الخوف من المرايا..!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 3 / جمادى الأولى / 1440 هـ - 05:00 - الأربعاء 9 يناير 2019 05:00
لماذا يفكر سعودي أو سعودية في الهجرة؟ أو الارتماء في أحضان جماعات متطرفة في التدين أو متطرفة في الانحلال؟!
في الحقيقة أني لا أعلم لأنه ليس لدي نية في الهجرة مطلقا، وأجد فكرة الخروج من المنزل فكرة غير مستساغة، أما الخروج خارج الوطن فإنها تبدو غير منطقية، وهي غير منطقية بالنسبة لي بالطبع، لكنها تبدو حلا وحيدا في نظر البعض.
مشكلة مثل هذه القضايا أننا نتجاهل الحديث عنها، وحين نتحدث عنها نلبسها ثيابا ليست ثيابها فنترك المشكلة ونقفز إلى الحديث عن الآخرين الذين يكرهوننا في الغالب، لكن مع التسليم جدلا بوجود المؤامرات والمحرضين والمغرضين وبقية تلك الكائنات، إلا أننا لا نسأل السؤال المنطقي الذي يجب أن يُسأل: لماذا يسهل استهدافنا من الأساس؟!
في الحقيقة أني لا أعلم أيضا، كل ما أعلمه أن هناك مشكلة حقيقية يتم تجاهلها إما عمدا أو لأسباب تتعلق «بقلة الدبرة»، أو بالتكاسل أو التسطيح أو بكل ما تقدم مجتمعا.
وإعلامنا ـ إن صح وجود شيء بهذا المسمى ـ لا يناقش مثل هذه القضايا، وليس معنيا حتى بتقديم قدوات صالحة للأجيال التي يسهل «إغواؤها».
ولو قدر أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه القضايا من خلال البرامج أو الأعمال الدرامية فإني أكاد أتخيل شكل الطريقة البدائية والمباشرة والسقيمة التي سيتم استخدامها في هكذا برامج أو أعمال.
ستقدم بطريقة تجعل الهجرة خيارا منطقيا حتى بالنسبة لي أنا الذي لا أفكر في الخروج إلى فناء المنزل ما لم يكن هنالك أمر جلل. فكيف بمن كانت توسوس له نفسه بالهجرة أو الالتحاق بجماعة منحلة هنا أو متطرفة هناك.
ومن عجائب البرامج «الحوارية» في قنواتنا أنهم يجمعون عددا من الضيوف ـ غالبا نفس الأسماء ـ لكي «يناقشوا» قضية ما، أو الحديث عن مشكلة أو قضية ما، ثم تجد أن هذا الجمع المبارك الذين يتحاورون يرددون جميعهم نفس العبارات ونفس الكلمات ولديهم نفس التوجهات، الاختلافات المسموح بها في تلك البرامج تكون في أوزان الضيوف وأطوالهم أو ألوان ثيابهم، وإلى حد ما نبرات أصواتهم، أما آراؤهم فإنها واحدة متشابهة مصنوعة في قالب واحد يقول نفس العبارات أيا كانت القضية التي يناقشونها.
والحقيقة أني لا أعلم ـ مرة أخرى ـ هل يعلم القائمون على هذه البرامج أنها محل سخرية وتندر، وأنها لا تقدم حلولا ولا حتى مجرد مادة جاذبة عديمة الفائدة، وأنه لا وزن لما يقال فيها حتى داخل الاستديو الذي يجتمعون فيه؟
وعلى أي حال..
«الاعتراف بالمشكلة أول خطوات حلها» وهذه من العبارات القديمة التي تصلح في كل وقت، وأثبتت بالفعل أنها خارطة طريق لحل كل المشكلات بكافة أنواعها. ومشكلتنا التي يفترض أن نعترف بها حالا هي أننا نخترع حلولا لمشاكل غير موجودة، ونتجاهل مشاكلنا الحقيقية، ونتحاشى المرايا.
agrni@
في الحقيقة أني لا أعلم لأنه ليس لدي نية في الهجرة مطلقا، وأجد فكرة الخروج من المنزل فكرة غير مستساغة، أما الخروج خارج الوطن فإنها تبدو غير منطقية، وهي غير منطقية بالنسبة لي بالطبع، لكنها تبدو حلا وحيدا في نظر البعض.
مشكلة مثل هذه القضايا أننا نتجاهل الحديث عنها، وحين نتحدث عنها نلبسها ثيابا ليست ثيابها فنترك المشكلة ونقفز إلى الحديث عن الآخرين الذين يكرهوننا في الغالب، لكن مع التسليم جدلا بوجود المؤامرات والمحرضين والمغرضين وبقية تلك الكائنات، إلا أننا لا نسأل السؤال المنطقي الذي يجب أن يُسأل: لماذا يسهل استهدافنا من الأساس؟!
في الحقيقة أني لا أعلم أيضا، كل ما أعلمه أن هناك مشكلة حقيقية يتم تجاهلها إما عمدا أو لأسباب تتعلق «بقلة الدبرة»، أو بالتكاسل أو التسطيح أو بكل ما تقدم مجتمعا.
وإعلامنا ـ إن صح وجود شيء بهذا المسمى ـ لا يناقش مثل هذه القضايا، وليس معنيا حتى بتقديم قدوات صالحة للأجيال التي يسهل «إغواؤها».
ولو قدر أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه القضايا من خلال البرامج أو الأعمال الدرامية فإني أكاد أتخيل شكل الطريقة البدائية والمباشرة والسقيمة التي سيتم استخدامها في هكذا برامج أو أعمال.
ستقدم بطريقة تجعل الهجرة خيارا منطقيا حتى بالنسبة لي أنا الذي لا أفكر في الخروج إلى فناء المنزل ما لم يكن هنالك أمر جلل. فكيف بمن كانت توسوس له نفسه بالهجرة أو الالتحاق بجماعة منحلة هنا أو متطرفة هناك.
ومن عجائب البرامج «الحوارية» في قنواتنا أنهم يجمعون عددا من الضيوف ـ غالبا نفس الأسماء ـ لكي «يناقشوا» قضية ما، أو الحديث عن مشكلة أو قضية ما، ثم تجد أن هذا الجمع المبارك الذين يتحاورون يرددون جميعهم نفس العبارات ونفس الكلمات ولديهم نفس التوجهات، الاختلافات المسموح بها في تلك البرامج تكون في أوزان الضيوف وأطوالهم أو ألوان ثيابهم، وإلى حد ما نبرات أصواتهم، أما آراؤهم فإنها واحدة متشابهة مصنوعة في قالب واحد يقول نفس العبارات أيا كانت القضية التي يناقشونها.
والحقيقة أني لا أعلم ـ مرة أخرى ـ هل يعلم القائمون على هذه البرامج أنها محل سخرية وتندر، وأنها لا تقدم حلولا ولا حتى مجرد مادة جاذبة عديمة الفائدة، وأنه لا وزن لما يقال فيها حتى داخل الاستديو الذي يجتمعون فيه؟
وعلى أي حال..
«الاعتراف بالمشكلة أول خطوات حلها» وهذه من العبارات القديمة التي تصلح في كل وقت، وأثبتت بالفعل أنها خارطة طريق لحل كل المشكلات بكافة أنواعها. ومشكلتنا التي يفترض أن نعترف بها حالا هي أننا نخترع حلولا لمشاكل غير موجودة، ونتجاهل مشاكلنا الحقيقية، ونتحاشى المرايا.
agrni@