الرأي

الأسر المنتجة والسعرات الحرارية!

عبدالحليم البراك
الذي يبدو أن الجهات المختصة (والجهات المختصة هو اسم جامع لكل جهة تأمر ولا نعرفها تماما) أمرت ووجهت المطاعم بإضافة السعرات الحرارية لكل وجباتها، بما في ذلك مطاعم الفول والعدس و(الشكشوكة) والخبز الأفغاني والبرجر، واكتشفنا أنه ليس بالضرورة أن كل لذيذ ضار، ومهما يكن من أمر، أتساءل: هل السعرات الحرارية وإضافتها لقائمة الوجبات يمكن أن يشملا منتجات الأسر المنتجة؟

ما قصة الأسر المنتجة، هي بيوت مستورة، تتحول - بقدرة قادر - إلى ميسورة خلف الأسوار، تبدأ بمشروع بنت ووالدتها تبحثان عن رزقهما؛ وتنتهي بفناء البيت الذي يتحول لخلية نحل آسيوية، فالسائق يعمل مع الأسرة، والخادمة تفزع معهم، وبعد أن يزيد الرزق بحمد الله يتم الاستنجاد بخادمات الجيران والأخوات والعمات، وإن زاد الرزق أكثر، فالمنة لله وحده، فنقل الكفالة لا أسهل منه، ولا رسوم تذكر على الأسر المنتجة، ولا رقابة مقلقة، بل بلغ في إحدى الأسر - رزقها الله من واسع فضله - أن صارت صاحبتها متخصصة في «التيوس المشوية» زادها الله رزقا، وحولت فناء البيت إلى «حوش تيوس» حتى تأذى الجيران من رائحة الحيوانات البالغة، فنقلوها إلى الأحواش خارج المدينة وتحول سائق البيت الآسيوي الأنيق إلى جزار في الاستراحة صباحا، وتوصيل طلبات في الليل، وتم تعيين محاسب عربي في مكتب صغير، بمدخل خاص في فناء البيت؛ مكان البضاعة السابقة (التيوس)!

نعود لموضوع المقال، في القصيم تصنع البيوتات في الأسر المنتجة أكلات دسمة للغاية، منها الحنيني والقشد، والكليجا، وأنواع الحلويات الأخرى، ولا يهمني شخصيا ألا تكتب هذه الأسر رقما يدل على المصدر، ولا تاريخ صلاحية، أو نظافة المكان والعاملين، بل ما يهمني هو هل تضع ما يدل على السعرات الحرارية على أغلفة تلك المنتجات أم لا، فنزداد وزنا، ونتحول لـ (تيوس بشرية) ونحن لا نعلم، بينما نعرف تماما من المطاعم أي الأكلات أعلى بالسعرات الحرارية!

وقد تبدو مكة المكرمة أقل دسما من القصيم، فبحسب إفادة أعز الأصدقاء وأجملهم هناك، فإن الأسر المنتجة تقتصر على (الكيك والكب كيك، وكيك الزعفران) والسوبيا في رمضان فقط، وعلى الرغم من أناقة الأسر المنتجة هناك، إلا أنه لا يهمني أيضا إن كانت تضع تاريخا للصلاحية فنحن نأكل القديم والجديد، ولا مصدرا يحدد المسؤولية، ولا نظافة المكان والعاملين فيه، فلن نذهب للمستشفيات نتيجة تسمم، لكن يهمني أنه يجب أن يوضع ما يدل على السعرات الحرارية، فكل شيء مقبول إلا (السعرات الحرارية!) فأوزاننا ليست لعبة!

وفي العموم، ووفقا لصحيفة عكاظ، إليكم شروط الأسر المنتجة لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية: ألا يكون لها علاقة بالصحة العامة، وألا يترتب على النشاط الإخلال بالاستخدام الأساسي للوحدة السكنية أو إحداث ضوضاء أو إزعاج للحي، وأن يقوم المرخص له بممارسة العمل بنفسه أو بمساعدة الأسرة، وألا يكون الترخيص مستندا للاستقدام أو نقل الكفالة، وألا يسمح بالبيع عن طريق المنازل، وإنما عن طريق نوافذ أخرى مثل مراكز التسوق والإيميل والأماكن المخصصة للأسر المنتجة وما شابهها. قال صاحب المقال ساخرا: الحمد لله كل الأسر المنتجة ملتزمة بهذه الشروط حرفيا، إلا السعرات الحرارية، فلماذا لم تذكر مع هذه الشروط؟!

Halemalbaarrak@