الرأي

الحشد الشعبي والالتفاف على العقوبات

تحكمت إيران بالمشهد الأمني والسياسي في العراق عبر تأسيس الحشد الشعبي الذي كان هدفه (المعلن) طرد داعش من الأراضي العراقية، فتم تدريب آلاف المتطوعين بقيادة الجنرال قاسم سليماني وضباط بالحرس الثوري. نجح التنظيم في استعادة بعض المناطق وطرد داعش منها، وتحقيق استراتيجية إيرانية الهوى هدفها التغيير الديموغرافي للعشائر السنية في محافظات عدة، مثل بعقوبة وتكريت والأنبار وديالى، لتشتيت المركزية السنية واستبدالها بسكان يؤمنون بولاية الفقيه.

حاليا، تسعى الحكومة الإيرانية بضغط التيارات العراقية الموالية لها الالتفاف على العقوبات الأمريكية عبر الحشد الشعبي، فقد طالب قيس الخزعلي زعيم فصيل عصائب أهل الحق المدعوم من إيران أخيرا بأن تضطلع قوات الحشد الشعبي بدور رسمي في تأمين الحدود مع سوريا، حيث تهدف طهران عبر هذا الممر الاستراتيجي إلى فتح طريق آمن لها إلى دمشق والضاحية الجنوبية في لبنان، تسعى من خلاله إلى التهرب من العقوبات الأمريكية اقتصاديا وتمكين حزب الله عسكريا دون رقيب. ولكن هذا لم يغب عن الحكومة العراقية ومقتدى الصدر، حيث أعلن حزب «سائرون» سابقا عن وجود محاولات من قوى سياسية لتوجيه الحشد الشعبي وفق إرادتها لتحقيق مكاسب خاصة، وأهمية دمج منتسبيه ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، لضمان استقلالية القرار الأمني العراقي دون أي تدخلات إيرانية.

أما الولايات المتحدة، فقد بينت للحكومة العراقية أهمية إزالة الحشد الشعبي كشرط لاستثناء البلاد من تطبيق العقوبات الأمريكية ضد إيران، وردت حكومة طهران عبر لقاء المرشد الأعلى آية الله خامنئي مع رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، حيث شدد الأول على أهمية المحافظة على الحشد الشعبي، وعده أنموذجا ناجحا للعراق والعراقيين.

الحل الاستراتيجي لقضية إيران وتدخلاتها في الدول الإسلامية المختلفة ليس سياسيا فقط، وإنما هو فكري وعقائدي أيضا، فهناك مدارس فقهية عدة ترى أن ولاية الفقيه الكاملة بقراءتها الخمينية دخيلة على مجتمعاتها، وهذه المجادلات موجودة في الكتب والمراجع ولها نصيب من اختلاف ودفع وجذب بين الفقهاء خلال القرون الماضية، لكنها ظهرت على نطاق التطبيق بعد الثورة الخمينية واعتمادها بصرامة، لذا من الحكمة احتواء العرب الشيعة من خلال دعم المراجع الدينية المستقلة التي تخالف عقيدة ولاية الفقيه المتطرفة وطاعته المطلقة، لتساعد على مواجهة التمدد الإيراني الذي يهدف إلى إعادة إحياء روح الإمبراطورية، متخذا نشر الإيمان بالتشيع الثوري الخميني وسيلة لتحقيق مرادها الإقليمي القومي.

• ظهرت مطالبات بأن تضطلع قوات الحشد الشعبي بدور رسمي في تأمين الحدود مع سوريا

• تهدف طهران من ورائه لفتح طريق آمن لها إلى دمشق والضاحية الجنوبية في لبنان، للتهرب من العقوبات الأمريكية

• أمريكا اشترطت تفكيك الحشد الشعبي لاستثناء العراق من العقوبات الأمريكية ضد إيران

• خامنئي يرفض

ما الحل؟

دعم المراجع الدينية المستقلة التي تخالف عقيدة ولاية الفقيه المتطرفة وطاعته المطلقة، والتي ستفكك الحشد وغيره من الفصائل المتطرفة من الداخل

@ReaderRiy