مقدمة: إن أفضل التطبيقات التي يستخدمها المرور هي المخالفات المرورية، ولا يوجد تطبيق خدمي واحد (على حد علمي) يساعدنا في سيرنا لتجنب المخاطر، أو تلقي النصائح، أو التحذيرات أو التعليمات، إلا إن كانت المخالفة أهم من الوقاية والسلامة!

عموما، تبرز الحاجة لأن يعيد جهاز المرور النظر في استخدامه للتقنية، وتحديدا على أجهزة الهواتف الذكية، وإن لم يستطع على الهواتف الذكية، له المجال أن يستخدمها على الكمبيوترات المحمولة (لاب توب) أو على الأجهزة الثابتة (بي سي) أو حتى على كمبيوتر من الصخر، المهم أن تخرج لنا بعض البرامج المرورية الفعالة، ولعل أبرز شيء يدور في الذهن هذه الأيام خدمة الخرائط المرورية.

هرمنا والناس ترسل نصائحها عبر مقاطع الواتس اب وكذلك تويتر؛ لا تسلكوا الطريق الفلاني، والسيل العلاني سال، أو أن الشعيب (ما غيره) صار خطرا. وصرنا نعتمد على اجتهاد الناس أكثر من اعتمادنا على الوسائل الرسمية في إخبارنا بتحذير حقيقي ويعتمد عليه.

وعطفا على عنوان المقال، خاصة مع موسم الأمطار، فإننا نحتاج خريطة من المرور للطرق التي نسلكها في موسم الأمطار، بدلا من أن نمشي حتى نتكدس جميعنا في شارع مغلق من شدة الأمطار، الحالة كسيفة، سيارة ترجع للخلف، سيارة تعاكس خط السير ويعتقد قائدها أنه معذور لأن الطريق مغلق ببركة الماء، وسيارة يخرج صاحبها رأسه معطيا نصائح للآخرين، فتأتي سيارة أخرى مسرعة فتعطيه (دشا) من الماء الملوث بالاسفلت فتتحول النصائح إلى لعنات، ومراهق معه سيارة كبيرة (يدفش الماء دفشا)، هذه الخريطة المائية المقترحة تخبرنا بأن الطريق مغلق أم لا؟ سالك بحسب نوع السيارة، فالسيارة الصغيرة لا تسلك والكبيرة تسلك؟!

وعطفا على عنوان المقال، ما يحدث بسبب الأمطار يمكن أن يكون هو نفسه في حالة الضباب أو الغبار الكثيف الخطر، فالخريطة المرورية المقترحة التي نتمنى أن تظهر للنور هي خريطة تخبرنا هل الطريق سالك بسبب الغبار أو الضباب أم غير سالك مع تحديد السرعة؟ وعدم ترك الموضوع لاجتهاد الأشخاص والأكثر جرأة وجنونا منهم!

وعطفا على عنوان المقال أيضا، هذه الخريطة يمكن استخدامها في الازدحام المروري والتوجيهات المرورية المقصودة، مثل ازدحامات العاصمة المقدسة، حيث إن الازدحام طبيعي ويخضع لخطة سير موسمية سنوية تختلف من عام الآخر، وازدحام الرياض (الطبيعي وغير الطبيعي) مع الحفر (الطبيعية وغير الطبيعية).

وبدون الإشارة إلى عنوان المقال، يمكن لهذه الخريطة وضع مزيد من التحذيرات في هذا التطبيق، مثل تحذيرات موسمية، وتكدس وإغلاق شوارع كليا أو جزئيا، وتلك المفاجئة، خاصة في أيام الدوام والمدارس والمناسبات الموسمية كالأعياد ورمضان، وكل هذه الأشياء هي من صميم عمل أصدقائنا في المرور.

وقد يكون أيضا من طبيعة البرنامج اكتشاف من يستخدم الجوال أثناء الدوام الرسمي وهو في سيارته (طبيعة عمله أن يجلس في سيارته ويضيء الأنوار التحذيرية التي توضع حصريا فوق السيارة) ورأسه منحن إلى أسفل غارقا في متابعة ماذا يحدث في السوشل ميديا رغم أن صميم عمله هو متابعة السيارات من حوله، لأن حادثا قد يقع بجواره ورأسه إلى أسفل وهو لا يعرف ماذا حدث بجواره، خاطبوهم أو خذوا الجوال منهم!