قاسم سليماني دمية إيران القاتلة
الخميس / 18 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 23:30 - الخميس 24 يناير 2019 23:30
كتب الجنرال ستانلي ماكريستال بمجلة فورن بوليسي، أنه غالبا ما يكون قرار عدم التصرف هو أصعب قرار، ولكنه ليس صحيحا دائما.
في عام 2007 شاهد سلسلة من السيارات تمر من إيران إلى شمال العراق، حيث كان يعمل رئيسا لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأمريكية لأربع سنوات للعمل على وقف الإرهاب الذي دمر المنطقة.
واعتاد على اتخاذ خيارات صعبة، لكن في ليلة يناير تلك كان الاختيار صعبا بشكل خاص: إما الهجوم على قافلة أو لا، بما في ذلك قاسم سليماني، رئيس «قوة القدس» الإيرانية، وهي منظمة مشابهة تقريبا لمزيج من السي آي إيه وجي إس أو سي في الولايات المتحدة.
كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني، ففي ذلك الوقت، كانت القنابل الإيرانية التي زرعت على جانب الطريق، والتي بنيت ونشرت في قيادته، هي التي تحصد أرواح الجنود الأمريكيين في جميع أنحاء العراق. ولكن لتجنب القتال، والسياسات المثيرة للجدل اللاحقة، قرر مراقبة القافلة، وليس ضربها على الفور. في الوقت الذي وصلت فيه القافلة إلى أربيل، تسلل سليمان إلى الظلام.
سليماني خارج الأضواء
وأكد ستانلي أنه في هذه الأيام، ما زال يعمل خارج دائرة الضوء. نما سليماني من قائد عسكري إلى سيد يعتمد على ذكاء وحنكة هادئة لتعزيز التأثير الإيراني الدولي.
عبر حلفاؤه عن تألقه وفعاليته والتزامه تجاه بلده، واستنكر تصرفاته منتقدوه بنفس القدر. إلا أن ما يتفق الجميع عليه، أن يد القائد المتواضع قد ساعدت في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية لعقود من الزمن ولا يوجد إنكار لنجاحاته في ساحة المعركة.
وأفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن سليماني هو الذي يدير الحرب الأهلية السورية عبر وكلاء محليين من إيران وكل ذلك بمفرده.
إن البروز الناعم الذي حققه سليماني كان بارزا بشكل خاص نظرا لأصوله. ولد في الفقر في جبال شرق إيران، أظهر تماسكا ملحوظا في سن مبكرة.
عندما لم يتمكن والده من سداد الديون، عمل سليماني البالغ من العمر 13 عاما على سداده. أمضى وقت فراغه في رفع الأثقال وحضور الخطب التي ألقاها أحد رعاة الزعيم الإيراني الحالي آية الله علي خامنئي. كان يعشق الثورة الإيرانية كشاب وفي 1979، في الثانية والعشرين من عمره بدأ صعوده من خلال الجيش الإيراني، حيث تلقى ستة أسابيع فقط من التدريب التكتيكي قبل أن يشهد معركة للمرة الأولى في مقاطعة أذربيجان الغربية في إيران.
ليس مجرد جندي
لم يعد سليماني مجرد جندي، بل أصبح خبيرا استراتيجيا وعمليا، ويظل يعمل بلا رحمة وعلى حساب كل شيء آخر، أقام علاقات دائمة لتعزيز موقف إيران في المنطقة.
لم يحقق أي فرد آخر نجاحا مماثلا في محاذاة وتمكين الحلفاء الشيعة في بلاد الشام، وإن دفاعه القوي عن الرئيس السوري بشار الأسد قد أوقف فعليا أي تقدم من قبل داعش وغيرها من الجماعات المتمردة، إلا أنه يضمن بقاء الأسد في السلطة ويبقى متحالفا بقوة مع إيران.
ولعل أبرزها، تحت قيادة سليماني، أن قوة القدس قد وسعت بقدر كبير قدراتها، وحولت براجماتيته الداهية الوحدة إلى مؤثر رئيسي في المجالات الاستخباراتية والمالية والسياسية خارج حدود إيران.
غير أنه من غير الحكمة دراسة نجاح سليماني دون وضعه في سياق جيوسياسي أوسع. إنه زعيم إيراني فريد، وهو نتاج واضح لتوقعات البلد بعد ثورة 1979.
إن تقييمه الواسع للمصالح والحقوق الإيرانية يضاهي تلك المشتركة بين النخب الإيرانية، ومقاومة إيران لتورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي نتيجة مباشرة لتورط الولايات المتحدة في الحرب الإيرانية العراقية، والتي تطورت خلالها نظرة سليماني إلى العالم. وفوق كل شيء، يقود سليماني القوميات المتحمسة التي هي شريان حياة المواطنين والقيادات الإيرانية.
الإنجازات
يرجع جزء كبير من الإنجازات التي حققتها سليماني لنهج بلاده الطويل الأجل تجاه السياسة الخارجية. في حين أن الولايات المتحدة تميل إلى أن تكون متقطعة في استجابتها للشؤون الدولية، فإن إيران تتفق بشكل مذهل في أهدافها وأفعالها، وفترة بقاء قائد قوة القدس في منصبه حيث تولى السيطرة على الوحدة في 1998 هو عامل مهم آخر.
يعد سليماني منتجا ثانويا للبيئة السياسية المعقدة في إيران، ويتمتع بحرية العمل على مدى أفق زمني طويل، وهو موضع حسد العديد من المتخصصين في الجيش والاستخبارات الأمريكية.
لأن قوة القائد تكمن في نهاية المطاف في أعين الآخرين وتزداد بسبب الاحتمال المتصور للسلطة في المستقبل، تمكن سليماني من التصرف بمصداقية أكبر مما لو كان ينظر إليه على أنه لاعب موقت.
في عام 2007 شاهد سلسلة من السيارات تمر من إيران إلى شمال العراق، حيث كان يعمل رئيسا لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأمريكية لأربع سنوات للعمل على وقف الإرهاب الذي دمر المنطقة.
واعتاد على اتخاذ خيارات صعبة، لكن في ليلة يناير تلك كان الاختيار صعبا بشكل خاص: إما الهجوم على قافلة أو لا، بما في ذلك قاسم سليماني، رئيس «قوة القدس» الإيرانية، وهي منظمة مشابهة تقريبا لمزيج من السي آي إيه وجي إس أو سي في الولايات المتحدة.
كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني، ففي ذلك الوقت، كانت القنابل الإيرانية التي زرعت على جانب الطريق، والتي بنيت ونشرت في قيادته، هي التي تحصد أرواح الجنود الأمريكيين في جميع أنحاء العراق. ولكن لتجنب القتال، والسياسات المثيرة للجدل اللاحقة، قرر مراقبة القافلة، وليس ضربها على الفور. في الوقت الذي وصلت فيه القافلة إلى أربيل، تسلل سليمان إلى الظلام.
سليماني خارج الأضواء
وأكد ستانلي أنه في هذه الأيام، ما زال يعمل خارج دائرة الضوء. نما سليماني من قائد عسكري إلى سيد يعتمد على ذكاء وحنكة هادئة لتعزيز التأثير الإيراني الدولي.
عبر حلفاؤه عن تألقه وفعاليته والتزامه تجاه بلده، واستنكر تصرفاته منتقدوه بنفس القدر. إلا أن ما يتفق الجميع عليه، أن يد القائد المتواضع قد ساعدت في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية لعقود من الزمن ولا يوجد إنكار لنجاحاته في ساحة المعركة.
وأفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن سليماني هو الذي يدير الحرب الأهلية السورية عبر وكلاء محليين من إيران وكل ذلك بمفرده.
إن البروز الناعم الذي حققه سليماني كان بارزا بشكل خاص نظرا لأصوله. ولد في الفقر في جبال شرق إيران، أظهر تماسكا ملحوظا في سن مبكرة.
عندما لم يتمكن والده من سداد الديون، عمل سليماني البالغ من العمر 13 عاما على سداده. أمضى وقت فراغه في رفع الأثقال وحضور الخطب التي ألقاها أحد رعاة الزعيم الإيراني الحالي آية الله علي خامنئي. كان يعشق الثورة الإيرانية كشاب وفي 1979، في الثانية والعشرين من عمره بدأ صعوده من خلال الجيش الإيراني، حيث تلقى ستة أسابيع فقط من التدريب التكتيكي قبل أن يشهد معركة للمرة الأولى في مقاطعة أذربيجان الغربية في إيران.
ليس مجرد جندي
لم يعد سليماني مجرد جندي، بل أصبح خبيرا استراتيجيا وعمليا، ويظل يعمل بلا رحمة وعلى حساب كل شيء آخر، أقام علاقات دائمة لتعزيز موقف إيران في المنطقة.
لم يحقق أي فرد آخر نجاحا مماثلا في محاذاة وتمكين الحلفاء الشيعة في بلاد الشام، وإن دفاعه القوي عن الرئيس السوري بشار الأسد قد أوقف فعليا أي تقدم من قبل داعش وغيرها من الجماعات المتمردة، إلا أنه يضمن بقاء الأسد في السلطة ويبقى متحالفا بقوة مع إيران.
ولعل أبرزها، تحت قيادة سليماني، أن قوة القدس قد وسعت بقدر كبير قدراتها، وحولت براجماتيته الداهية الوحدة إلى مؤثر رئيسي في المجالات الاستخباراتية والمالية والسياسية خارج حدود إيران.
غير أنه من غير الحكمة دراسة نجاح سليماني دون وضعه في سياق جيوسياسي أوسع. إنه زعيم إيراني فريد، وهو نتاج واضح لتوقعات البلد بعد ثورة 1979.
إن تقييمه الواسع للمصالح والحقوق الإيرانية يضاهي تلك المشتركة بين النخب الإيرانية، ومقاومة إيران لتورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي نتيجة مباشرة لتورط الولايات المتحدة في الحرب الإيرانية العراقية، والتي تطورت خلالها نظرة سليماني إلى العالم. وفوق كل شيء، يقود سليماني القوميات المتحمسة التي هي شريان حياة المواطنين والقيادات الإيرانية.
الإنجازات
يرجع جزء كبير من الإنجازات التي حققتها سليماني لنهج بلاده الطويل الأجل تجاه السياسة الخارجية. في حين أن الولايات المتحدة تميل إلى أن تكون متقطعة في استجابتها للشؤون الدولية، فإن إيران تتفق بشكل مذهل في أهدافها وأفعالها، وفترة بقاء قائد قوة القدس في منصبه حيث تولى السيطرة على الوحدة في 1998 هو عامل مهم آخر.
يعد سليماني منتجا ثانويا للبيئة السياسية المعقدة في إيران، ويتمتع بحرية العمل على مدى أفق زمني طويل، وهو موضع حسد العديد من المتخصصين في الجيش والاستخبارات الأمريكية.
لأن قوة القائد تكمن في نهاية المطاف في أعين الآخرين وتزداد بسبب الاحتمال المتصور للسلطة في المستقبل، تمكن سليماني من التصرف بمصداقية أكبر مما لو كان ينظر إليه على أنه لاعب موقت.