مفاجأة مدوية.. صدام وراء ثورة الخميني في إيران
خطأ الرئيس العراقي الأسبق أدى إلى مقتل وإصابة 1.5 مليون شخص وتدمير تريليون دولار
الخميس / 25 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 19:45 - الخميس 31 يناير 2019 19:45
كشف المحلل السياسي والباحث في مركز بروكنز الأمريكي للدراسات بروس ريدل مفاجأة من العيار الثقيل، حين أكد بالأدلة والوثائق أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي حارب نظام الخميني على مدار سنوات طويلة، كان وراء اندلاع ثورته في إيران أوائل عام 1979، عندما طرده من النجف قبل الثورة بشهور قليلة ليتسبب «دون قصد» في سفره إلى فرنسا ومن ثم وجود ملاذ آمن مكنه من القيام بالثورة.
وأكد أن صدام حسين عدو الشاه القاتل واستضاف آية الله الخميني في المنفى لسنوات، لكنه أصبح الهدف الأجنبي الأكبر للثوريين في طهران بمجرد توليهم السلطة، وأفلتت الثورة الإيرانية عددا من الدول من التوازن، ولكن لم يخطئها أي بلد مثل العراق
من تركيا إلى العراق
أرسل آية الله الخميني إلى المنفى في تركيا من قبل الشاه عام 1964 لدوره في قيادة الاحتجاجات ضد العلاقات الوثيقة لإيران مع الولايات المتحدة، وفي أكتوبر 1965، انتقل الخميني إلى مدينة النجف الشيعية بالعراق، وكانت لدى الحكومة العراقية حدود متنازع عليها مع إيران، وكانت الحكومتان على الجانب المقابل في حرب باردة، وظل العراق المستفيد من المساعدة العسكرية السوفيتية واسعة النطاق، بينما تدعم الولايات المتحدة إيران والشاه، وذهبت مليارات الدولارات في الأسلحة إلى جيش الشاه، حيث كان سقوطه كارثة في أذهان معظم الأمريكيين.
جواسيس الشاه
لم تكن للولايات المتحدة علاقات مع العراق، حيث كان الإيرانيون تحت الشاه يسارعون إلى إخبار الأمريكيين بما يعتقدون أنه كان يحدث داخل العراق، وكانت تقييماته في الغالب وسيلة للعلامة.
وساعدت أجهزة الاستخبارات العراقية الخميني في شن عملية تخريب سرية من النجف ضد الشاه، وكانت رحلة الشيعة الإيرانية إلى النجف بمثابة غطاء مفيد للتواصل مع الناشطين داخل إيران، وهربت أشرطة كاسيت لوعظ الخميني إلى إيران من النجف.
انحراف المسار
عام 1968 جاء صدام حسين إلى السلطة بعد أعوام حكمت فيها العراق من خلف الكواليس، واستمر في استخدام الخميني ضد الشاه، في المقابل دعم الشاه تمردا كرديا ضد صدام بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وفي عام 1975 وقع صدام والشاه اتفاقية سلام منحت إيران الأراضي المتنازع عليها على طول شط العرب مقابل التخلي عن الأكراد، لكن صدام لم يتخل عن الخميني وظل في مركز التشدد ضد الشاه حتى بداية الثورة.
في 5 أكتوبر 1978، طرد صدام الخميني من النجف، ووجد الاخير ملاذا جديدا في فرنسا، وقاد الخميني الأشهر الأخيرة من الثورة وعاد منتصرا إلى طهران أول فبراير 1979، عزل صدام الرجل الذي كان يعمل لسنوات ضد الشاه قبل لحظة انتصاره وكان خطأ كبيرا.
مواجهات
توقعت المخابرت الأمريكية بحسب بروس في ربيع عام 1979 أن العلاقات بين إيران والعراق تتجه نحو الصراع، وبدأ النظام الثوري الجديد في طهران رعاية موجة من الهجمات الإرهابية داخل العراق بهدف إسقاط صدام.
كان صدام مصمما على المقاومة، ووجهت دعوة للجنرالات الساخطين من جيش الشاه السابق إلى بغداد لترتيب انقلاب لإطاحة آية الله. وانخرط الجانبان في مؤامرات متبادلة.
بحث عن حرب
بعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران، ضاعف السي آي إيه جهوده لمراقبة الحدود الإيرانية العراقية بحثا عن إشارات الحرب القادمة، ومن بين الجنرالات الذين كانوا يساعدون العراقيين كان غلام علي أوفيسي، الذي كان آخر قائد للجيش. وغادر إيران في يناير 1979 للنفي في باريس.
وفي سبتمبر 1980 جاء أوفيسي إلى نيويورك وذكر للاستخبارات الأمريكية أن الجيش العراقي مستعد للغزو، وطمأن أوفيسي صدام بأن إيران ضعيفة وجيشها في حالة من الفوضى، وهذا ما أراد صدام سماعه.
مسيرة الحماقة
وأصدرت أجهزة الاستخبارات مذكرة تحذير فورية تشير إلى أن العراقيين سيغزون، وقالت المذكرة إن من غير المحتمل أن يفوز العراق بحرب سريعة ورخيصة، ولخص مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريزينسكي ذلك بقسوة «لقد قضم العراق أكثر مما يستطيع مضغه» في رسالة كتبها إلى الرئيس جيمي كارتر.
اغتيل أوفيسي في باريس في 7 فبراير 1984 من قبل إيران، واستمرت الحرب ثمانية أعوام وتسببت في مقتل نصف مليون شخص وإصابة مليون آخرين وتدمير أكثر من تريليون دولار. وبدأت في تحريك مسيرة الحماقة التي أدت إلى ثلاث حروب أخرى، والأمر كله بدأ بأخطاء صدام في عامي 1978 و1979.
وأكد أن صدام حسين عدو الشاه القاتل واستضاف آية الله الخميني في المنفى لسنوات، لكنه أصبح الهدف الأجنبي الأكبر للثوريين في طهران بمجرد توليهم السلطة، وأفلتت الثورة الإيرانية عددا من الدول من التوازن، ولكن لم يخطئها أي بلد مثل العراق
من تركيا إلى العراق
أرسل آية الله الخميني إلى المنفى في تركيا من قبل الشاه عام 1964 لدوره في قيادة الاحتجاجات ضد العلاقات الوثيقة لإيران مع الولايات المتحدة، وفي أكتوبر 1965، انتقل الخميني إلى مدينة النجف الشيعية بالعراق، وكانت لدى الحكومة العراقية حدود متنازع عليها مع إيران، وكانت الحكومتان على الجانب المقابل في حرب باردة، وظل العراق المستفيد من المساعدة العسكرية السوفيتية واسعة النطاق، بينما تدعم الولايات المتحدة إيران والشاه، وذهبت مليارات الدولارات في الأسلحة إلى جيش الشاه، حيث كان سقوطه كارثة في أذهان معظم الأمريكيين.
جواسيس الشاه
لم تكن للولايات المتحدة علاقات مع العراق، حيث كان الإيرانيون تحت الشاه يسارعون إلى إخبار الأمريكيين بما يعتقدون أنه كان يحدث داخل العراق، وكانت تقييماته في الغالب وسيلة للعلامة.
وساعدت أجهزة الاستخبارات العراقية الخميني في شن عملية تخريب سرية من النجف ضد الشاه، وكانت رحلة الشيعة الإيرانية إلى النجف بمثابة غطاء مفيد للتواصل مع الناشطين داخل إيران، وهربت أشرطة كاسيت لوعظ الخميني إلى إيران من النجف.
انحراف المسار
عام 1968 جاء صدام حسين إلى السلطة بعد أعوام حكمت فيها العراق من خلف الكواليس، واستمر في استخدام الخميني ضد الشاه، في المقابل دعم الشاه تمردا كرديا ضد صدام بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وفي عام 1975 وقع صدام والشاه اتفاقية سلام منحت إيران الأراضي المتنازع عليها على طول شط العرب مقابل التخلي عن الأكراد، لكن صدام لم يتخل عن الخميني وظل في مركز التشدد ضد الشاه حتى بداية الثورة.
في 5 أكتوبر 1978، طرد صدام الخميني من النجف، ووجد الاخير ملاذا جديدا في فرنسا، وقاد الخميني الأشهر الأخيرة من الثورة وعاد منتصرا إلى طهران أول فبراير 1979، عزل صدام الرجل الذي كان يعمل لسنوات ضد الشاه قبل لحظة انتصاره وكان خطأ كبيرا.
مواجهات
توقعت المخابرت الأمريكية بحسب بروس في ربيع عام 1979 أن العلاقات بين إيران والعراق تتجه نحو الصراع، وبدأ النظام الثوري الجديد في طهران رعاية موجة من الهجمات الإرهابية داخل العراق بهدف إسقاط صدام.
كان صدام مصمما على المقاومة، ووجهت دعوة للجنرالات الساخطين من جيش الشاه السابق إلى بغداد لترتيب انقلاب لإطاحة آية الله. وانخرط الجانبان في مؤامرات متبادلة.
بحث عن حرب
بعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران، ضاعف السي آي إيه جهوده لمراقبة الحدود الإيرانية العراقية بحثا عن إشارات الحرب القادمة، ومن بين الجنرالات الذين كانوا يساعدون العراقيين كان غلام علي أوفيسي، الذي كان آخر قائد للجيش. وغادر إيران في يناير 1979 للنفي في باريس.
وفي سبتمبر 1980 جاء أوفيسي إلى نيويورك وذكر للاستخبارات الأمريكية أن الجيش العراقي مستعد للغزو، وطمأن أوفيسي صدام بأن إيران ضعيفة وجيشها في حالة من الفوضى، وهذا ما أراد صدام سماعه.
مسيرة الحماقة
وأصدرت أجهزة الاستخبارات مذكرة تحذير فورية تشير إلى أن العراقيين سيغزون، وقالت المذكرة إن من غير المحتمل أن يفوز العراق بحرب سريعة ورخيصة، ولخص مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريزينسكي ذلك بقسوة «لقد قضم العراق أكثر مما يستطيع مضغه» في رسالة كتبها إلى الرئيس جيمي كارتر.
اغتيل أوفيسي في باريس في 7 فبراير 1984 من قبل إيران، واستمرت الحرب ثمانية أعوام وتسببت في مقتل نصف مليون شخص وإصابة مليون آخرين وتدمير أكثر من تريليون دولار. وبدأت في تحريك مسيرة الحماقة التي أدت إلى ثلاث حروب أخرى، والأمر كله بدأ بأخطاء صدام في عامي 1978 و1979.