معرفة

إرث المملكة الثقافي وتراثها الوطني في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل

000-8979098001549436394882

أسهمت فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسختيه الأولى والثانية اللتين أقيمتا في الصياهد الجنوبية للدهناء شمال شرق مدينة الرياض بـ 120 كيلو متراً على طريق الرمحية الحفنة، في إبراز جهود المملكة العربية السعودية لترسيخ الثقافة والتراث الوطني وتعزيز الجوانب الحضارية والوطنية، إضافة إلى إيصال رسالة المهرجان المتمثلة بتنظيم مهرجان ثقافي واقتصادي يعزز المشاركة ويؤصل الموروث وينشر العمق الحضاري للمملكة.

وأُظهر المهرجان أوجه التراث الشعبي المختلفة المتمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية وربطها بواقعنا المعاصر، وللمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها عنصر جذب جماهيري للزائرين والمهتمين.

وأعاد مهرجان الملك عبد العزيز للإبل الحيوية لـ 'صحراء الدهناء ' أو ' الصياهد الجنوبية ' التي كانت إحدى مناطق تجمع الطرق التجارية من شرق الجزيرة العربية إلى غربها والعكس، مجددًا لواجهة الحياة السياحية عبر أضخم تجمع ثقافي رياضي بري، إذ أن استواء أرضها وصلاحيتها لمهرجان الإبل جعلها ضمن المواقع المنتعشة سياحيًا، فتوزعت المخيمات والمحلات في عدة أماكن ، لتدب الحياة من جديد وتتجدد المنطقة بلباس تلتقي فيه روح التراث ومفردات الحضارة لتكون وجهة سياحية واقتصادية وترفيهية منتعشة، بعد أن دشنت قرية متكاملة دائمة مرتبطة بالمهرجان الموسمي الذي يحظى بحضور الآلاف من المواطنين والمقيمين إلى جانب الأشقاء الخليجيين والعرب ووفود سياحة عالمية .

أما الموقع بعمقه التاريخي ودلالته الوطنية،فكان نقطة تجمع لجيوش الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في مسيرة توحيد البلاد، فيما بسطت أرض ' الصياهد الجنوبية ' ثراها لقوافل الحجاج والتجارة كمحطة دربهم من شرق إلى غرب المملكة والعكس .

ويطلق على الشريط الرملي الممتد من النفود إلى شرق نجد على هيئة قوس والمتجه إلى رمال الربع الخالي اسم الدهناء أو النفود الصغرى، وهي ثالث أكبر تكوين رملي بحسب تقرير صادر عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث تشكل الصحاري ثلث مساحة المملكة العربية السعودية .

ويغلب على صحراء الدهناء اللون الأحمر، نظراً لاحتوائها على أكسيد الحديد، وتندمج بالرمال الحمراء أودية كبيرة، تتشكل منها بعد هطول الأمطار تجمعات مائية تتحول مع مرور الأيام إلى رياضٍ غنّاء كروضة التنهات وروضة خريم.

ويعكس مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ما تتمتع به المملكة من إرث ثقافيّ أصيل، وتراث وطنيّ متنوع، يمثل إحياءً للتراث ومحافظة عليه، ولما للإبل ومكانتها الثقافية عند العرب لا سيما في المملكة العربية السعودية من أهمية، فهي تمثل الماضي والحاضر، إذ كانت الإبل عوناً لهم في حلهم وترحالهم، وحربهم وسلمهم، يقطعون على ظهورها الفيافي والقفار، ويقتاتون لحومها ويشربون ألبانها، ويتخذون من أوبارها بيوتاً وغطاءً، ومن جلودها لباسهم وأحذيتهم وأدواتهم، ولطالما ارتبطت حياة كل منهما بالآخر.

ويهدف المهرجان إلى تأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، وتوفير منظومة اقتصادية متكاملة من حيث المزاد والمستلزمات والصناعات المتعلقة بالإبل وتنمية عوائده للمجتمع والمهتمين بهذا التراث العربي الأصيل.

وحددت إدارة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل ست فئات من الإبل للمشاركة في مسابقة المزايين، وهي المجاهيم، والوضح، والشعل، والصفر، والشقح، والحمر، ولكل لون عرضين 'جَمْل و فردي' فللمجاهيم عرضان، 'جَمل و فردي'، وللمغاتير وهي خمسة ألوان 'شعل ووضح وشقح وحمر وصفر 'لكل لون منها عرضان ، 'جَمْل و فردي' وللجَمْل في كل ذلك ثلاثة أنواع من العرض 100 - 50 - 30 ، وكذلك لكل فردي ثلاثة أنواع من العروض مرجع التقسيم فيها إلى أعمار الإبل 'دق وجل، وفحل من ثني إلى سديس'.

وتضمنت النسخة الثانية للمهرجان عدد من المسابقات والفعاليات الجديدة ومن أبرزها توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على نادي الإبل، بتنفيذ سباقات الهجن لهذا العام ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل وإنشاء مضمار خاص لذلك بأعلى المستويات في القرية السعودية للإبل.

ويتضمن المهرجان في نسخته الثانية، على فعاليات تضاف لأول مره مثل العرضة السعودية ' تراث وأداء '، وأنواع الإبل ونوادرها، وفنون الرمال، إضافة إلى فعالية الرسم الزخرفي للإبل، ومسابقة طبع الإبل.

وصممت إدارة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، موقع مهرجان مزاين الإبل تحت مسمى 'القرية السعودية للإبل' شمال شرق العاصمة الرياض، بأفضل المواصفات المعتمدة لإقامة المهرجانات، وذلك لما للإبل من مكانة شعبية مميزة، حيث يتسع جمهور محبيها والمهتمين بها في المملكة وفي دول الخليج العربي، كذلك في معظم البلدان العربية والإسلامية، حيث أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - العناية والاهتمام ومنها إنشاء نادي الإبل ليؤطر مختلف المناشط وبملاكها وتنظيم مسابقاتها تحت مظلة واحدة.

وصممت القرية لإقامة الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالإبل وثقافتها، برؤية تهدف إلى أن يكون الموقع الأول والأهم في العالم للإبل ، حيث يتضمن القسم الأول من القرية: منطقة ميدان المزاين بمساحة 264 ألف متر مربع وتشتمل على 85 حظيرة, والمنصة الرئيسية والاستراحات الملكية بمساحة 1284متر مربعا وتتسع لـ 450 شخصاً , ومدرجات كبار الشخصيات بمساحة 684 متر اً مربعا تتسع لـ 312 شخصاً .

كما يتضمن القسم مدرجات الزوار بمساحة 5760 متراً مربعاً، تتسع إلى 6000 كرسي, ومنطقة المزاد بمساحة 1.093.970متراً مربعاً وتشمل 145 حظيرة, ومنطقة الفرز بمساحة 441.149 متراً مربعا تضم 44 حظيرة ومكاتب التسجيل ومواقع للجلابين والدلالين, ومسار الإبل بطول 5 كيلو مترات لعبور الإبل من منطقة الفحص والفرز إلى ميدان المزاين.

أما القسم الثاني فللمخيمات والمجمعات وقدرت مساحة المخيمات بإجمالي قدره 1.1 مليون متر مربع مقسمة إلى ثلاث فئات، فيما يحتوى القسم الثالث على الشارع التجاري المسمى بـ 'شارع الدهناء' ويقع في شرق المهرجان ويبعد 6 كيلو مترات من مركز المهرجان ويبلغ طوله 2 كيلو متر.

وفي القسم الرابع يقع مركز القرية والمتنزه الصحراوي وبهما مناطق الأنشطة والفعاليات الترفيهية والثقافية، ومنطقة لبيع المنتجات والمأكولات الشعبية، إضافة إلى الحرف والصناعات اليدوية, وتقدر ساحة القرية بـ 22800 ألف متر مربع.

وأُعِد المخطط الشامل لكامل القرية السعودية للإبل، الذي يحدد توزيع الوظائف بناءً على تحليل الموقع، ويشمل تحديد المداخل والطرق وأماكن المرافق والخدمات، والتوسعة المستقبلية والتأثيرات العمرانية على محيط الموقع، كما تم إعداد المخطط العام للمرحلة الأولية، وشملت توزيع المتطلبات الوظيفية والفراغية للمهرجان، والتصميم العمراني التفصيلي لكامل القرية لتشمل كل العناصر والمرافق والطرق والخدمات ومراحل التنفيذ، مراعية طبيعة الموقع المميزة وتحديد أولويات التنفيذ، إضافة إلى دراسات الجدوى الاقتصادية للمكونات الاستثمارية بالموقع.

ومرت القرية خلال إنشائها بأربع مراحل تطويرية: مرحلة التخطيط، ومرحلة التصميم، ومرحلة التنفيذ، ومرحلة التشغيل والصيانة، وروعي في تخطيطها المحافظة على الطبيعة البيئية المميزة للموقع، والتقليل من التأثيرات السلبية ، كذلك استخدام أسلوب عمراني للموقع يعكس ثقافته وطبيعته الصحراوية.

كما روعي تحقيق المرونة في المنشآت لتستخدم المباني في الأنشطة الدائمة والخيام في الأنشطة الموسمية، واستخدمت المواد والألوان المتوافقة مع البيئة الصحراوية، ولتكون ملبية لمختلف متطلبات فئات المجتمع والزوار، خاصة العائلات ، ولتكون الثقافة العمرانية المحلية منطلقًا إلى مستويات عالمية.

كما تضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أربع مبادرات هي 'لا يخدعوك' ومبادرة 'الدهناء خضراء' و 'أدم نعمتك' و 'لا ترمِ الكيس'.