تحذير أمريكي من البرنامج الفضائي الإيراني
فشل في إطلاق قمر صناعي ويستعد لتكرار المحاولة.. وأمريكا تشكك
الاحد / 21 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 05:45 - الاحد 27 يناير 2019 05:45
حذر تقرير نشرته صحيفة الناشونال إنتريست الأمريكية من البرنامج الفضائي الإيراني الذي قد يسهم بتطوير صواريخ بعيدة المدى تمثل خطرا على المنطقة وتزيد من حدة الإرهاب والتطرف في العالم، وأكد أنه يضع علامات خطر حمراء أمام المجتمع الدولي.
وتواكب التحذير مع خطط طهران لإطلاق اثنين من الأقمار الصناعية عام 2019، تحت عنوان «الصداقة في الفارسية»، ورغم أن الأهداف المعلنة هي جمع المعلومات حول التغيرات البيئية في إيران، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أكد أن برنامج إيران الفضائي يمكن أن يساعدها في تطوير صاروخ قادر على حمل أسلحة نووية إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إطلاق القمر الصناعي كان محاولة لتطوير صواريخ بعيدة المدى.
محاولة فاشلة
في منتصف يناير، أطلقت إيران قمرا صناعيا من مركز الإمام الخميني للفضاء، وتم تصميم وإنتاج القمر المكون من مئتي باوند وأطلق عليه اسم «رسالة باللغة الفارسية»، في جامعة أميركابير للتكنولوجيا في طهران.
وبحسب وزير الاتصالات محمد جهرمي، فإن الصاروخ الذي يحمل القمر الصناعي بايام فشل في الوصول إلى «السرعة اللازمة» في المرحلة الثالثة من إطلاقه، وسيحلل العلماء الإيرانيون هذه المحاولة الفاشلة وسيحاولون مرة أخرى.
طائر الفينيق
تفخر إيران بقدر كبير من التقدم التكنولوجي الذي أحرزته في برنامجها الفضائي، بعد أن باتت واحدة من عدد محدود من الدول ذات القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية، ففي عام 2009 خصصت اليوم الوطني لتكنولوجيا الفضاء للاحتفال بإنجازاتها العلمية، وتم اتخاذ خطوة تاريخية في فبراير 2009 عندما استخدمت طهران مركبة الإطلاق الفضائية «السفير في الفارسية» لإطلاق القمر الصناعي «أوميد». صمم هذا الصاروخ لنقل حمولة خفيفة إلى مدار أرضي منخفض، وتم تصميم «طائر الفينيق باللغة الفارسية»، وهو أقوى من ذلك، لنقل حمولة ثقيلة إلى المدار، ومنذ عام 2009 تطورت الأنشطة الفضائية لطهران ببطء، وأطلقت أقمارا أخرى في المدار.
سر الاهتمام
يعود اهتمام إيران بالفضاء الخارجي إلى أواخر الخمسينات عندما أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وكانت إيران، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، عضوا مؤسسا في هذه اللجنة، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي وتشجيع استكشاف الفضاء واستخدامه من أجل السلام العالمي والأمن والتنمية، وفي عام 2003 أنشأت الحكومة الإيرانية وكالة الفضاء الإيرانية (ISA) تحت مظلة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وباتت مهمتها تنسيق جميع «الأنشطة الفضائية السلمية».
تشكيك أمريكي
شككت الولايات المتحدة وبلدان أخرى في برنامج طهران النووي، وأكدت المعارضة أن بناء وتطوير القدرة على وضع الأقمار في مدار الأرض يوفران للمهندسين الإيرانيين خبرة يمكن استخدامها لتعزيز قدراتهم على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وبعبارة أخرى لا يمكن فصل الاستخدامات السلمية عن التطبيقات العسكرية.
في يوليو 2017 ادعت إيران أنها نجحت في إطلاق أحدث صواريخها المحمولة على القمر الصناعي في الفضاء الذي يصل الصاروخ فيه إلى ارتفاع أعلى ويحمل حمولة أثقل، وقال مركز الولايات المتحدة الوطني للمخابرات الجوية والفضائية إن الصاروخ يمكن أن يكون «بالونة اختبار لتطوير التكنولوجيا اللازمة لإنتاج عابرات القارات».
ووفر الفحص الدقيق لبرنامج الفضاء الإيراني نتائج متباينة، فعلى الرغم من بعض التقدم، لا تزال لدى طهران قاعدة صناعية فضائية ضعيفة نسبيا، وقد أثبتت القدرة على إطلاق وتشغيل الأقمار، ولكن لا يزال يتعين عليها التغلب على عديد من العقبات التكنولوجية الأخرى قبل أن تتمكن من إدماج برنامجها الفضائي بالكامل في قواتها المسلحة.
وتمتلك إيران سجلا كاملا باستخدام أشكال الكترونية للهجوم على الأنظمة الفضائية، بما في ذلك التشويش والتزييف، وبعبارة أخرى، أثبتت إيران قدرتها على التدخل بإشارات الأقمار الصناعية المعادية، على الرغم من بعض أوجه التشابه بين التكنولوجيا اللازمة لتصنيع
الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية وهي المطلوبة لتصنيع عابرات القارات.
لماذا يقف العالم ضد برنامج إيران الفضائي؟
أدى الفحص الدقيق لبرنامج الفضاء الإيراني والجهود الإقليمية والعالمية لوقفه بعد مجموعة استنتاجات:
أولا: إيضاح حقيقية أن مصالح إيران في تكنولوجيا الفضاء، التي بدأت مع نظام رضا بهلوي توحي بأن البرنامج ليس مدفوعا بطموح أيديولوجي، لتشجيع الشيعة وزعزعة استقرار أو مهاجمة الدول السنية، ولا سيما أن إيران تحت أي نظام ترى نفسها قوة إقليمية كبرى، وأن الصواريخ وتكنولوجيا الفضاء «وغيرها من أنظمة الأسلحة» تلعب دورا في زيادة التوتر.
ثانيا: لا تثبت الأدلة المتاحة الادعاءات بأن إيران تمتلك عابرات القارات، فهذه القدرات تتطلب سنوات من الاختبار، وإذا قررت طهران تطويرها، سيكون لدى المجتمع الدولي وقت كاف لمعالجة هذا التحدي، وتشير الأدلة المتاحة إلى أن برنامج الصواريخ تقليدي ويسعى لردع القوى الإقليمية والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
ثالثا: تضيف التطورات السريعة في تكنولوجيا الصواريخ مزيدا من الشكوك إلى الجهود الإقليمية والعالمية لمعالجة برنامج إيران النووي والفضائي، فعلى سبيل المثال، يعد بعض المحللين العسكريين صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يتم تطويرها حاليا من قبل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي تطير على ارتفاعات غير عادية وتتمتع بسرعة عالية مذهلة وقدرة على المناورة، هذه الخصائص تعني أن الصواريخ العابرة فوق الصوتية يمكن أن تشكل تحديا هائلا لأنظمة الدفاع الصاروخية، ومن غير المعروف أن إيران تملك هذه التقنية التي تعمل بسرعة تفوق الصوت اليوم، لكن يمكن لإيران الوصول إلى تكنولوجيا تفوق سرعة الصوت وغيرها من التقنيات في السنوات المقبلة.
أخيرا، منذ بدء برنامج الصواريخ والفضاء، ركزت القوى الإقليمية والعالمية أساسا على تقييد الإمدادات لإيران، وهناك حاجة إلى جهود متكافئة لمعالجة جانب الطلب، وبعبارة أخرى، فإن تصميم طهران على اكتساب وتطوير القدرات الصاروخية والفضائية واستعدادها لدفع ثمن باهظ لها يحتاجان إلى دراسة.
ويشير التباين الهائل في الإنفاق الدفاعي بين إيران وجيرانها إلى ضرورة الموازنة العسكرية الإقليمية الواسعة، ولا يمكن فصل برنامج الصواريخ والفضاء الإيراني عن سباقات التسلح الإقليمية، ولا يمكن معالجته بشكل كاف إلا في إطار مناقشة واسعة النطاق لمناظر الأمن الإقليمي.
وتواكب التحذير مع خطط طهران لإطلاق اثنين من الأقمار الصناعية عام 2019، تحت عنوان «الصداقة في الفارسية»، ورغم أن الأهداف المعلنة هي جمع المعلومات حول التغيرات البيئية في إيران، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أكد أن برنامج إيران الفضائي يمكن أن يساعدها في تطوير صاروخ قادر على حمل أسلحة نووية إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إطلاق القمر الصناعي كان محاولة لتطوير صواريخ بعيدة المدى.
محاولة فاشلة
في منتصف يناير، أطلقت إيران قمرا صناعيا من مركز الإمام الخميني للفضاء، وتم تصميم وإنتاج القمر المكون من مئتي باوند وأطلق عليه اسم «رسالة باللغة الفارسية»، في جامعة أميركابير للتكنولوجيا في طهران.
وبحسب وزير الاتصالات محمد جهرمي، فإن الصاروخ الذي يحمل القمر الصناعي بايام فشل في الوصول إلى «السرعة اللازمة» في المرحلة الثالثة من إطلاقه، وسيحلل العلماء الإيرانيون هذه المحاولة الفاشلة وسيحاولون مرة أخرى.
طائر الفينيق
تفخر إيران بقدر كبير من التقدم التكنولوجي الذي أحرزته في برنامجها الفضائي، بعد أن باتت واحدة من عدد محدود من الدول ذات القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية، ففي عام 2009 خصصت اليوم الوطني لتكنولوجيا الفضاء للاحتفال بإنجازاتها العلمية، وتم اتخاذ خطوة تاريخية في فبراير 2009 عندما استخدمت طهران مركبة الإطلاق الفضائية «السفير في الفارسية» لإطلاق القمر الصناعي «أوميد». صمم هذا الصاروخ لنقل حمولة خفيفة إلى مدار أرضي منخفض، وتم تصميم «طائر الفينيق باللغة الفارسية»، وهو أقوى من ذلك، لنقل حمولة ثقيلة إلى المدار، ومنذ عام 2009 تطورت الأنشطة الفضائية لطهران ببطء، وأطلقت أقمارا أخرى في المدار.
سر الاهتمام
يعود اهتمام إيران بالفضاء الخارجي إلى أواخر الخمسينات عندما أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وكانت إيران، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، عضوا مؤسسا في هذه اللجنة، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي وتشجيع استكشاف الفضاء واستخدامه من أجل السلام العالمي والأمن والتنمية، وفي عام 2003 أنشأت الحكومة الإيرانية وكالة الفضاء الإيرانية (ISA) تحت مظلة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وباتت مهمتها تنسيق جميع «الأنشطة الفضائية السلمية».
تشكيك أمريكي
شككت الولايات المتحدة وبلدان أخرى في برنامج طهران النووي، وأكدت المعارضة أن بناء وتطوير القدرة على وضع الأقمار في مدار الأرض يوفران للمهندسين الإيرانيين خبرة يمكن استخدامها لتعزيز قدراتهم على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وبعبارة أخرى لا يمكن فصل الاستخدامات السلمية عن التطبيقات العسكرية.
في يوليو 2017 ادعت إيران أنها نجحت في إطلاق أحدث صواريخها المحمولة على القمر الصناعي في الفضاء الذي يصل الصاروخ فيه إلى ارتفاع أعلى ويحمل حمولة أثقل، وقال مركز الولايات المتحدة الوطني للمخابرات الجوية والفضائية إن الصاروخ يمكن أن يكون «بالونة اختبار لتطوير التكنولوجيا اللازمة لإنتاج عابرات القارات».
ووفر الفحص الدقيق لبرنامج الفضاء الإيراني نتائج متباينة، فعلى الرغم من بعض التقدم، لا تزال لدى طهران قاعدة صناعية فضائية ضعيفة نسبيا، وقد أثبتت القدرة على إطلاق وتشغيل الأقمار، ولكن لا يزال يتعين عليها التغلب على عديد من العقبات التكنولوجية الأخرى قبل أن تتمكن من إدماج برنامجها الفضائي بالكامل في قواتها المسلحة.
وتمتلك إيران سجلا كاملا باستخدام أشكال الكترونية للهجوم على الأنظمة الفضائية، بما في ذلك التشويش والتزييف، وبعبارة أخرى، أثبتت إيران قدرتها على التدخل بإشارات الأقمار الصناعية المعادية، على الرغم من بعض أوجه التشابه بين التكنولوجيا اللازمة لتصنيع
الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية وهي المطلوبة لتصنيع عابرات القارات.
لماذا يقف العالم ضد برنامج إيران الفضائي؟
أدى الفحص الدقيق لبرنامج الفضاء الإيراني والجهود الإقليمية والعالمية لوقفه بعد مجموعة استنتاجات:
أولا: إيضاح حقيقية أن مصالح إيران في تكنولوجيا الفضاء، التي بدأت مع نظام رضا بهلوي توحي بأن البرنامج ليس مدفوعا بطموح أيديولوجي، لتشجيع الشيعة وزعزعة استقرار أو مهاجمة الدول السنية، ولا سيما أن إيران تحت أي نظام ترى نفسها قوة إقليمية كبرى، وأن الصواريخ وتكنولوجيا الفضاء «وغيرها من أنظمة الأسلحة» تلعب دورا في زيادة التوتر.
ثانيا: لا تثبت الأدلة المتاحة الادعاءات بأن إيران تمتلك عابرات القارات، فهذه القدرات تتطلب سنوات من الاختبار، وإذا قررت طهران تطويرها، سيكون لدى المجتمع الدولي وقت كاف لمعالجة هذا التحدي، وتشير الأدلة المتاحة إلى أن برنامج الصواريخ تقليدي ويسعى لردع القوى الإقليمية والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
ثالثا: تضيف التطورات السريعة في تكنولوجيا الصواريخ مزيدا من الشكوك إلى الجهود الإقليمية والعالمية لمعالجة برنامج إيران النووي والفضائي، فعلى سبيل المثال، يعد بعض المحللين العسكريين صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يتم تطويرها حاليا من قبل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي تطير على ارتفاعات غير عادية وتتمتع بسرعة عالية مذهلة وقدرة على المناورة، هذه الخصائص تعني أن الصواريخ العابرة فوق الصوتية يمكن أن تشكل تحديا هائلا لأنظمة الدفاع الصاروخية، ومن غير المعروف أن إيران تملك هذه التقنية التي تعمل بسرعة تفوق الصوت اليوم، لكن يمكن لإيران الوصول إلى تكنولوجيا تفوق سرعة الصوت وغيرها من التقنيات في السنوات المقبلة.
أخيرا، منذ بدء برنامج الصواريخ والفضاء، ركزت القوى الإقليمية والعالمية أساسا على تقييد الإمدادات لإيران، وهناك حاجة إلى جهود متكافئة لمعالجة جانب الطلب، وبعبارة أخرى، فإن تصميم طهران على اكتساب وتطوير القدرات الصاروخية والفضائية واستعدادها لدفع ثمن باهظ لها يحتاجان إلى دراسة.
ويشير التباين الهائل في الإنفاق الدفاعي بين إيران وجيرانها إلى ضرورة الموازنة العسكرية الإقليمية الواسعة، ولا يمكن فصل برنامج الصواريخ والفضاء الإيراني عن سباقات التسلح الإقليمية، ولا يمكن معالجته بشكل كاف إلا في إطار مناقشة واسعة النطاق لمناظر الأمن الإقليمي.