تحشيش
قف
الجمعة / 3 / جمادى الآخرة / 1440 هـ - 18:00 - الجمعة 8 فبراير 2019 18:00
(إيش يعني تحشيش؟)، تم تجاهل السؤال، وبصوت أعلى (إيش يعني تحشيش؟)، حاول التجاهل لكن عم الصمت المكان، واتجهت الأنظار نحوه، توتر وبدأ يتعرق، أخذ جواله ورفعه مقلوبا وبدأ يتكلم مع نفسه ليظهر للموجودين انشغاله وعدم سماعه للسؤال، لكن إصرار السائل كان عجيبا، وفي هذا التوقيت الغريب وسط الناس، وللمرة الثالثة بصوت طفولي حاد «بااااابا إيش يعني تحشيش؟».
هذا ما حدث في مجلس كبير خلال إحدى المناسبات، عندما توجه طفل لا يتجاوز الـ 9 أعوام لوالده يسأله عن الحشيش.. الله لا يكتب على أحد هذا الموقف، ولكن من الآن فصاعدا عليكم أن تتوقعوا وتتجهزوا، وكل واحد يسأل نفسه، ماذا أعرف عن التحشيش؟ تحسبا لأي ظرف كان. ما دعاني لكتابة هذا الموضع، أنه ومع الأسف أصبح البعض يستخدم هذه الكلمة كنوع من الإطراء والمدح للشيء الجميل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتابع البعض مباراة لبرشلونة ويستمتع باللمسات السحرية وتناقل الكرة بطريقة (التيك تاك) بين ميسي وسواريز وفيدال وبوسكيتس، نقول مباشرة (إيش التحشيش هذا؟).
عندما نرى أحد الأصدقاء أو شخصا لا نعرفه في الشارع قام بتعديلات غريبة في سيارته أو صبغها بلون لافت للأنظار، لا شعوريا نسمع البعض يقول «شغل تحشيييش». حتى في ديكورات البيت وتصاميم المنزل، ستجد من يقول مادحا ومتغزلا «مصمم حشاش».. ولا ننسى العمل الإبداعي الجميل في أكثر من مجال وقد تجد المدير من (زود) إعجابه بالعمل، يمدح الموظفين قائلا «حشيش أصلي» أو «تحشييش»، ويسعد الموظفون كثيرا بهذا الإطراء.
هل أصبح الإبداع والتميز مرتبطين بالتحشيش والمحششين؟، بكل تأكيد لا، لأنه ليس إلا مادة مجففة تؤثر على القدرة الإدراكية للشخص، وتصيب متعاطيها بالشعور بالذعر والقلق والاضطراب، ويعاقب عليها القانون، فليس لها علاقة بالإبداع والمبدعين، فكفوا عن زرع هذه الفكرة والوصف في أذهاننا، خاصة الأطفال وجيل المستقبل، فاللغة العربية ثرية بكلمات المدح والإطراء، (ما حصلتم غير الحشيش؟).
نعود لبداية المقال وقصة سؤال الطفل ووالده، ومتأكد أنكم ترغبون في معرفة كيف تصرف الأب؟ الجواب بسيط، لأن الانسحاب كان طيبا، واستأذن الحضور وسحب ابنه من أذنه وغادر المجلس، (ماذا حصل في البيت لاحقا؟ أكيد لا أعلم ولم أرافقهما).
أتمنى (أن نعلم ماذا نقول وأن نفكر فيمن يسمعنا)، لأنك قد توصل رسالة بمفهوم خاطئ وتؤثر في مستقبل أحدهم.. ولا أسمح لأحد أن يقول على مقالي (تحشيش) لو سمحتم. .. وللحديث بقية
khalid_aldahar@
هذا ما حدث في مجلس كبير خلال إحدى المناسبات، عندما توجه طفل لا يتجاوز الـ 9 أعوام لوالده يسأله عن الحشيش.. الله لا يكتب على أحد هذا الموقف، ولكن من الآن فصاعدا عليكم أن تتوقعوا وتتجهزوا، وكل واحد يسأل نفسه، ماذا أعرف عن التحشيش؟ تحسبا لأي ظرف كان. ما دعاني لكتابة هذا الموضع، أنه ومع الأسف أصبح البعض يستخدم هذه الكلمة كنوع من الإطراء والمدح للشيء الجميل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتابع البعض مباراة لبرشلونة ويستمتع باللمسات السحرية وتناقل الكرة بطريقة (التيك تاك) بين ميسي وسواريز وفيدال وبوسكيتس، نقول مباشرة (إيش التحشيش هذا؟).
عندما نرى أحد الأصدقاء أو شخصا لا نعرفه في الشارع قام بتعديلات غريبة في سيارته أو صبغها بلون لافت للأنظار، لا شعوريا نسمع البعض يقول «شغل تحشيييش». حتى في ديكورات البيت وتصاميم المنزل، ستجد من يقول مادحا ومتغزلا «مصمم حشاش».. ولا ننسى العمل الإبداعي الجميل في أكثر من مجال وقد تجد المدير من (زود) إعجابه بالعمل، يمدح الموظفين قائلا «حشيش أصلي» أو «تحشييش»، ويسعد الموظفون كثيرا بهذا الإطراء.
هل أصبح الإبداع والتميز مرتبطين بالتحشيش والمحششين؟، بكل تأكيد لا، لأنه ليس إلا مادة مجففة تؤثر على القدرة الإدراكية للشخص، وتصيب متعاطيها بالشعور بالذعر والقلق والاضطراب، ويعاقب عليها القانون، فليس لها علاقة بالإبداع والمبدعين، فكفوا عن زرع هذه الفكرة والوصف في أذهاننا، خاصة الأطفال وجيل المستقبل، فاللغة العربية ثرية بكلمات المدح والإطراء، (ما حصلتم غير الحشيش؟).
نعود لبداية المقال وقصة سؤال الطفل ووالده، ومتأكد أنكم ترغبون في معرفة كيف تصرف الأب؟ الجواب بسيط، لأن الانسحاب كان طيبا، واستأذن الحضور وسحب ابنه من أذنه وغادر المجلس، (ماذا حصل في البيت لاحقا؟ أكيد لا أعلم ولم أرافقهما).
أتمنى (أن نعلم ماذا نقول وأن نفكر فيمن يسمعنا)، لأنك قد توصل رسالة بمفهوم خاطئ وتؤثر في مستقبل أحدهم.. ولا أسمح لأحد أن يقول على مقالي (تحشيش) لو سمحتم. .. وللحديث بقية
khalid_aldahar@