تفاعل

الإشراف التربوي والتدريب

أحمد باتل الشمري
من المعلوم أن عملية الإشراف التربوي عملية فنية تسعى لتحسين عملية التعليم والتعلم، وهي عملية تربوية تساعد على النمو المهني لتوفير الفرص لنمو كل من المعلم والطالب وفق الإمكانات والقدرات المتاحة، ولا يخفى على الجميع دور المشرف التربوي في عملية تشخيص الواقع، حيث يقع على عاتقه العبء الأكبر في عملية تطبيق النظام وتفعيله بالطرق المثلى وتطويره قدر الإمكان.

إن ما دعاني لكتابة هذه الأسطر ليس التعريف بالمشرف التربوي ومهامه التي لا تخفى على الجميع، ولكن للتحدث عن نقطة جوهرية في الميدان التربوي وهي التدريب (ليس كل مشرف مدربا). إن التدريب مهارة وقدرة ولا تتوفران لدى الجميع، فالإشراف بمجمله يختلف تماما عن مفهوم ومهام التدريب، وإقحام المشرف التربوي بعملية التدريب أثقلت كاهله وبددت جهوده وصرفته عن مهامه الإشرافية التي في نظري هي الأساس في نمو العملية التعليمية وتطويرها.

التدريب لا يقل أهمية عن الإشراف التربوي، فلو تم مثلا اختيار مجموعة من المشرفين والمعلمين من كل تخصص، ممن لديهم القدرة والاستعداد الكامل للتدريب في كل إدارة تعليمية وابتعاثهم لتأهيلهم وإعدادهم الإعداد الجيد للتدريب في مختلف التخصصات، وكذلك إعفاءهم من المهام الأخرى وتفريغهم تحت مسمى «مشرف مدرب»، لكانت النتائج مبهرة، ولحصلنا على معلمين متمكنين مدربين على أيدي اختصاصيين لكل مادة تعليمية، وبذلك يتفرغ المشرفون لأعمالهم الإشرافية، وتقل الأعباء عنهم التي أظهرتهم بشكل منهك وأداء أقل كفاءة عما كانوا عليه سابقا.