ربع أمريكا يطالب ترمب بضرب إيران
العقوبات لم تؤت ثمارها.. وأمريكا تؤكد إنها لن تغمض أعينها عن نظام ينادي بموتها
الجمعة / 3 / جمادى الآخرة / 1440 هـ - 05:15 - الجمعة 8 فبراير 2019 05:15
فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمام مجلسي النواب والشيوخ أمس الأول، أن النظام الإيراني أكبر ممول للإرهاب في العالم، وأن قيادته تعمل بحسم لعدم حصول الديكتاتورية الفاسدة على أسلحة نووية، ولن تغلق أعينها عن نظام ينادي بالموت لأمريكا، يقفز للأذهان سؤال منطقي جدا طرحه موقع «فورن بوليسي»: هل يعلن ترمب الحرب على إيران؟
الإجابة عن السؤال تتطلب تتبعا دقيقا للسياسة الخارجية لإدارة ترمب، التي تبدو أشبه بمحاولة تعقب قطة على سقف من الصفيح الساخن، نحن ننسحب من سوريا «ليس على الفور»، سنغادر أفغانستان «في وقت ما في المستقبل»، ستدفع المكسيك ثمن الجدار «لا، ليس كذلك».
لقد ضغط مستشار الأمن القومي جون بولتون على البنتاجون في أواخر العام الماضي لإيجاد خيارات لمهاجمة إيران، وكان ينادي منذ وقت طويل بتنفيذ ضربات عسكرية وتغيير النظام في طهران. والآن وبسبب مراجعة السياسة الداخلية الأخيرة حول تأثير العقوبات الأمريكية، قد تكون واشنطن أقرب إلى الحرب.
العقوبات لم تؤت ثمارها
وفقا لتقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية، توصلت إدارة ترمب إلى أن حملة العقوبات فشلت إلى حد كبير في تلبية أي من «أهداف» البيت الأبيض لإجبار إيران على إعادة التفاوض على الاتفاقية النووية لعام 2015 أو تغيير سياساتها في الشرق الأوسط.
وفي حين أن العقوبات أضرت بالاقتصاد الإيراني، فقد أثبت الإيرانيون أنهم أكثر فطنة بكثير في التهرب منها أكثر مما سمحت به واشنطن، ولأن العقوبات كانت مفروضة من طرف واحد، فهناك دول مستعدة للبحث عن طرق لتجنبها.
وعلق علي فايز من مشروع إيران التابع لمجموعة الأزمات الدولية « «إذا نظرت إلى نطاق الأهداف النهائية للإدارة، من تشجيع الاحتجاجات التي تشكل تهديدا وجوديا للنظام، وتغيير السلوك، والعودة إلى طاولة المفاوضات، لا يحدث أي شيء من هذا القبيل»، لا ينبغي أن يأتي هذا كصدمة، فنادرا ما تحقق العقوبات أهدافها عندما تفرضها دولة واحدة، حتى ولو كانت قوة واحدة مثل الولايات المتحدة، فقد فشلت العقوبات التي تستهدف كوبا طوال أكثر من 50 سنة في إحداث تغيير في النظام، ولم يكن تأثير العقوبات التي تستهدف روسيا في الوقت الحالي سوى تأثير ضئيل على التوترات المتزايدة في أوروبا.
الخطر الأكبر في 2020
فرض الاتفاق النووي حظرا على الأسلحة على إيران، ولكن إذا بقيت طهران في الاتفاق، هذا الحظر سيرتفع في عام 2020، مما يسمح للإيرانيين بشراء الأسلحة في السوق الدولية، وليس من الواضح من سيكون جزءا من هجوم التحالف على إيران، من شبه المؤكد أن دولا في المنطقة ستشارك في هذا الهجوم لو حدث.
تبدو إيران «وفقا للتقرير» في واد مختلف، قد لا يزعج نظامها المضاد للطائرات من طراز اس -300 الروسي الولايات المتحدة والإسرائيليين، لكن الطيارين في دول الجوار يمكن أن يكونوا في خطر، وبمجرد رفع الحظر يمكن لإيران تعزيز سرعتها من طراز S-300 بالطائرات وغيرها من الأنظمة المضادة للطائرات التي قد تشن حربا جوية.
وبطبيعة الحال، إذا انضمت الولايات المتحدة فسوف يكون ضغط إيران صعبا، لكن بما أن المتحاربين مثل بولتون والحكومة الإسرائيلية يتجهون نحو إيران، فهل سيطلقون الحرب أو ينضمون إليها؟
مثل هذه الحرب ستكون غير شعبية في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
حلفاء أمريكا في الحرب
سيكون عام 2020 هو أيضا الجولة التالية من الانتخابات الأمريكية، في حين تميل الحروب إلى حشد الناس للعلم، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه من غير المحتمل أن تؤدي الحرب مع إيران إلى القيام بذلك، ستكون الولايات المتحدة لوحدها عالميا.
وليس من المؤكد أن إسرائيل ستنضم إليها، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصف إيران بـ«تهديد وجودي»، وتبين الاستطلاعات أن الجمهور الإسرائيلي ليس متحمسا للحرب مع إيران، خاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة متورطة.
الجيش الإسرائيلي مستعد أكثر من غيره لمواجهة القوات الإيرانية في سوريا، لكن الحرب الجوية بعيدة المدى سوف تتعقد، سيحاول العراق ولبنان منع إسرائيل من استخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران، مثل تركيا، قد لا يتمكن البلدان الأولان من القيام بالكثير لوقف الإسرائيليين، ولكن التحليق فوق دولة معادية دائما ما يكون صعبا، خاصة إذا كان عليك القيام بذلك لفترة طويلة من الزمن.
بالطبع، لدى إسرائيل وسائل أخرى لضرب إيران، بما في ذلك القذائف الانسيابية المنتشرة على الغواصات والحراثة. لكن لا يمكنك كسب حرب بصواريخ كروز.
بولتون وإطلاق الدخان
هل يوجه مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون الدخان عندما يتحدث عن تغيير النظام في إيران؟
ربما، ولكن من الجيد أن تأخذ المحافظين الجدد في كلمتهم.
ستحاول الولايات المتحدة إقناع إيران بالانسحاب من الاتفاقية النووية بتشديد العقوبات، إذا أخذت طهران الطعم، فستدعي واشنطن الحق القانوني لمهاجمة إيران.
لقد نجح بولتون والناس من حوله في معالجة الكوارث في أفغانستان والعراق «إدارة أوباما تلام على ليبيا واليمن»، وطرد إيران كان هدفها القديم، إذا قاموا بإخراجها، فإن الولايات المتحدة سوف تشعل حربا أخرى إلى الأبد.
هل ستندلع الحرب؟
63 % من الأمريكيين يعارضون الانسحاب من الاتفاق النووي
53 % يعارضون شن أمريكا حربا الآن
37 % يعارضون الحرب بقوة
23 % فقط يؤيدون حربا مع إيران
9 % يؤيدون الحرب بقوة
بفارق أكثر من 2 إلى 1 تُعارض الحرب على إيران
الإجابة عن السؤال تتطلب تتبعا دقيقا للسياسة الخارجية لإدارة ترمب، التي تبدو أشبه بمحاولة تعقب قطة على سقف من الصفيح الساخن، نحن ننسحب من سوريا «ليس على الفور»، سنغادر أفغانستان «في وقت ما في المستقبل»، ستدفع المكسيك ثمن الجدار «لا، ليس كذلك».
لقد ضغط مستشار الأمن القومي جون بولتون على البنتاجون في أواخر العام الماضي لإيجاد خيارات لمهاجمة إيران، وكان ينادي منذ وقت طويل بتنفيذ ضربات عسكرية وتغيير النظام في طهران. والآن وبسبب مراجعة السياسة الداخلية الأخيرة حول تأثير العقوبات الأمريكية، قد تكون واشنطن أقرب إلى الحرب.
العقوبات لم تؤت ثمارها
وفقا لتقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية، توصلت إدارة ترمب إلى أن حملة العقوبات فشلت إلى حد كبير في تلبية أي من «أهداف» البيت الأبيض لإجبار إيران على إعادة التفاوض على الاتفاقية النووية لعام 2015 أو تغيير سياساتها في الشرق الأوسط.
وفي حين أن العقوبات أضرت بالاقتصاد الإيراني، فقد أثبت الإيرانيون أنهم أكثر فطنة بكثير في التهرب منها أكثر مما سمحت به واشنطن، ولأن العقوبات كانت مفروضة من طرف واحد، فهناك دول مستعدة للبحث عن طرق لتجنبها.
وعلق علي فايز من مشروع إيران التابع لمجموعة الأزمات الدولية « «إذا نظرت إلى نطاق الأهداف النهائية للإدارة، من تشجيع الاحتجاجات التي تشكل تهديدا وجوديا للنظام، وتغيير السلوك، والعودة إلى طاولة المفاوضات، لا يحدث أي شيء من هذا القبيل»، لا ينبغي أن يأتي هذا كصدمة، فنادرا ما تحقق العقوبات أهدافها عندما تفرضها دولة واحدة، حتى ولو كانت قوة واحدة مثل الولايات المتحدة، فقد فشلت العقوبات التي تستهدف كوبا طوال أكثر من 50 سنة في إحداث تغيير في النظام، ولم يكن تأثير العقوبات التي تستهدف روسيا في الوقت الحالي سوى تأثير ضئيل على التوترات المتزايدة في أوروبا.
الخطر الأكبر في 2020
فرض الاتفاق النووي حظرا على الأسلحة على إيران، ولكن إذا بقيت طهران في الاتفاق، هذا الحظر سيرتفع في عام 2020، مما يسمح للإيرانيين بشراء الأسلحة في السوق الدولية، وليس من الواضح من سيكون جزءا من هجوم التحالف على إيران، من شبه المؤكد أن دولا في المنطقة ستشارك في هذا الهجوم لو حدث.
تبدو إيران «وفقا للتقرير» في واد مختلف، قد لا يزعج نظامها المضاد للطائرات من طراز اس -300 الروسي الولايات المتحدة والإسرائيليين، لكن الطيارين في دول الجوار يمكن أن يكونوا في خطر، وبمجرد رفع الحظر يمكن لإيران تعزيز سرعتها من طراز S-300 بالطائرات وغيرها من الأنظمة المضادة للطائرات التي قد تشن حربا جوية.
وبطبيعة الحال، إذا انضمت الولايات المتحدة فسوف يكون ضغط إيران صعبا، لكن بما أن المتحاربين مثل بولتون والحكومة الإسرائيلية يتجهون نحو إيران، فهل سيطلقون الحرب أو ينضمون إليها؟
مثل هذه الحرب ستكون غير شعبية في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
حلفاء أمريكا في الحرب
سيكون عام 2020 هو أيضا الجولة التالية من الانتخابات الأمريكية، في حين تميل الحروب إلى حشد الناس للعلم، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه من غير المحتمل أن تؤدي الحرب مع إيران إلى القيام بذلك، ستكون الولايات المتحدة لوحدها عالميا.
وليس من المؤكد أن إسرائيل ستنضم إليها، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصف إيران بـ«تهديد وجودي»، وتبين الاستطلاعات أن الجمهور الإسرائيلي ليس متحمسا للحرب مع إيران، خاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة متورطة.
الجيش الإسرائيلي مستعد أكثر من غيره لمواجهة القوات الإيرانية في سوريا، لكن الحرب الجوية بعيدة المدى سوف تتعقد، سيحاول العراق ولبنان منع إسرائيل من استخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران، مثل تركيا، قد لا يتمكن البلدان الأولان من القيام بالكثير لوقف الإسرائيليين، ولكن التحليق فوق دولة معادية دائما ما يكون صعبا، خاصة إذا كان عليك القيام بذلك لفترة طويلة من الزمن.
بالطبع، لدى إسرائيل وسائل أخرى لضرب إيران، بما في ذلك القذائف الانسيابية المنتشرة على الغواصات والحراثة. لكن لا يمكنك كسب حرب بصواريخ كروز.
بولتون وإطلاق الدخان
هل يوجه مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون الدخان عندما يتحدث عن تغيير النظام في إيران؟
ربما، ولكن من الجيد أن تأخذ المحافظين الجدد في كلمتهم.
ستحاول الولايات المتحدة إقناع إيران بالانسحاب من الاتفاقية النووية بتشديد العقوبات، إذا أخذت طهران الطعم، فستدعي واشنطن الحق القانوني لمهاجمة إيران.
لقد نجح بولتون والناس من حوله في معالجة الكوارث في أفغانستان والعراق «إدارة أوباما تلام على ليبيا واليمن»، وطرد إيران كان هدفها القديم، إذا قاموا بإخراجها، فإن الولايات المتحدة سوف تشعل حربا أخرى إلى الأبد.
هل ستندلع الحرب؟
63 % من الأمريكيين يعارضون الانسحاب من الاتفاق النووي
53 % يعارضون شن أمريكا حربا الآن
37 % يعارضون الحرب بقوة
23 % فقط يؤيدون حربا مع إيران
9 % يؤيدون الحرب بقوة
بفارق أكثر من 2 إلى 1 تُعارض الحرب على إيران