حروف من نور
السبت / 20 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 19:30 - السبت 26 يناير 2019 19:30
وخير جليس في الزمان كتاب، شطر للمتنبي أنشده في قديم الزمان، وفي هذا الزمان جاء من يعارض هذا الشطر، والمعارضة مصطلح أدبي معروف لدى أهل الاختصاص يقصد به أن يقول الشاعر قصيدة في موضوع ما فيأتي شاعر آخر فينظم قصيدة أخرى على غرارها محاكيا القصيدة الأولى في وزنها وقافيتها وموضوعها، فمبادرة حروف من نور حاكت وعارضت هذا الشطر بطريقتها الخاصة، وهنا أعني تلك المبادرة المباركة حروف من نور التي كان أصحابها ملهمين كالشعراء، بل لعلهم يفوقون الشعراء في إلهامهم، لأنهم لم يقولوا فحسب، بل قالوا وفعلوا، فهذه المبادرة قامت بتحويل الكتب للمكفوفين على طريقة برايل، ليتسنى للكفيف مواكبة مجتمعه ولا يكون بمعزل عما يطرحه أولئك الكتاب والمثقفون والمفكرون، فأشعلوا لهم نور القراءة، وفتحوا لهم نافذة الكتب، تلك النافذة التي يبصر من خلالها الكفيف ذلك العالم الفسيح، وبنوا للكفيف سلما يصعد من خلاله لتلامس كفوفه كفوف المبدعين من الكتاب والمفكرين والمثقفين والروائيين، فكان لزاما على كل كاتب أن يشكر لهم هذه المبادرة الفريدة من نوعها، ووأرجو من القائمين على هذه المبادرة أن تكون الكتب والروايات المستهدفة منتقاة بعناية فائقة، والتي يشعر قارئها بأن كاتبها يقول له اقرأ وارتق.