تفاعل

التصميم في الثقافة السعودية

عبير الوقيت
يعرف التراث على أنه الهوية التي تخبرنا عن الشعوب، وهو الثروة الكبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، ونستطيع القول بأنه تعبير عن طرق المعيشة التي طورها المجتمع وانتقلت من جيل إلى جيل، كالأماكن، العادات، الممارسات والقيم الفنية.

ولكن عندما ننظر في التفاصيل، سنجد أننا وظفنا التصميم في هويتنا السعودية بشكل واضح يعكس أهم القيم لدينا، ففي المنازل النجدية القديمة من منتصف القرن 17 تحديدا، لم يكن هناك منزل يخلو من التصاميم الملونة المميزة على المدخل الخشبي المتواضع، والتي تصنع بشكل يدوي وبألوان طبيعية حتى أضفت على المنزل البهجة وسط البيئة الصحراوية، فالبيوت كلها تتشابه في التصميم لكن الباب هو المختلف، ويذكر أنها بالغالب تكون من صنع النساء، وكأنها رسالة ترحيب لكل عابر تعكس صفة الكرم والسخاء في طبيعة الشعب، أستطيع القول بأنها الواجهة التي تخلق الانطباع الأول عما في داخل هذا البيت.

ومع صعوبة الحياة بذلك الوقت وتواضع الحال والمسكن والمعيشة نستطيع القول إن المدرسة السعودية للتصميم نبعت من الثقافة العميقة والبسيطة والثرية بالتراث السعودي والتي لا نزال حتى اليوم نسعى للتعبير بها عن القيم الأصيلة لدينا، والحفاظ على ثقافتنا وتحديثها للتناسب مع عصرنا الحالي.

التصميم لغة كل الشعوب، هو الأداة التي تستخدم في صناعة الرسائل البصرية المباشرة وغير المباشرة، فعن طريقه نخلق شكلا مرئيا لأنفسنا ودولتنا وثقافتنا.