يوم اللغة العربية وإمارة منطقة مكة المكرمة
الاحد / 16 / ربيع الثاني / 1440 هـ - 19:00 - الاحد 23 ديسمبر 2018 19:00
بمناسبة يوم اللغة العربية أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة عن تخصيص موضوع مشروع «كيف نكون قدوة؟» للعام المقبل ليكون عن اللغة العربية، ووجه بتشكيل لجنة لوضع الأطر والبرامج والمشروعات التي تعنى بهذا الموضوع المهم جدا، ويأتي ذلك امتدادا لجهود الأمير في خدمة اللغة العربية، حيث تبنت مؤسسة الملك فيصل مشروع اللغة العربية وجهود الأمير عندما كان وزيرا للتربية والتعليم لدعم المعجم العربي للطلاب الذي استمر بناؤه 13 عاما، حيث اعتمده وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد، والذي دشن في يوم اللغة العربية العام الماضي في الرياض وباريس، هذا المعجم تشرفت بأن أكون رئيس فريق العمل فيه، وألقيت محاضرة في مقر اليونيسكو بباريس عنه يمكن مشاهدتها على يوتيوب، وقال عنه المعجمي التونسي البارز الدكتور محمد رشاد الحمزاوي «إن السعودية تعد معجما بطريقة لأول مرة يعد بها معجم في تاريخ اللغة العربية».
وقد احتفل العالم في 18 ديسمبر 2018 باليوم العالمي للغة العربية، وقد بدأ الاحتفال به منذ عام 1973 عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 الذي تقرر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو.
وتجري في هذا اليوم في منظمة اليونيسكو في باريس وفي جميع الدول العربية كثير من الفعاليات التي تكشف الاهتمام بهذه اللغة الفريدة بين لغات العالم. أقول الفريدة لأنها اللغة الوحيدة التي بقيت دون تغيير يذكر، دون بقية اللغات، فالطفل العربي يفهم لغة القرآن والحديث التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنا، بينما الطفل الإنجليزي أو الفرنسي على سبيل المثال لا يفهم لغة العصور الوسطى أو حتى لغة القرن الـ 18.
وللمملكة جهود كبيرة في خدمة اللغة العربية تمثلت في عدد من المجالات، منها جائزة الملك فيصل العالمية، فرع اللغة العربية، ومبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، وموسوعة الملك عبدالله العربية للمحتوى الصحي، وجائزة الملك عبدالله للترجمة، وبرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو. كما تحتفل وزارة التعليم كل عام في جميع مدارسها وجامعاتها بهذا اليوم، حيث يجري استعراض الأهمية الكبيرة لهذه اللغة ومكانتها والاستمرار في تطوير تعلمها، وتمكين جميع الطلاب من التحدث والكتابة بها بمستوى يتناسب مع أهميتها كون بلادنا هي منبع الرسالة ومهبط الوحي الذي نزل بهذه اللغة المجيدة.
وكما رأينا كثافة الجهود التي تبذلها بلادنا في خدمة اللغة العربية إلا أنني أرى أنها لا تنعكس إيجابيا على مجتمعنا بكل فئاته من طلاب وموظفين وغيرهم وعلى كتابتهم وحديثهم. وهذه مشكلة أرى أن تجري دراستها بشكل علمي حتى نضع أيدينا على الخلل، ونضع الحلول لتجد تلك الجهود ثمارها تحدثا وكتابة في مجتمعنا.
كما أرى ثانيا أن علينا واجبا كبيرا في تعليم العمالة الوافدة اللغة العربية، مستغلين وجودهم بيننا، بهدف زيادة تفقههم في دينهم، وكذلك لتكريس التواصل الإيجابي الذي ينتج عنه مزيد من التفاهم، ونشر مثل التسامح والمحبة والسلام بين شعوب ودول العالم، وثالثا بهدف أن يعودوا إلى بلدانهم لتعليم أقاربهم ومجتمعاتهم هذه اللغة، فيفقهوا دينهم بتعليمهم سلامة قراءة القرآن وبقية أمور دينهم التي رأينا أن بعضهم لا يحسنها.
وخلاصة القول، أسأل الله التوفيق والسداد للمشروع الجديد لخدمة اللغة العربية الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل ضمن مشروع «كيف نكون قدوة؟»، وأن يكون التفاعل معه بالمستوى الذي يحقق طموحات القيادة، وأرى أن يوم اللغة العربية مناسبة مهمة نراجع فيها جهودنا الكبيرة، فنعزز ما نجح منها ونواصل النجاح فيه، ونعالج ما لم ينجح بمعرفة أسباب عدم نجاحه ونعالجها، فبلادنا لها جهود كبيرة في هذا المجال، وجهودنا لا بد أن تكون بمستوى هذه الحقائق التي نعتز بها.
Dralkhabti@
وقد احتفل العالم في 18 ديسمبر 2018 باليوم العالمي للغة العربية، وقد بدأ الاحتفال به منذ عام 1973 عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 الذي تقرر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو.
وتجري في هذا اليوم في منظمة اليونيسكو في باريس وفي جميع الدول العربية كثير من الفعاليات التي تكشف الاهتمام بهذه اللغة الفريدة بين لغات العالم. أقول الفريدة لأنها اللغة الوحيدة التي بقيت دون تغيير يذكر، دون بقية اللغات، فالطفل العربي يفهم لغة القرآن والحديث التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنا، بينما الطفل الإنجليزي أو الفرنسي على سبيل المثال لا يفهم لغة العصور الوسطى أو حتى لغة القرن الـ 18.
وللمملكة جهود كبيرة في خدمة اللغة العربية تمثلت في عدد من المجالات، منها جائزة الملك فيصل العالمية، فرع اللغة العربية، ومبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، وموسوعة الملك عبدالله العربية للمحتوى الصحي، وجائزة الملك عبدالله للترجمة، وبرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو. كما تحتفل وزارة التعليم كل عام في جميع مدارسها وجامعاتها بهذا اليوم، حيث يجري استعراض الأهمية الكبيرة لهذه اللغة ومكانتها والاستمرار في تطوير تعلمها، وتمكين جميع الطلاب من التحدث والكتابة بها بمستوى يتناسب مع أهميتها كون بلادنا هي منبع الرسالة ومهبط الوحي الذي نزل بهذه اللغة المجيدة.
وكما رأينا كثافة الجهود التي تبذلها بلادنا في خدمة اللغة العربية إلا أنني أرى أنها لا تنعكس إيجابيا على مجتمعنا بكل فئاته من طلاب وموظفين وغيرهم وعلى كتابتهم وحديثهم. وهذه مشكلة أرى أن تجري دراستها بشكل علمي حتى نضع أيدينا على الخلل، ونضع الحلول لتجد تلك الجهود ثمارها تحدثا وكتابة في مجتمعنا.
كما أرى ثانيا أن علينا واجبا كبيرا في تعليم العمالة الوافدة اللغة العربية، مستغلين وجودهم بيننا، بهدف زيادة تفقههم في دينهم، وكذلك لتكريس التواصل الإيجابي الذي ينتج عنه مزيد من التفاهم، ونشر مثل التسامح والمحبة والسلام بين شعوب ودول العالم، وثالثا بهدف أن يعودوا إلى بلدانهم لتعليم أقاربهم ومجتمعاتهم هذه اللغة، فيفقهوا دينهم بتعليمهم سلامة قراءة القرآن وبقية أمور دينهم التي رأينا أن بعضهم لا يحسنها.
وخلاصة القول، أسأل الله التوفيق والسداد للمشروع الجديد لخدمة اللغة العربية الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل ضمن مشروع «كيف نكون قدوة؟»، وأن يكون التفاعل معه بالمستوى الذي يحقق طموحات القيادة، وأرى أن يوم اللغة العربية مناسبة مهمة نراجع فيها جهودنا الكبيرة، فنعزز ما نجح منها ونواصل النجاح فيه، ونعالج ما لم ينجح بمعرفة أسباب عدم نجاحه ونعالجها، فبلادنا لها جهود كبيرة في هذا المجال، وجهودنا لا بد أن تكون بمستوى هذه الحقائق التي نعتز بها.
Dralkhabti@