السيل الشاهد العدل فصدقوه
الثلاثاء / 12 / ربيع الأول / 1440 هـ - 19:00 - الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 19:00
بعد أمطار الخير والبركة التي جاءت على ربوع المملكة في الأسابيع الماضية تبادل القراء في تويتر وغيره صورة لخط الحديد (سار) في منطقة القريات والجسر الطويل المتعلق بين جنبتي الوادي وقد أزال السيل ما قامت به الشركة المنفذة للمشروع من ردم ترابي في بطن الوادي وتعلق الجسر الحديدي بصورة معبرة، حيث امتد بين الضفتين وكأنه حبل ممدود بينهما، تلك الصورة للجسر المعلق الممتد مروعة لعدة أسباب، السبب الأول هو هذه البدائية التي نفد فيها أكبر مشروع وطني تطلع الناس إلى سرعة إنجازه ولم يمض على إنشائه أو الجزء الأهم منه أكثر من سنة، وقد كلف مليارات الريالات وصممته بالتأكيد كبريات الشركات العالمية وذات الخبرة الطويلة في بناء الخطوط الحديدية في مناطق أشد وعورة وخطورة من مناطق المملكة وطبوغرافيتها، ولم تفعل ذلك خدمة مجانية، بل أخذت مقابل تصميمها ملايين الريالات وأسند إنشاؤه هو الآخر إلى شركات ذات خبرة طويلة في مجال السكك الحديدية تعرف طبيعة الأرض التي تتعرض لعوامل الطبيعة وتأثيراتها القوية وخطورة ما يحدث في حال التقصير في مثل تلك المشاريع الدولية المعتبرة، وقد صرفت عليه أرقام فلكية معلنة ومعروفة تكلفتها، مما يضاعف محاسبة المتسبب ولا يجعل له حجة في التقصير، والشيء الغريب أن أبجديات المعرفة عند أبسط الناس علما بالأودية ومجاري السيول تجعلهم يدركون خطورتها وقدرتها على التدمير إذا لم يكن العمل بغاية الإتقان والجودة والقوة عندما يأتي السيل الذي لا بد أن يأتي يوما ما.
وكل من شاهد الردم الترابي الذي أسند عليه الخط الحديدي يعرف أنه لن يصمد لأي رشة من المطر، دعك من الصمود الدائم والمستمر والتصدي للسيول الجارفة والظروف القاسية التي يفترض أن تتعرض لها سكة الحديد أيا كان نوعها وأيا كان موقعها، فالمعروف والمشاهد في العالم أن الخطوط الحديدية يبذل في تشييدها كل الاحتمالات التي من يمكن أن تحدث على مدى الدهر، وأن تكون التصاميم مقاومة أشد المقاومة لعوامل الطبيعة.
ما شاهده الناس بعد أن جرف السيل الرمل الذي أسند عليه الخط وظهر الحديد عاريا أمام الناظرين لا يمكن وصفه بكارثة طبيعية ولا كارثة أخلاقية أيضا، ولكنه فاجعة بكل المقاييس التي يمكن أن يعبر عنها باسم الفاجعة لأن ما ظهر للعيان مما خلفه السيل وكشفه يثبت أن الذين تولوا التصميم والذين قاموا بالعمل والبناء قد تجاهلوا طبيعة الأرض وتكويناتها البارزة للعيان، أو أن المصممين والمنفذين لا يميزون بين منخفضات الأودية ومرتفعات الجبال ولا يحسنون قياس الأخطار التي يمكن أن تحدث عندما تفيض الأودية بقوتها الكاملة.
ويبقى التخمين من الذي بنى الخط بالفعل ومن الذي أشرف عليه ومن الذي يتابع خطوات التنفيذ ويطابقها على التصاميم المعتمدة لأصل المشروع؟ هل هي الشركات العالمية التي رسا عليها العطاء ابتداء؟ أم إن العمل أسند إلى متعهدين من الباطن كالعادة التي اعتاد عليها المقاولون الكبار؟
الحاصل أن السيل أجاب عن كل الأسئلة وكشف المستور وقامت الحجة على الذين كانوا السبب في كل ما حدث.
وتبقى المحاسبة التي يجب أن تتخذ بحق كل من له يد فيما حدث حتى تنجو مشاريع المستقبل من العثرات والنكبات، سواء في الخطوط الحديدية أو غيرها من المشاريع الحيوية والعملاقة، وكيف يكون الاحتراز حتى لا يتكرر الخطأ في أماكن أخرى ومشاريع مشابهة.
Mtenback@
وكل من شاهد الردم الترابي الذي أسند عليه الخط الحديدي يعرف أنه لن يصمد لأي رشة من المطر، دعك من الصمود الدائم والمستمر والتصدي للسيول الجارفة والظروف القاسية التي يفترض أن تتعرض لها سكة الحديد أيا كان نوعها وأيا كان موقعها، فالمعروف والمشاهد في العالم أن الخطوط الحديدية يبذل في تشييدها كل الاحتمالات التي من يمكن أن تحدث على مدى الدهر، وأن تكون التصاميم مقاومة أشد المقاومة لعوامل الطبيعة.
ما شاهده الناس بعد أن جرف السيل الرمل الذي أسند عليه الخط وظهر الحديد عاريا أمام الناظرين لا يمكن وصفه بكارثة طبيعية ولا كارثة أخلاقية أيضا، ولكنه فاجعة بكل المقاييس التي يمكن أن يعبر عنها باسم الفاجعة لأن ما ظهر للعيان مما خلفه السيل وكشفه يثبت أن الذين تولوا التصميم والذين قاموا بالعمل والبناء قد تجاهلوا طبيعة الأرض وتكويناتها البارزة للعيان، أو أن المصممين والمنفذين لا يميزون بين منخفضات الأودية ومرتفعات الجبال ولا يحسنون قياس الأخطار التي يمكن أن تحدث عندما تفيض الأودية بقوتها الكاملة.
ويبقى التخمين من الذي بنى الخط بالفعل ومن الذي أشرف عليه ومن الذي يتابع خطوات التنفيذ ويطابقها على التصاميم المعتمدة لأصل المشروع؟ هل هي الشركات العالمية التي رسا عليها العطاء ابتداء؟ أم إن العمل أسند إلى متعهدين من الباطن كالعادة التي اعتاد عليها المقاولون الكبار؟
الحاصل أن السيل أجاب عن كل الأسئلة وكشف المستور وقامت الحجة على الذين كانوا السبب في كل ما حدث.
وتبقى المحاسبة التي يجب أن تتخذ بحق كل من له يد فيما حدث حتى تنجو مشاريع المستقبل من العثرات والنكبات، سواء في الخطوط الحديدية أو غيرها من المشاريع الحيوية والعملاقة، وكيف يكون الاحتراز حتى لا يتكرر الخطأ في أماكن أخرى ومشاريع مشابهة.
Mtenback@