ارتفاع سعر البر بالأسلاف..!
سنابل موقوتة
الخميس / 13 / ربيع الثاني / 1440 هـ - 18:45 - الخميس 20 ديسمبر 2018 18:45
مع أني عديم الفهم بشكل مطلق ومثير للإعجاب ـ إعجابي بالطبع ـ فيما يخص الأرقام والموازنات والاقتصاد، إلا أني لا أخفي سعادتي بأرقام الميزانية السعودية الأخيرة، لدي صديق يفهم في هذه الأمور جيدا وقد شرح لي باستفاضة أسباب سعادته بهذه الأرقام، وأنه متفائل جدا بغد أفضل وأجمل، وقد سعدت معه وتفاءلت وأجلت الفهم إلى وقت لاحق.
فأنا حريص على علاقتي بأصدقائي الذين يفهمون أكثر من حرصي على الفهم.
ربما كانت نقطة الخلاف التي لم أستطع الإيمان بها إيمانا مطلقا هي فيما يتعلق بأسعار الوقود، والحديث عن مراجعة أسعار البنزين في العام القادم الذي يطل برأسه من مكان قريب.
صديقي الفاهم يقول إنه لا مبرر للزيادة، وإن هذه المراجعة تعني ضرورة خفض أسعاره، وساق مبررات لم تقنعني كثيرا. أما أنا فلم أهتم للأمر كثيرا، ولا مشكلة لدي في أن يصبح الوقود لدينا هو الأعلى عالميا، فالصدارة أمر مميز لا شك ولا ريب، ثم إني لا أعتمد على البنزين ولا على السيارة في تنقلاتي. أنا أذهب إلى العمل مستخدما وسائل النقل العامة وقطارات الأنفاق، وأعود في المساء بواسطة الطيران الشراعي، وأحيانا مستخدما مركبتي الفضائية التي تعتمد على الوقود الحيوي الصديق للبيئة. وأظن الكثير مثلي يفعلون ذلك، أو يستخدمون دراجاتهم الهوائية حيث
الأجواء الرائعة والطرق المعدة لها في كل مكان تساعد كثيرا على كون الدراجة وسيلة تنقل رائعة وصحية، لا أعلم لماذا يصرون على أسعار منخفضة للوقود مع أن وسائل النقل العامة الكثيرة والمتوفرة والمتنوعة تغنيهم عن كل هذا.
صحيح أن دول العالم التي لديها أسعار مرتفعة للوقود فعلت ذلك بعد أن وفرت وسائل نقل عامة ومتاحة للجميع، ولكن مسألة التراتبية هذه غير مهمة كثيرا، يمكن أن نرفع الأسعار الآن ثم نوفر وسائل النقل العام فيما بعد.
ثم إن كثيرا من المعترضين على رفع أسعار الوقود ـ هداهم الله ـ يتجاهلون وجود قطارات للأنفاق ووسائل نقل عامة ستكون متاحة قريبا لسكان مدينة الرياض. والامتعاض من عدم وجودها في مدنهم ليس مبررا، فالرياض هي العاصمة، وبما أنه قد توفر لسكانها وسائل نقل فلا مشكلة أن يدفع سكان بقية المدن ممن لم يتوفر لديهم ذلك أسعارا أعلى للوقود.
وعلى أي حال..
سبب آخر يدفعني للاقتناع أكثر برفع أسعار القود، وهو أن هذا النفط هو بقايا أجساد أجدادنا من الكائنات الحية التي عاشت على هذه الأرض قبل ملايين السنين، ولا يرضيني أن يباع رفاتهم المستخرج من باطن الأرض بثمن بخس دراهم معدودة، والشعوب التي لا يعجبها ارتفاع أسعار الوقود وتحتج بسبب ذلك إنما يفعلون ذلك لأنهم مجتمعات متفككة لا تؤمن بأهمية صلة الرحم، وأهلها ليسوا بارين بالأسلاف والأجداد الذين أصبحوا وقودا. فجزى الله وزارة الطاقة عنا كل خير.
agrni@
فأنا حريص على علاقتي بأصدقائي الذين يفهمون أكثر من حرصي على الفهم.
ربما كانت نقطة الخلاف التي لم أستطع الإيمان بها إيمانا مطلقا هي فيما يتعلق بأسعار الوقود، والحديث عن مراجعة أسعار البنزين في العام القادم الذي يطل برأسه من مكان قريب.
صديقي الفاهم يقول إنه لا مبرر للزيادة، وإن هذه المراجعة تعني ضرورة خفض أسعاره، وساق مبررات لم تقنعني كثيرا. أما أنا فلم أهتم للأمر كثيرا، ولا مشكلة لدي في أن يصبح الوقود لدينا هو الأعلى عالميا، فالصدارة أمر مميز لا شك ولا ريب، ثم إني لا أعتمد على البنزين ولا على السيارة في تنقلاتي. أنا أذهب إلى العمل مستخدما وسائل النقل العامة وقطارات الأنفاق، وأعود في المساء بواسطة الطيران الشراعي، وأحيانا مستخدما مركبتي الفضائية التي تعتمد على الوقود الحيوي الصديق للبيئة. وأظن الكثير مثلي يفعلون ذلك، أو يستخدمون دراجاتهم الهوائية حيث
الأجواء الرائعة والطرق المعدة لها في كل مكان تساعد كثيرا على كون الدراجة وسيلة تنقل رائعة وصحية، لا أعلم لماذا يصرون على أسعار منخفضة للوقود مع أن وسائل النقل العامة الكثيرة والمتوفرة والمتنوعة تغنيهم عن كل هذا.
صحيح أن دول العالم التي لديها أسعار مرتفعة للوقود فعلت ذلك بعد أن وفرت وسائل نقل عامة ومتاحة للجميع، ولكن مسألة التراتبية هذه غير مهمة كثيرا، يمكن أن نرفع الأسعار الآن ثم نوفر وسائل النقل العام فيما بعد.
ثم إن كثيرا من المعترضين على رفع أسعار الوقود ـ هداهم الله ـ يتجاهلون وجود قطارات للأنفاق ووسائل نقل عامة ستكون متاحة قريبا لسكان مدينة الرياض. والامتعاض من عدم وجودها في مدنهم ليس مبررا، فالرياض هي العاصمة، وبما أنه قد توفر لسكانها وسائل نقل فلا مشكلة أن يدفع سكان بقية المدن ممن لم يتوفر لديهم ذلك أسعارا أعلى للوقود.
وعلى أي حال..
سبب آخر يدفعني للاقتناع أكثر برفع أسعار القود، وهو أن هذا النفط هو بقايا أجساد أجدادنا من الكائنات الحية التي عاشت على هذه الأرض قبل ملايين السنين، ولا يرضيني أن يباع رفاتهم المستخرج من باطن الأرض بثمن بخس دراهم معدودة، والشعوب التي لا يعجبها ارتفاع أسعار الوقود وتحتج بسبب ذلك إنما يفعلون ذلك لأنهم مجتمعات متفككة لا تؤمن بأهمية صلة الرحم، وأهلها ليسوا بارين بالأسلاف والأجداد الذين أصبحوا وقودا. فجزى الله وزارة الطاقة عنا كل خير.
agrni@