ترسيخ الدين أولى من تعليمه
الجمعة / 26 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 19:15 - الجمعة 1 فبراير 2019 19:15
الأطفال يتعلمون من خلال محاكاة ما يفعله الأكبر سنا، وبهذه الطريقة يتعلم الطفل العديد من المهارات بشكل تلقائي خلال مراحل نموه حتى النضوج. وأنا هنا أسلط الضوء على قضية مهمة، وهي انشغالنا في تعليم الأطفال «التعاليم» بعيدا عن ترسيخ الدين بعقولهم وقلوبهم قبل كل شيء، مع ضرورة الاهتمام بالمنهج التعليمي السليم في نهاية الأمر، فمعظم الآباء والأمهات يحاولون جاهدين أن يعلموا أبناءهم كثيرا من الأمور.
وسآخذ على سبيل المثال الصلاة، فما إن يستطع الطفل الإدراك حتى تبدأ رحلة تعليمه الصلاة، ويتم التركيز كثيرا على كيفية الصلاة وما هي التلاوات وطريقة الرفع والسجود، بينما يستطيع أن يتعلم الطفل الكيفية وبكل سهولة من خلال تقليد الأب أو الأم، وإن لم تكن طريقته متطابقة، ولكن يمكن تقويم عدم التطابق بقليل من الجهد والتفسير والتوضيح، فالالتزام بالطريقة أمر سهل جدا، ولكن هل الأداء في الوقت بهذه السهولة نفسها؟ بالطبع لا، فالطفل ينتقي الوقت الذي يناسبه بحسب رغبته.
ونحن نتحدث هنا عن الرغبة، والرغبة لا تأتي من خلال تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة، ولا حتى معاقبتهم في حال المخالفة. الرغبة شعور داخلي نابع من الفرد دون أي تدخل أو مؤثرات خارجية، مهما كان الجزاء أو العقاب.
بهذه الطريقة
أيضا كنا نتعلم تعاليم الدين، الطريقة فقط، سواء بالمنزل أو المدرسة أو الجامع، والاختلافات التي كانت تظهر أيضا تمثلت في الطريقة، حتى ظن البعض أن طريقة اتباع غيره ليست منه. التشدد في الطريقة وترسيخها في ذهن الطفل من الصغر حتى يكبر لم يخلقا لنا جيلا متدينا أو محبا للدين، وظهرت انقسامات شديدة وصلت حد التطرف بين فريقين؛ متدين متشدد لطريقته، وآخر يرفض تماما الطريقة، ويحاول النيل من هذا التشدد بالحرية المطلقة والتحرر منها لإثبات عدم أهميته.
وسأخرج من سياق كل هذا لمثال بسيط، ما الذي يستطيع الإنسان فعلة حينما يحب؟ لا يهم فعلا العمر، المهم هو شعور الحب، حين يحب الفرد فإنه قادر على تكييف نفسه مع هذا الحب القادر على العطاء والفعل، وليس الأداء فحسب، ولكن رغبة منه لتحقيق الرضى للمحبوب.
في الحقيقة هذا ما كان ينقصنا بالفعل، كان ينقصنا كثيرا أن نعلمهم كيف يحبون الدين قبل أن نعلمهم الطريقة الأخرى، فالتطبيق أمر يسير. وفي رأيي الشخصي أجد أن الأم أو الأب أو المدرس أو الموجه أو من كانت له سلطة التقويم والتعليم في الدين كان يهمهم أمر واحد هو مدى تطبيق الآخر للفعل، وذلك لإراحة ضمائرهم بأنهم قاموا بفعل ما عليهم من تعليم حتى لا يشعروا باللوم في المستقبل لقصور أدائهم.
شعور مريح مشاهدة طفلك يؤدي الفروض بالشكل الصحيح من الركوع إلى السجود، ولكن لماذا لم نتساءل عن حقيقة شعور الطفل وهو يصلي! هل كان يشعر بسعادة أو رغبة؟ كان ينقصنا كثيرا أن نذهب لأبعد من الأداء، أن نشاهد خلق الأبناء أثناء التربية، وهل الدين كان يقومهم ويجعل منهم أفرادا أفضل خلقا؟ لا يمكن بأي حال ألا نجد أثر الرغبة، فالطفل الذي يبرع في الأرقام سيظهر تفوقه في المقررات العلمية، بينما الذي لا يملك الرغبة نفسها ليس بالضرورة أن يفشل، فهو يستطيع أن يطبق في الأخير لغة الأرقام من أجل النجاح، ولكن هذا لا يعني أبدا أنه سيصبح يوما ما عالما بالرياضيات، فهو سيختار ما يرغب به وما يحبه في الأخير.
afnan_hayat@
وسآخذ على سبيل المثال الصلاة، فما إن يستطع الطفل الإدراك حتى تبدأ رحلة تعليمه الصلاة، ويتم التركيز كثيرا على كيفية الصلاة وما هي التلاوات وطريقة الرفع والسجود، بينما يستطيع أن يتعلم الطفل الكيفية وبكل سهولة من خلال تقليد الأب أو الأم، وإن لم تكن طريقته متطابقة، ولكن يمكن تقويم عدم التطابق بقليل من الجهد والتفسير والتوضيح، فالالتزام بالطريقة أمر سهل جدا، ولكن هل الأداء في الوقت بهذه السهولة نفسها؟ بالطبع لا، فالطفل ينتقي الوقت الذي يناسبه بحسب رغبته.
ونحن نتحدث هنا عن الرغبة، والرغبة لا تأتي من خلال تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة، ولا حتى معاقبتهم في حال المخالفة. الرغبة شعور داخلي نابع من الفرد دون أي تدخل أو مؤثرات خارجية، مهما كان الجزاء أو العقاب.
بهذه الطريقة
أيضا كنا نتعلم تعاليم الدين، الطريقة فقط، سواء بالمنزل أو المدرسة أو الجامع، والاختلافات التي كانت تظهر أيضا تمثلت في الطريقة، حتى ظن البعض أن طريقة اتباع غيره ليست منه. التشدد في الطريقة وترسيخها في ذهن الطفل من الصغر حتى يكبر لم يخلقا لنا جيلا متدينا أو محبا للدين، وظهرت انقسامات شديدة وصلت حد التطرف بين فريقين؛ متدين متشدد لطريقته، وآخر يرفض تماما الطريقة، ويحاول النيل من هذا التشدد بالحرية المطلقة والتحرر منها لإثبات عدم أهميته.
وسأخرج من سياق كل هذا لمثال بسيط، ما الذي يستطيع الإنسان فعلة حينما يحب؟ لا يهم فعلا العمر، المهم هو شعور الحب، حين يحب الفرد فإنه قادر على تكييف نفسه مع هذا الحب القادر على العطاء والفعل، وليس الأداء فحسب، ولكن رغبة منه لتحقيق الرضى للمحبوب.
في الحقيقة هذا ما كان ينقصنا بالفعل، كان ينقصنا كثيرا أن نعلمهم كيف يحبون الدين قبل أن نعلمهم الطريقة الأخرى، فالتطبيق أمر يسير. وفي رأيي الشخصي أجد أن الأم أو الأب أو المدرس أو الموجه أو من كانت له سلطة التقويم والتعليم في الدين كان يهمهم أمر واحد هو مدى تطبيق الآخر للفعل، وذلك لإراحة ضمائرهم بأنهم قاموا بفعل ما عليهم من تعليم حتى لا يشعروا باللوم في المستقبل لقصور أدائهم.
شعور مريح مشاهدة طفلك يؤدي الفروض بالشكل الصحيح من الركوع إلى السجود، ولكن لماذا لم نتساءل عن حقيقة شعور الطفل وهو يصلي! هل كان يشعر بسعادة أو رغبة؟ كان ينقصنا كثيرا أن نذهب لأبعد من الأداء، أن نشاهد خلق الأبناء أثناء التربية، وهل الدين كان يقومهم ويجعل منهم أفرادا أفضل خلقا؟ لا يمكن بأي حال ألا نجد أثر الرغبة، فالطفل الذي يبرع في الأرقام سيظهر تفوقه في المقررات العلمية، بينما الذي لا يملك الرغبة نفسها ليس بالضرورة أن يفشل، فهو يستطيع أن يطبق في الأخير لغة الأرقام من أجل النجاح، ولكن هذا لا يعني أبدا أنه سيصبح يوما ما عالما بالرياضيات، فهو سيختار ما يرغب به وما يحبه في الأخير.
afnan_hayat@