اللهم إني لم أفهم..!
سنابل موقوتة
الاحد / 21 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 20:00 - الاحد 27 يناير 2019 20:00
اليوم الذي أكتب فيه هذا المقال المبارك المسدد الموفق هو اليوم السابع والعشرون من الشهر الأول لعام تسعة عشر وألفين من ميلاد المسيح عليه السلام ـ حسبما تقول الأساطير، وهذا اليوم من كل شهر ميلادي كما تعرفون جميعا ـ أو كثير منكم ـ هو يوم عيد الموظفين في الأرض، حيث يلتقي الموظف براتبه الشهري، والذي يبدأ في الاشتياق له من اليوم الثامن والعشرين من ذات الشهر، فما يكاد يطل برأسه مسلما حتى يدير ظهره مودعا.
ولست هنا للتغزل في الراتب ولا في الحديث عن حب الأموال والبنين والقناطير المقنطرة، فهذا من المعلوم بالضرورة، وهو الحب الذي لا يحتاج إلى إثبات ولا يعوز الاشتياق إليه والتعلق به دليلا.
لكني أردت الحديث عن حيرتي وضياعي وقلة فهمي وانعدام بصيرتي، فقد مضت سنوات وأنا لم أفهم حتى هذه اللحظة هل الرواتب تصرف بحسب التاريخ الهجري أم الميلادي؟ وهل تحسب سنوات خدمة الموظف الحكومي بحسب السنوات الهجرية أم الميلادية؟ أم إن واحدة تحسب بتقويم والأخرى بتقويم آخر! وهذا أمر معقد عصي على الفهم حتى على الذين لا يعانون من صعوبات في فهم الأشياء مثلي.
حين أتى راتب هذا الشهر بحسب موعده المنتظر بعد ست وعشرين ليلة من ليالي الشهر الميلادي أضيف له «جزء» من العلاوة السنوية، وكان تبرير ذلك أن هذه العلاوة هي علاوة شهر ربيع الآخر الذي لم يدخل منه في شهر يناير سوى ستة أيام.
فالعلاوة علاوة شهر هجري والراتب راتب شهر ميلادي، وهذا أمر لم يسبقنا إليه أحد، لا من الأمم السابقة حين كانت الرواتب تصرف بأوزان من الشعير والحنطة، ولا أظن أن الأمم اللاحقة ستفعل هذا حتى حين تصرف الرواتب على هيئة بيانات رقمية.
وأظن أن سبب هذه «التوليفة» في حساب الرواتب هو أن وزارة المالية ـ حفظها الله ـ تريد أن تدفع بالميلادي وأن تأخذ بالهجري، ففي ذلك توفير «من ورا التريلات». فأيام العام الميلادي أكثر من أيام العام الهجري، وفي كل ثلاث سنوات ميلادية يتم توفير راتب شهر هجري، وهذا الشهر في حساب التقاعد يصبح مفيدا في الاتجاه المعاكس. فالموظف يأخذ راتبه بحسب تقويم وتحسب سنوات خدمته بحسب آخر، وهو المتضرر في الحالتين، فيخسر راتب شهر كل ثلاث سنوات، ويزيد عمره شهرا إضافيا كل ثلاث سنوات.
وعلى أي حال..
قد يكون لدى الوزارة خطط مستقبلية لا نعلمها، ولكن المنطق يقول إنه حتى تنفذوا خططكم ـ إن وجدت ـ فإنه لا يوجد سبب منطقي ومقبول يجعلكم تخترعون مثل هذه الاختراعات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ثم إني لا أعلم ما هو دور «الخدمة المدنية» في هذه القصة، وهي المسؤولة عن التوظيف وحساب سنوات الخدمة والتقاعد، وهل تجد سهولة في التعامل مع الأمر أم إنها مثلي، تحاول الفهم وتعجز!
@agrni
ولست هنا للتغزل في الراتب ولا في الحديث عن حب الأموال والبنين والقناطير المقنطرة، فهذا من المعلوم بالضرورة، وهو الحب الذي لا يحتاج إلى إثبات ولا يعوز الاشتياق إليه والتعلق به دليلا.
لكني أردت الحديث عن حيرتي وضياعي وقلة فهمي وانعدام بصيرتي، فقد مضت سنوات وأنا لم أفهم حتى هذه اللحظة هل الرواتب تصرف بحسب التاريخ الهجري أم الميلادي؟ وهل تحسب سنوات خدمة الموظف الحكومي بحسب السنوات الهجرية أم الميلادية؟ أم إن واحدة تحسب بتقويم والأخرى بتقويم آخر! وهذا أمر معقد عصي على الفهم حتى على الذين لا يعانون من صعوبات في فهم الأشياء مثلي.
حين أتى راتب هذا الشهر بحسب موعده المنتظر بعد ست وعشرين ليلة من ليالي الشهر الميلادي أضيف له «جزء» من العلاوة السنوية، وكان تبرير ذلك أن هذه العلاوة هي علاوة شهر ربيع الآخر الذي لم يدخل منه في شهر يناير سوى ستة أيام.
فالعلاوة علاوة شهر هجري والراتب راتب شهر ميلادي، وهذا أمر لم يسبقنا إليه أحد، لا من الأمم السابقة حين كانت الرواتب تصرف بأوزان من الشعير والحنطة، ولا أظن أن الأمم اللاحقة ستفعل هذا حتى حين تصرف الرواتب على هيئة بيانات رقمية.
وأظن أن سبب هذه «التوليفة» في حساب الرواتب هو أن وزارة المالية ـ حفظها الله ـ تريد أن تدفع بالميلادي وأن تأخذ بالهجري، ففي ذلك توفير «من ورا التريلات». فأيام العام الميلادي أكثر من أيام العام الهجري، وفي كل ثلاث سنوات ميلادية يتم توفير راتب شهر هجري، وهذا الشهر في حساب التقاعد يصبح مفيدا في الاتجاه المعاكس. فالموظف يأخذ راتبه بحسب تقويم وتحسب سنوات خدمته بحسب آخر، وهو المتضرر في الحالتين، فيخسر راتب شهر كل ثلاث سنوات، ويزيد عمره شهرا إضافيا كل ثلاث سنوات.
وعلى أي حال..
قد يكون لدى الوزارة خطط مستقبلية لا نعلمها، ولكن المنطق يقول إنه حتى تنفذوا خططكم ـ إن وجدت ـ فإنه لا يوجد سبب منطقي ومقبول يجعلكم تخترعون مثل هذه الاختراعات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ثم إني لا أعلم ما هو دور «الخدمة المدنية» في هذه القصة، وهي المسؤولة عن التوظيف وحساب سنوات الخدمة والتقاعد، وهل تجد سهولة في التعامل مع الأمر أم إنها مثلي، تحاول الفهم وتعجز!
@agrni