذلك فهو أقل شعبية لدى المتشددين في البلاد الأكثر محافظة، الذين يحتفظون بالكثير من السلطة في جمعية الخبراء، كما فقد حليفه الأكبر في الجمعية العامة بوفاة آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس إيران في الفترة ما بين 1989 و1997، قبل عامين، وكان أحد أقرب مساعدي الخميني ومنافس خامنئي على القائد الأعلى في المرة الأخيرة.
وظائف شاغرة
إحدى سمات خامنئي قدرته على الانقسام والحكم، ففي عام 2016، عندما تم اختيار أعضاء الجمعية في آخر مرة من قائمة تم فرزها مسبقا في الانتخابات، اختار أحد الموالين المتشددين من أتباعه، آية الله أحمد جنتي، كرئيس، وكان ينظر إليه في إيران كإجراء مضاد لإضعاف يد الفصيل الأكثر اعتدالا الذي كان يفضله روحاني، الذي حصل حلفاؤه على المقاعد، وفشل في الإصلاحات التي يريدونها.
وهناك عدة وظائف في مجلس الخبراء شاغرة بسبب الوفيات الأخيرة، بما في ذلك آية الله محمود هاشمي شاهرودي الذي اعتبر مرشحا قويا للحصول على الوظيفة العليا حيث كان لديه دعم واسع بالإضافة إلى علاقة قوية مع السيد خامنئي، لكن وفاة شاهرودي المفاجئة بمرض السرطان في ديسمبر الماضي أبرزت فجوة بين رجال الدين وبين عامة السكان، حيث ولد أكثر من 60% منهم بعد الثورة. يعتقد الكثيرون أن هناك حاجة إلى شخص أقرب إلى عمر ومصالح ومطالب شباب البلد، وليس من الضباط السبعة أو الثمانين.
معركة المتشددين
في الوقت الحالي، لا يمتلك المتشددون مرشحا بارزا للقائد الأعلى، وقد فشل أبرز رجال الدين، بمن فيهم آية الله إبراهيم الريسي، الذي يسيطر على أستان القدس رضوي وهي أغنى مؤسسة دينية في البلاد، في كسب التأييد الشعبي في الانتخابات الأخيرة، التي تعتبر اختبارا مهما لمقبولية الوظيفة العليا.
على هذا النحو، المنافسون يتصارعون على النفوذ. وستؤدي وفاة خامنئي في نهاية المطاف إلى إثارة جدل داخلي حول اتجاه إيران في المستقبل وفتح معركة حاسمة بين الإصلاحيين والمتشددين.