كوارث مناخية منتظرة تجبر العالم على تغيير سياساته
اختفاء مدن وجزر وزيادة معاناة الدول الفقيرة واشتعال الحروب بسبب المياه
السبت / 16 / ربيع الأول / 1440 هـ - 01:45 - السبت 24 نوفمبر 2018 01:45
تواجه دول العالم كوارث طبيعية بلا حصر خلال السنوات المقبلة، في ظل التغير المناخي الكبير الذي سيجبر الدول على تغيير سياساتها الاقتصادية وإعادة تشكيل علاقاتها الدولية، مما سيدفع إلى تحرك دولي لتدارك الأمر، بعد أن تجاوزت نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون 410 جزيئات لكل مليون، وهي أعلى نسبة منذ مليون سنة تقريبا، وارتفع متوسط درجة حرارة الأرض إلى 1.2 درجة مئوية وستحدث المشكلة إذا استمر الارتفاع وتجاوز درجتين مئويتين، وذلك بحسب مجلة فورين أفيرز الأمريكية.
وتشير توقعات العلماء إلى ارتفاع معدل درجات الحرارة بمتوسط درجتين مئويتين إلى فشل التعامل مع الانبعاثات، مما سيزيد من معدل حدوث الفيضانات إلى الضعف، وستصبح الكوارث الطبيعية أمرا معتادا، وسينتج عنه كذلك عدد من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية
فشل التوقعات المناخية
مع بداية الألفية الجديدة أصبح التغير المناخي شديد الوضوح، فشهد العالم في الشتاء الماضي ارتفاعا في درجة حرارة المحيط الهادئ بمقدار 25 درجة مئوية عن الطبيعي، إضافة إلى ظواهر غريبة في أماكن عدة، ربط العلماء بعضها بالتغير المناخي، لكن بقيت ظواهر أخرى بلا تفسير، وأصبح خبراء الأرصاد الجوية يخطئون في توقعاتهم، فعند توقع هطول الأمطار يحدث جفاف شديد، أما هطول الأمطار فيحدث دفعة واحدة كما حدث مع إعصار هارفي، ومع ازدياد عنف الرياح ومنسوب البحار أصبحت حركات المد والجزر مدمرة للبنى التحتية الساحلية، مثلما حدث في ميامي، مما تطلب تثبيت أنظمة صرف مياه العواصف التي كلفت مئات الملايين من الدولارات.
ويتوقع العلماء أن يرتفع منسوب البحار مما سيدمر كثيرا من البلدان والجزر الصغيرة، ويلوث مياه الشرب فيها، وذلك بحلول عام 2050، وسيدفع هذا الخطر الدول الكبرى إلى تغيير سياساتها، لتحمي المليارات من البشر، فضلا عن البنى التحتية العرضة للدمار بسبب التغير المناخي، وقد توظف الدول مواردها العسكرية للمشاركة في الإنقاذ، وإعادة بناء المناطق المدمرة، مما سيشغلها عن شن الحروب في الخارج، وهذه التكلفة بإمكان الدول الكبرى تحملها ولكن الدول الفقيرة ستعاني.
اختفاء الجزر والمدن
أصبحت بعض الجزر مهددة بالاختفاء بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، ويقابل ذلك تدمير دول أخرى نتيجة الجفاف، وسيؤدي تغير المناخ إلى عدم كفاية الأمطار وبالتالي فساد المحاصيل الزراعية، وعدم كفاية المياه لتلبية الاحتياجات البشرية.
ويتوقع العلماء أن يجعل تغير المناخ اختفاء الدول ظاهرة مألوفة خلال القرن المقبل رغم أن ذلك لم يحدث منذ عام 1945، إذ إن تسرب المياه المالحة والعواصف يجعلان عددا من الجزر غير صالحة للسكن، الأمر نفسه ينطبق على المدن، حيث إن انخفاض الإنتاج الزراعي سيجبر الناس على الانتقال من الريف إلى المدن، أو إلى دول أخرى، وستظهر الحاجة إلى إعادة توطين عشرات الآلاف من الأشخاص.
المياه تشعل الحروب
سيزيد التغير المناخي من حدة التوترات الدولية، فحذر المحللون مرارا من حروب المياه الوشيكة، وعلى الرغم من تمكن الدول من حل معظم النزاعات سلميا حتى الآن، إلا أن التعاون السلمي سيكون أكثر صعوبة في المستقبل، فعلى سبيل المثال بدأت إثيوبيا ببناء سد ضخم على نهر النيل من أجل الري وتوليد الطاقة الأمر الذي من شأنه إشعال الخلافات بسبب التأثير في حصة كل من مصر والسودان من النهر، ومع ذلك فلا تزال مصر تمتلك النصيب الأكبر من النيل، مما يتطلب مفاوضات دقيقة حول تقاسم المياه، ومدى سرعة ملء إثيوبيا لخزان السد.
اشتعال الحروب حول المياه أمر محتمل جدا، لكن التوترات حول المياه بين الدول سيخلق نقاط صراع جديدة في المناطق التي تندر فيها الموارد الأخرى، وتكون السلطة فيها ضعيفة أو مفقودة.
المناخ والمعادن النادرة
وتوقعت المجلة أن تؤدي جهود الحد من انبعاثات الكربون إلى صراعات، فمع تنامي الطلب على الطاقة النظيفة، ستتخلى الدول عن الإعانات، في محاولة منها لتعزيز موقعها في الاقتصاد الأخضر، حيث أدت الإعانات القوية التي تقدمها الصين لصناعة الطاقة الشمسية إلى رد فعل عنيف من صناع الألواح الشمسية في بلدان أخرى.
ومع تزايد المخاوف من آثار تغير المناخ، ستصبح المفاوضات بين الدول أكثر حدة، وبما أن تصنيع البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية يتطلب معادن نادرة مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل، والتي توجد إلى حد كبير في أماكن تعاني من الصراعات، فإن انتشار استخدام المركبات التي تعمل بالبطاريات يمكن أن يؤدي إلى اشتعال صراع جديد على الموارد، وعلى الرغم من محاولة المصنعين ابتكار مواد جديدة، فإن مثل هذه التوترات ستزداد مع انتشار استخدام الطاقة النظيفة، فالشركات والبلدان التي تعتمد بشدة على الوقود الأحفوري ستقاوم الضغوط لإبقائها حية.
توقعات العلماء لمجلة فورين أفيرز الأمريكية:
وتشير توقعات العلماء إلى ارتفاع معدل درجات الحرارة بمتوسط درجتين مئويتين إلى فشل التعامل مع الانبعاثات، مما سيزيد من معدل حدوث الفيضانات إلى الضعف، وستصبح الكوارث الطبيعية أمرا معتادا، وسينتج عنه كذلك عدد من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية
فشل التوقعات المناخية
مع بداية الألفية الجديدة أصبح التغير المناخي شديد الوضوح، فشهد العالم في الشتاء الماضي ارتفاعا في درجة حرارة المحيط الهادئ بمقدار 25 درجة مئوية عن الطبيعي، إضافة إلى ظواهر غريبة في أماكن عدة، ربط العلماء بعضها بالتغير المناخي، لكن بقيت ظواهر أخرى بلا تفسير، وأصبح خبراء الأرصاد الجوية يخطئون في توقعاتهم، فعند توقع هطول الأمطار يحدث جفاف شديد، أما هطول الأمطار فيحدث دفعة واحدة كما حدث مع إعصار هارفي، ومع ازدياد عنف الرياح ومنسوب البحار أصبحت حركات المد والجزر مدمرة للبنى التحتية الساحلية، مثلما حدث في ميامي، مما تطلب تثبيت أنظمة صرف مياه العواصف التي كلفت مئات الملايين من الدولارات.
ويتوقع العلماء أن يرتفع منسوب البحار مما سيدمر كثيرا من البلدان والجزر الصغيرة، ويلوث مياه الشرب فيها، وذلك بحلول عام 2050، وسيدفع هذا الخطر الدول الكبرى إلى تغيير سياساتها، لتحمي المليارات من البشر، فضلا عن البنى التحتية العرضة للدمار بسبب التغير المناخي، وقد توظف الدول مواردها العسكرية للمشاركة في الإنقاذ، وإعادة بناء المناطق المدمرة، مما سيشغلها عن شن الحروب في الخارج، وهذه التكلفة بإمكان الدول الكبرى تحملها ولكن الدول الفقيرة ستعاني.
اختفاء الجزر والمدن
أصبحت بعض الجزر مهددة بالاختفاء بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، ويقابل ذلك تدمير دول أخرى نتيجة الجفاف، وسيؤدي تغير المناخ إلى عدم كفاية الأمطار وبالتالي فساد المحاصيل الزراعية، وعدم كفاية المياه لتلبية الاحتياجات البشرية.
ويتوقع العلماء أن يجعل تغير المناخ اختفاء الدول ظاهرة مألوفة خلال القرن المقبل رغم أن ذلك لم يحدث منذ عام 1945، إذ إن تسرب المياه المالحة والعواصف يجعلان عددا من الجزر غير صالحة للسكن، الأمر نفسه ينطبق على المدن، حيث إن انخفاض الإنتاج الزراعي سيجبر الناس على الانتقال من الريف إلى المدن، أو إلى دول أخرى، وستظهر الحاجة إلى إعادة توطين عشرات الآلاف من الأشخاص.
المياه تشعل الحروب
سيزيد التغير المناخي من حدة التوترات الدولية، فحذر المحللون مرارا من حروب المياه الوشيكة، وعلى الرغم من تمكن الدول من حل معظم النزاعات سلميا حتى الآن، إلا أن التعاون السلمي سيكون أكثر صعوبة في المستقبل، فعلى سبيل المثال بدأت إثيوبيا ببناء سد ضخم على نهر النيل من أجل الري وتوليد الطاقة الأمر الذي من شأنه إشعال الخلافات بسبب التأثير في حصة كل من مصر والسودان من النهر، ومع ذلك فلا تزال مصر تمتلك النصيب الأكبر من النيل، مما يتطلب مفاوضات دقيقة حول تقاسم المياه، ومدى سرعة ملء إثيوبيا لخزان السد.
اشتعال الحروب حول المياه أمر محتمل جدا، لكن التوترات حول المياه بين الدول سيخلق نقاط صراع جديدة في المناطق التي تندر فيها الموارد الأخرى، وتكون السلطة فيها ضعيفة أو مفقودة.
المناخ والمعادن النادرة
وتوقعت المجلة أن تؤدي جهود الحد من انبعاثات الكربون إلى صراعات، فمع تنامي الطلب على الطاقة النظيفة، ستتخلى الدول عن الإعانات، في محاولة منها لتعزيز موقعها في الاقتصاد الأخضر، حيث أدت الإعانات القوية التي تقدمها الصين لصناعة الطاقة الشمسية إلى رد فعل عنيف من صناع الألواح الشمسية في بلدان أخرى.
ومع تزايد المخاوف من آثار تغير المناخ، ستصبح المفاوضات بين الدول أكثر حدة، وبما أن تصنيع البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية يتطلب معادن نادرة مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل، والتي توجد إلى حد كبير في أماكن تعاني من الصراعات، فإن انتشار استخدام المركبات التي تعمل بالبطاريات يمكن أن يؤدي إلى اشتعال صراع جديد على الموارد، وعلى الرغم من محاولة المصنعين ابتكار مواد جديدة، فإن مثل هذه التوترات ستزداد مع انتشار استخدام الطاقة النظيفة، فالشركات والبلدان التي تعتمد بشدة على الوقود الأحفوري ستقاوم الضغوط لإبقائها حية.
توقعات العلماء لمجلة فورين أفيرز الأمريكية:
- تحول الكوارث الطبيعية إلى أمر معتاد
- اضطرابات اجتماعية واقتصادية
- انشغال الدول الكبرى عن الحروب
- زيادة معاناة الدول الفقيرة
- اختفاء عدد من المدن والجزر
- اندلاع حروب بسبب الصراع على المياه