إلى وزير التعليم
الاحد / 30 / ربيع الثاني / 1440 هـ - 19:15 - الاحد 6 يناير 2019 19:15
لا نقول لوزير التعليم هنيئا لك، لكننا نقول أفضل من ذلك: أعانك الله وسدد خطاك. فالمهمة صعبة والحمل ثقيل وكثير من الناقدين لا يعرفون أن التعليم في كل أنحاء العالم كان قضية من قبل، وهو قضية الآن وسيصبح قضية مهما تغير كرسي الوزارة والشخص الذي يشغله، فهو كرسي ساخن وسيبقى كذلك.
أقول هذا من واقع التجربة التي خضتها لعقود ولا زلت. ونعرف جيدا أن التغيير في التعليم يأخذ وقتا طويلا، فأي مشروع يبدأ الآن لن نرى نتائجه إلا بعد أربع سنوات على الأقل، وفي بعض المشروعات أكثر من ذلك، إضافة إلى أن وزارتك يا معالي الوزير كان يشغلها أربعة وزراء، فهي وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي، والرئاسة العامة لتعليم البنات، والمؤسسة العامة للتعليم المهني والتدريب الفني. وعندما كانت أربع وزارات لم تخل أي منها من النقد، وفي أحيان كثيرة كان النقد حادا أو غير هادف وغير موضوعي، وفي بعض الأحيان كان صادرا عن جهل. لكن في الأخير المجتمع معه حق، فهو يريد تعليما وتربية يتماشيان مع ما ينفق على التعليم. واسمح لي يا معالي الوزير أن أهمس في أذنك ببعض الكلمات التي أسأل الله أن يكون فيها ما يضيء دربك:
أولا: لعلك تعرف أن من سبقوك كانت لهم إنجازات صرفت عليها المليارات، ومهما كانت وجهة نظرك أو نظر مساعديك أرجو أن تبدأ من حيث انتهوا، وألا تلغي تلك المشروعات، بل يمكنك تطويرها أو تغيير مساراتها أو تحديثها، لأن إلغاءها مضيعة للوقت والجهد والمال.
ثانيا: الميدان والميدان ثم الميدان. العاملون في الميدان هم الأدرى بمشكلاته، وهم الأقدر على حلها وهم الأجدر بتحمل المسؤولية. ولا يمكن للوزارة على بعد آلاف الكيلومترات أن تحل مشكلات لأن ذلك يبعث رسالة امن هم بالميدان بأنهم ليسوا مسؤولين، وأن الحلول لا تعنيهم وأن عليهم فقط التنفيذ، وهذا إحباط للميدان. لا بد من مشاركة الميدان في القرارات وتنفيذها.
ثالثا: لماذا تستمر الوزارة في عمل مشروعات نوعية تصرف عليها مئات الملايين وتتحمس في تنفيذها وعندما تصل للميدان نرى الحماس ضعيفا أو لا يكاد يرى؟! فتفشل لهذا السبب مشروعات الوزارة ولا نرى لها أثرا يذكر. ما ذكر في «ثانيا» أعلاه قد يكون جزءا من الأسباب. لكن لا بد من دراسة هذه الظاهرة.
رابعا: هناك مشروعات نوعية صرفت عليها الوزارة أموالا طائلة أثبتت جدواها مثل «التقويم الشامل للمدرسة» الذي يعد بمثابة «الاعتماد المدرسي» الذي بني على نظام علمي يتطابق مع أنظمة التعليم في المملكة، مع الاستفادة من أنظمة عالمية ثبت نجاحها مثل نظام OFSTED في بريطانيا. نتساءل يا معالي الوزير عن سبب عدم وجوده! اسأل الميدان عن جدواه، هذا النظام نجح ببساطة لأنه أشرك الميدان بشكل علمي فاعل فلُمس التطوير في المدرسة نتيجة هذا النظام.
خامسا: تقوم الوزارة بأعمال نوعية ومشروعات ذات جدوى، وفي الوقت نفسه تكلف شركة تطوير وتكلف هيئة التقويم بالأعمال نفسها، وهذا تكرار فيه هدر للجهود والأموال، وقد ترون توحيد الجهود بين هذه الجهات الثلاث.
سادسا: قامت وزارة التعليم بمشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ببناء معجم للطلاب استغرق بناؤه 13 عاما باشتراك كل المعجميين العرب، وتشرفت بإدارة جزء المرحلة المتوسطة والثانوية فيه، وتم تدشينه في الرياض من قبل رئيس المدينة والدكتور أحمد العيسى قبل سنتين، وفي الوقت نفسه دُشن في منظمة اليونيسكو في باريس، وقال المعجميون العرب في هذا المعجم «إن المملكة العربية السعودية تعد معجما بطريقة لأول مرة يعد بها معجم في تاريخ اللغة العربية». هذا المعجم يا معالي الوزير حبيس الأدراج والمفترض أن يكون في أيدي الطلاب وفق العقد المبرم مع الشركة التي طبعته.
سابعا: هناك بعض المقترحات التي يتقدم بها بعض الخبراء في التعليم لا يلتفت إليها، مثل مشروع تقدم به خبير تعليمي لتحويل نظرية تعدد الذكاء (التي تعد كل طالب في الفصل ذكيا) إلى الفصل الدراسي، مما سيشكل نقلة نوعية في تاريخ التعليم.
ثامنا: أرى أن تركز في فترة قيادتك للوزارة على مشروع واحد يلمس الميدان أثره، بدلا من توزيع وبعثرة الجهود، مثل أن تأخذ المناهج أو تدريب المعلمين أو البيئة المدرسية وتقنية التعليم في المدارس، ليُلمس الأثر بشكل واضح على مستوى المملكة في المدارس وتوثق فترة قيادتك للوزارة بهذا الأثر.
هذه آراء أرجو أن تحظى بجزء من وقتك للتفكير فيها. دعاؤنا لك بالتوفيق.
أقول هذا من واقع التجربة التي خضتها لعقود ولا زلت. ونعرف جيدا أن التغيير في التعليم يأخذ وقتا طويلا، فأي مشروع يبدأ الآن لن نرى نتائجه إلا بعد أربع سنوات على الأقل، وفي بعض المشروعات أكثر من ذلك، إضافة إلى أن وزارتك يا معالي الوزير كان يشغلها أربعة وزراء، فهي وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي، والرئاسة العامة لتعليم البنات، والمؤسسة العامة للتعليم المهني والتدريب الفني. وعندما كانت أربع وزارات لم تخل أي منها من النقد، وفي أحيان كثيرة كان النقد حادا أو غير هادف وغير موضوعي، وفي بعض الأحيان كان صادرا عن جهل. لكن في الأخير المجتمع معه حق، فهو يريد تعليما وتربية يتماشيان مع ما ينفق على التعليم. واسمح لي يا معالي الوزير أن أهمس في أذنك ببعض الكلمات التي أسأل الله أن يكون فيها ما يضيء دربك:
أولا: لعلك تعرف أن من سبقوك كانت لهم إنجازات صرفت عليها المليارات، ومهما كانت وجهة نظرك أو نظر مساعديك أرجو أن تبدأ من حيث انتهوا، وألا تلغي تلك المشروعات، بل يمكنك تطويرها أو تغيير مساراتها أو تحديثها، لأن إلغاءها مضيعة للوقت والجهد والمال.
ثانيا: الميدان والميدان ثم الميدان. العاملون في الميدان هم الأدرى بمشكلاته، وهم الأقدر على حلها وهم الأجدر بتحمل المسؤولية. ولا يمكن للوزارة على بعد آلاف الكيلومترات أن تحل مشكلات لأن ذلك يبعث رسالة امن هم بالميدان بأنهم ليسوا مسؤولين، وأن الحلول لا تعنيهم وأن عليهم فقط التنفيذ، وهذا إحباط للميدان. لا بد من مشاركة الميدان في القرارات وتنفيذها.
ثالثا: لماذا تستمر الوزارة في عمل مشروعات نوعية تصرف عليها مئات الملايين وتتحمس في تنفيذها وعندما تصل للميدان نرى الحماس ضعيفا أو لا يكاد يرى؟! فتفشل لهذا السبب مشروعات الوزارة ولا نرى لها أثرا يذكر. ما ذكر في «ثانيا» أعلاه قد يكون جزءا من الأسباب. لكن لا بد من دراسة هذه الظاهرة.
رابعا: هناك مشروعات نوعية صرفت عليها الوزارة أموالا طائلة أثبتت جدواها مثل «التقويم الشامل للمدرسة» الذي يعد بمثابة «الاعتماد المدرسي» الذي بني على نظام علمي يتطابق مع أنظمة التعليم في المملكة، مع الاستفادة من أنظمة عالمية ثبت نجاحها مثل نظام OFSTED في بريطانيا. نتساءل يا معالي الوزير عن سبب عدم وجوده! اسأل الميدان عن جدواه، هذا النظام نجح ببساطة لأنه أشرك الميدان بشكل علمي فاعل فلُمس التطوير في المدرسة نتيجة هذا النظام.
خامسا: تقوم الوزارة بأعمال نوعية ومشروعات ذات جدوى، وفي الوقت نفسه تكلف شركة تطوير وتكلف هيئة التقويم بالأعمال نفسها، وهذا تكرار فيه هدر للجهود والأموال، وقد ترون توحيد الجهود بين هذه الجهات الثلاث.
سادسا: قامت وزارة التعليم بمشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ببناء معجم للطلاب استغرق بناؤه 13 عاما باشتراك كل المعجميين العرب، وتشرفت بإدارة جزء المرحلة المتوسطة والثانوية فيه، وتم تدشينه في الرياض من قبل رئيس المدينة والدكتور أحمد العيسى قبل سنتين، وفي الوقت نفسه دُشن في منظمة اليونيسكو في باريس، وقال المعجميون العرب في هذا المعجم «إن المملكة العربية السعودية تعد معجما بطريقة لأول مرة يعد بها معجم في تاريخ اللغة العربية». هذا المعجم يا معالي الوزير حبيس الأدراج والمفترض أن يكون في أيدي الطلاب وفق العقد المبرم مع الشركة التي طبعته.
سابعا: هناك بعض المقترحات التي يتقدم بها بعض الخبراء في التعليم لا يلتفت إليها، مثل مشروع تقدم به خبير تعليمي لتحويل نظرية تعدد الذكاء (التي تعد كل طالب في الفصل ذكيا) إلى الفصل الدراسي، مما سيشكل نقلة نوعية في تاريخ التعليم.
ثامنا: أرى أن تركز في فترة قيادتك للوزارة على مشروع واحد يلمس الميدان أثره، بدلا من توزيع وبعثرة الجهود، مثل أن تأخذ المناهج أو تدريب المعلمين أو البيئة المدرسية وتقنية التعليم في المدارس، ليُلمس الأثر بشكل واضح على مستوى المملكة في المدارس وتوثق فترة قيادتك للوزارة بهذا الأثر.
هذه آراء أرجو أن تحظى بجزء من وقتك للتفكير فيها. دعاؤنا لك بالتوفيق.