نعم تستطيع...!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 3 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 20:00 - الأربعاء 9 يناير 2019 20:00
من ضمن نعم الله الكريم الوهاب جل شأنه التي أنعم بها علي ـ وهي أكثر من أن تعد وتحصى ـ أنه لم يخطر في ذهني حتى مجرد فكرة الالتحاق بدورة لتطوير الذات، لا أعلم لو تطورت ذاتي أين سينتهي بي المطاف.
أحاول تحفيز نفسي بنفسي وأفشل كثيرا مع أني أجيد تحفيز الآخرين، وهذه معضلة تؤرقني، لأن في داخلي حقودا صغيرا يكره نجاحات الآخرين أحاول مقاومته ولكنه يغافلني بعض الأحيان ويخرج للعلن دون أن أفطن لذلك.
في نهايات القرن الماضي وبدايات الحالي كانت هذه الدورات تجتاح الكوكب، وبدا لي وقتها أن الطريقة الوحيدة التي تضمن لي التميز هي أن أحافظ على «ذاتي» كما هي، وأكون الكائن البشري الوحيد الذي يملك ذاتا غير مطورة.
لست ضد تطوير الذات بالطبع، ولا أكره محاولات الآخرين في البحث عن طرق النجاح، لكن الحقود الذي بداخلي يخبرني أن الفئة الوحيدة التي حققت نجاحا بسبب هذه الدورات هم المدربون والمعاهد التي كانت تقيمها. أما المتدربون أنفسهم فقد انتهى بهم المطاف مثلي، ذوات غير مطورة وجيوب مثقوبة.
أتذكر أن أحد الأصدقاء كان يحضر هذه الدورات ويعود ليطبق علينا ما تعلمه، ولكن الأمور لم تكن تسير على ما يرام.
في وقت لاحق انتقل إلى مدينة أخرى وحقق نجاحات جيدة في مجال عمله، لم يكن الأمر بحاجة إلى تحفيز ولا تطوير، كل ما فعله أنه تخلص بالمجان دون تخطيط من أصدقاء الشؤم الذين كانوا يحيطون به.
في تلك الفترة كانت محاولة «برمجة العقول» تتم في أماكن مغلقة لمجموعة محددة، ولموضوعات تتعلق بالحياة والعمل. وكانت في الغالب لا تؤدي إلى شيء. لم تكن تنفع ولكنها لم تكن ضارة.
اليوم تحدث برمجة عقلية على مستوى أكبر، أتخيل المجتمع بكل أفراده محشورا في غرفة ضيقة مثل التي كانت تقام فيها تلك الدورات ويحاصره سيل جارف من الوهم، ومن تصوير الأمور على غير حقيقتها، وتسمية الأشياء بغير مسمياتها.
العقوق أصبح حرية، والبذاءة والسفالة اسمها حرية تعبير، والحياة البهيمية أصبحت انفتاحا، والإنسان الذي يقاتل من أجل الحفاظ على «بشريته»، ويحاول جاهدا أن يقاوم فكرة أن يصبح هو ودواب الأرض سواء، أصبح متخلفا ظلاميا قروسطيا.
وعلى أي حال..
لا يوجد شبه بين الحالتين، وربما كان الربط غبيا بعض الشيء ـ والشيء من معدنه لا يستغرب ـ ولكن لعل وجه الشبه هو أن «المدرب» هو المستفيد، والمتدرب هو الضحية في الحالتين، الذي لم تفلح محاولاته في إقناع نفسه بأنه «يستطيع» حتى وصل إلى طريق مسدود أو نفق مؤد إلى الظلام.
agrni@
أحاول تحفيز نفسي بنفسي وأفشل كثيرا مع أني أجيد تحفيز الآخرين، وهذه معضلة تؤرقني، لأن في داخلي حقودا صغيرا يكره نجاحات الآخرين أحاول مقاومته ولكنه يغافلني بعض الأحيان ويخرج للعلن دون أن أفطن لذلك.
في نهايات القرن الماضي وبدايات الحالي كانت هذه الدورات تجتاح الكوكب، وبدا لي وقتها أن الطريقة الوحيدة التي تضمن لي التميز هي أن أحافظ على «ذاتي» كما هي، وأكون الكائن البشري الوحيد الذي يملك ذاتا غير مطورة.
لست ضد تطوير الذات بالطبع، ولا أكره محاولات الآخرين في البحث عن طرق النجاح، لكن الحقود الذي بداخلي يخبرني أن الفئة الوحيدة التي حققت نجاحا بسبب هذه الدورات هم المدربون والمعاهد التي كانت تقيمها. أما المتدربون أنفسهم فقد انتهى بهم المطاف مثلي، ذوات غير مطورة وجيوب مثقوبة.
أتذكر أن أحد الأصدقاء كان يحضر هذه الدورات ويعود ليطبق علينا ما تعلمه، ولكن الأمور لم تكن تسير على ما يرام.
في وقت لاحق انتقل إلى مدينة أخرى وحقق نجاحات جيدة في مجال عمله، لم يكن الأمر بحاجة إلى تحفيز ولا تطوير، كل ما فعله أنه تخلص بالمجان دون تخطيط من أصدقاء الشؤم الذين كانوا يحيطون به.
في تلك الفترة كانت محاولة «برمجة العقول» تتم في أماكن مغلقة لمجموعة محددة، ولموضوعات تتعلق بالحياة والعمل. وكانت في الغالب لا تؤدي إلى شيء. لم تكن تنفع ولكنها لم تكن ضارة.
اليوم تحدث برمجة عقلية على مستوى أكبر، أتخيل المجتمع بكل أفراده محشورا في غرفة ضيقة مثل التي كانت تقام فيها تلك الدورات ويحاصره سيل جارف من الوهم، ومن تصوير الأمور على غير حقيقتها، وتسمية الأشياء بغير مسمياتها.
العقوق أصبح حرية، والبذاءة والسفالة اسمها حرية تعبير، والحياة البهيمية أصبحت انفتاحا، والإنسان الذي يقاتل من أجل الحفاظ على «بشريته»، ويحاول جاهدا أن يقاوم فكرة أن يصبح هو ودواب الأرض سواء، أصبح متخلفا ظلاميا قروسطيا.
وعلى أي حال..
لا يوجد شبه بين الحالتين، وربما كان الربط غبيا بعض الشيء ـ والشيء من معدنه لا يستغرب ـ ولكن لعل وجه الشبه هو أن «المدرب» هو المستفيد، والمتدرب هو الضحية في الحالتين، الذي لم تفلح محاولاته في إقناع نفسه بأنه «يستطيع» حتى وصل إلى طريق مسدود أو نفق مؤد إلى الظلام.
agrni@