موضوعات الخاصة

40 عاما من الاستبداد والخديعة مع الخميني

مغادرة الشاه دمرت 2500 سنة من الحكم الملكي بإيران

تحولت الشعارات التي حملتها ثورة الخميني في إيران قبل 40 عاما إلى «خديعة كبرى»، إذ يشعر الكثيرون أنهم ودعوا أياما طويلة من الحياة الكريمة التي عاشوها على مدار 2500 سنة بعيدة عن الاستبداد والقهر والقتل وسفك الدماء.

يعتقد الإيرانيون أن الشعارات التي حملتها الثورة في بدايتها لم تكن سوى أكذوبة، الحرية السياسية والمساواة والاكتفاء الذاتي والنزاهة في إدارة الحكومة تحولت إلى قمع مستمر في أنحاء إيران، وتدهورت الأوضاع وزاد الحصار الدولي على البلد الذي يصدر الإرهاب، وباتت المظاهرات والاحتجاجات تتصدر المشهد.

أسود وأبيض

حين أفسح الثوار في الشوارع المجال أمام صور سوداء وبيضاء للرهائن الأمريكيين وهم معصوبو الأعين، تغيرت السياسة الإيرانية وعلاقتها مع الدول قبل 40 عاما. وغيرت الثورة الإيرانية حليفا أمريكيا قويا إلى خصم إقليمي، مثل الخطوط التي رسمها البريطانيون والفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، فإن أحداث 1979 قد خيم أثرها بشكل غير متوقع على عالم اليوم، وذلك بحسب ما ورد بصحيفة San Francisco Chronicle الأمريكية.

مغادرة الشاه

ربما تكون اللحظة الوحيدة التي لا تزال تهيمن على الثورة في إيران، ترك الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مصابا بالسرطان السلطة في يناير 1979، وأدى رحيله والثورة في الشهر التالي إلى نهاية 2500 سنة من الحكم الملكي في جميع أنحاء بلاد فارس.

ظهرت السلطة المطلقة التي تقع على عاتق المرشد الأعلى للبلاد ، وهو رجل دين شيعي يشرف على المسؤولين المنتخبين والقوات العسكرية وشبه العسكرية في البلاد، وكان هذا الاستيلاء مصدر إلهام لجميع المقاتلين والإرهابيين، وبمثابة تحذير للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأن تهديد المقاتلين اليساريين قد أفسح المجال للمتطرفين الدينيين الذين قالوا إنهم قاتلوا ضد الفاسدين.

فوضى عارمة

أدى رحيل الشاه إلى فوضى في العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد أن كانت أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط، حيث باعت واشنطن مليارات الدولارات من الأسلحة إلى الشاه الذي دعمته أمريكا في انقلاب عام 1953 بتنسيق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأقامت محطات تجسس حساسة في شمال إيران لمراقبة الاتحاد السوفيتي، بحسب موقع ABC News.

وعقب مغادرة الشاه تدفق الإيرانيون إلى شوارع طهران وهم يغنون ويرقصون في احتفالهم بالفوز بالنضال الدموي الذي دام عاما كاملا ضد الرجل الذي حكم بلادهم منذ عام 1941، ورددوا «لقد ذهب الشاه إلى الأبد!»

وتردد في الشوارع إيقاع أبواق السيارات مع إضاءة مصابيحها الأمامية، ولوح الناس بلوحات لآية الله الخميني، الزعيم الملتحي الذي تزعم حركة سياسية ودينية واسعة أخرجت الشاه من البلاد. وسحبت تماثيل الشاه محمد رضا بهلوي إلى الأرض في طهران، وقطع بعض الإيرانيين صورته من الأوراق النقدية، وأعطى الخبازون الكعك والبسكويت مجانا للمارة، وألقى الإيرانيون الحلوى على السيارات، ورشق بعضهم بعضا بماء الورد عندما سمعوا أن الشاه ذهب خارج البلاد ونقل إلى مصر.

لم يبتهج الكل

لكن لم يبتهج جميع الإيرانيين، حيث ذكرت مصادر دبلوماسية أن الجنود الموالين للشيعة أطلقوا النار على متظاهرين في شمال طهران وكانت هناك بعض الإصابات، وقد أشار العنف المعلن إلى الانقسام الذي لا يزال قائما في إيران وينذر بإراقة الدماء.

وكانت المظاهرات بدأت ضد الشاه في أكتوبر 1977، وتطورت إلى حملة المقاومة المدنية واشتدت في يناير عام 1978، وشلت البلاد الإضرابات والمظاهرات بين أغسطس وديسمبر 1978. وما إن غادر الشاه إيران إلى المنفى يوم 16 يناير عام 1979 حتى عاد آية الله الخميني إلى طهران في 1 فبراير 1979.

وقال الشاه في بيان به «أتمنى أن تتمكن الحكومة من تعويض الماضي ووضع الأسس للمستقبل. ولتحقيق ذلك سوف نحتاج إلى التعاون والوطنية بأعلى معانيها. ويجب أن يبدأ اقتصادنا من جديد، ويجب أن يبدأ الناس حياتهم من جديد».

لماذا تصدرت الثورة الإيرانية المشهد ؟
  • الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر 1979
  • سمح كارتر للشاه بتلقي العلاج الطبي في الولايات المتحدة
  • احتجاز 52 رهينة أمريكية لمدة 444 يوما


الأوهام التي باعها الخميني للشعب:

- إنهاء الاستبداد.

- الحد من التأثير الغربي الأمريكي.

- مزيد من العدالة الاجتماعية.

وكانت النتيجة ظهور حقبة عرفت بـ «الخمينية»، والتي دعمت الجماعات الإرهابية من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتنوعة.