تحدي صغار الغاوين..!
سنابل موقوتة
الثلاثاء / 11 / ربيع الثاني / 1440 هـ - 21:00 - الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 21:00
في البداية سأشكر وزارة الإعلام كثيرا، وسأفعل ذلك اليوم لأني ربما سأفعل شيئا غير ذلك في مقال آخر، وقد يصرف الله نظر الرقيب بما في هذا عما سيأتي في ذاك.
تبني وزارة الإعلام لتحدي الإلقاء للأطفال كان عملا جميلا وغير متوقع، وأعني بغير متوقع أني كنت أنتظر أن تفعل ذلك وزارة الثقافة، ولكن في كل خير، وهما وزارتان لم تنفصلا إلا قريبا، ولذلك قد يكون «كيسهما» لا زال واحدا، و«الطارف سديد» كما يقال في المثل الجنوبي.
ونجاح هذه المسابقة وإن عززه تبني وزارة الإعلام مشكورة، إلا أن أساسه هو وجود هذا العدد من الصغار الذين يحبون اللغة العربية وقصائدها ويحسنون الإلقاء والخطابة في زمن غربة اللغة. هذا نجاح مبهج بعيدا عن الجوائز وأسماء الفائزين، فكل طفل اشترك في هذه المسابقة فائز، وصوته مدعاة للبهجة والاحتفال والاحتفاء. ولم يكن هدف المسابقة هو الفوز، المشاركة كانت الهدف الأول والأخير وما بينهما.
أحببت هؤلاء الأطفال جميعا لأني رأيت فيهم العالم الموازي، العالم الخفي الذي لا يغزو الإعلام ووسائل التواصل في زمن الألعاب الالكترونية والمصطلحات الهابطة التي تصاحبها. أطفال تحدي الإلقاء كانوا أطفالا أقرب إلى الواقع، موهبتهم وحدها هي أبرز ما تجده في مقاطعهم المصورة، بعيدا عن الأطفال الملطخين بالمساحيق التجميلية والذين تتعامل معهم جل البرامج التلفزيونية لا كأطفال ولا كمواهب، بل كأدوات تسويقية لا أكثر.
أما موقع أدب فشهادتي فيه مجروحة جرحا مبرحا لأني واحد من أسرته الذين شهدوا بدايته كفكرة كانت تبدو حينها فكرة حمقاء، لكننا كنا في تلك الأيام نحب الحماقة كثيرا فقررنا أن نمضي قدما، وأشعر بالامتنان لكل الذين عشت معهم في هذا الحلم مذ كان في المهد، وفي مقدمتهم كبيرهم الذي علمهم الغواية يوسف العيان، وعبدالله السفياني الذي كان وحده لجنة التحكيم، والذي قدر له أن يقرأ الآلاف من النصوص التي قد تتسبب قراءة بعضها في كراهية اللغة والأدب والشعر وحتى الكلام. ثم رانيا منير التي كنا نشك أحيانا في كونها كائنا بشريا للجهد الذي كانت تقوم به. وكثير من الغاوين عملوا لتكون الموسوعة العالمية للشعر العربي حقيقة ومرجعا وواقعا.
وعلى أي حال..
أتمنى أن تستمر هذه المسابقة تلقائية عفوية جميلة بعيدا عن البهرجة، وأظن أن من أهم جوائزها غير المعلنة خلق ذكريات جميلة لدى هؤلاء الأطفال، ستعلق مشاركاتهم بأذهانهم طويلا، وقد تكون سببا في تحديد أي طريق سيسلكونه في المستقبل الذي سيكون جميلا كلتغة الحروف في كلماتهم.
agrni@
تبني وزارة الإعلام لتحدي الإلقاء للأطفال كان عملا جميلا وغير متوقع، وأعني بغير متوقع أني كنت أنتظر أن تفعل ذلك وزارة الثقافة، ولكن في كل خير، وهما وزارتان لم تنفصلا إلا قريبا، ولذلك قد يكون «كيسهما» لا زال واحدا، و«الطارف سديد» كما يقال في المثل الجنوبي.
ونجاح هذه المسابقة وإن عززه تبني وزارة الإعلام مشكورة، إلا أن أساسه هو وجود هذا العدد من الصغار الذين يحبون اللغة العربية وقصائدها ويحسنون الإلقاء والخطابة في زمن غربة اللغة. هذا نجاح مبهج بعيدا عن الجوائز وأسماء الفائزين، فكل طفل اشترك في هذه المسابقة فائز، وصوته مدعاة للبهجة والاحتفال والاحتفاء. ولم يكن هدف المسابقة هو الفوز، المشاركة كانت الهدف الأول والأخير وما بينهما.
أحببت هؤلاء الأطفال جميعا لأني رأيت فيهم العالم الموازي، العالم الخفي الذي لا يغزو الإعلام ووسائل التواصل في زمن الألعاب الالكترونية والمصطلحات الهابطة التي تصاحبها. أطفال تحدي الإلقاء كانوا أطفالا أقرب إلى الواقع، موهبتهم وحدها هي أبرز ما تجده في مقاطعهم المصورة، بعيدا عن الأطفال الملطخين بالمساحيق التجميلية والذين تتعامل معهم جل البرامج التلفزيونية لا كأطفال ولا كمواهب، بل كأدوات تسويقية لا أكثر.
أما موقع أدب فشهادتي فيه مجروحة جرحا مبرحا لأني واحد من أسرته الذين شهدوا بدايته كفكرة كانت تبدو حينها فكرة حمقاء، لكننا كنا في تلك الأيام نحب الحماقة كثيرا فقررنا أن نمضي قدما، وأشعر بالامتنان لكل الذين عشت معهم في هذا الحلم مذ كان في المهد، وفي مقدمتهم كبيرهم الذي علمهم الغواية يوسف العيان، وعبدالله السفياني الذي كان وحده لجنة التحكيم، والذي قدر له أن يقرأ الآلاف من النصوص التي قد تتسبب قراءة بعضها في كراهية اللغة والأدب والشعر وحتى الكلام. ثم رانيا منير التي كنا نشك أحيانا في كونها كائنا بشريا للجهد الذي كانت تقوم به. وكثير من الغاوين عملوا لتكون الموسوعة العالمية للشعر العربي حقيقة ومرجعا وواقعا.
وعلى أي حال..
أتمنى أن تستمر هذه المسابقة تلقائية عفوية جميلة بعيدا عن البهرجة، وأظن أن من أهم جوائزها غير المعلنة خلق ذكريات جميلة لدى هؤلاء الأطفال، ستعلق مشاركاتهم بأذهانهم طويلا، وقد تكون سببا في تحديد أي طريق سيسلكونه في المستقبل الذي سيكون جميلا كلتغة الحروف في كلماتهم.
agrni@