البلد

منهج دراسي مستقبلي للتعلم والتعليم

لن يكون طلاب المستقبل مستنسخين من معلميهم ولن يشبهوا طلاب اليوم، بل سيكونون أكثر تنوعا ويتحدثون لغات متعددة وعلى دراية تقنية أكبر.

تحتاج عملية تحسين المسار التعليمي والنتائج التعليمية لإعداد مكان عمل متقدم للطلاب من خلال التطوير في المدارس والجامعات والمناهج الدراسية، وكذلك المعلمين.

بحثت «مكة» في نحو 20 مصدرا ضمت أبحاثا منشورة في مجلات علمية وخزائن تفكير ومواقع تعليمية منذ عام 2015 أو أحدث تؤكد بأن مستقبل التعلم والتعليم مربوط بثلاثة عناصر رئيسة.

1 المدارس والجامعات

أشارت الأبحاث إلى أنه بحلول عام 2030، ستبدأ المدارس والجامعات في بناء مجتمعات كبيرة الحجم وحيوية في الواقع الافتراضي لتشمل قاعات المحاضرات واستوديوهات الورش وإتاحتها للطلاب من جميع أنحاء العالم من خلال تقنيات عدة، منها الواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى جانب المميزات الآتية:

1 تعليم على مدار الساعة: سيكون الوصول للتعلم والموارد العلمية متاحا على مدار الـ24 ساعة، وفي أي مكان لمساعدة الطلبة المتغيبين على متابعة دروسهم وحصولهم على الدعم.

2 مدارس بلا جدران: يساهم تقليل الحواجز بين المدارس في دعم المدارس لبعضها بعضا والسماح للمعلم بالعمل في أكثر من مدرسة، ومشاركة الطلاب في مشاريع جماعية مع طلاب آخرين خارج مدرستهم، وتسهيل الشراكات مع مدارس دولية.

3 الحرم الجامعي: ستوسع الجامعات من المساحات الدراسية ولن تقتصر على مكان واحد لجعل الطلاب أكثر انفتاحا على العالم، وسترفع من قدراتهم في مواجهة التحديات.

4 الموك (MOOC): تسهل إتاحة المساق الهائل المفتوح عبر الانترنت مشاركة عدد ضخم من الطلاب والمعلمين ومساعديهم في ميدان نقاش وتخاطب تعلمي بين المشاركين وإقامة الدورات والندوات لعدد غير محدود.

5 التعليم المنزلي: توفير التعليم المنزلي على نطاق واسع للتخفيف من تكاليف التعليم على الطرفين ومنح الطالب حرية أكبر.

6 التعلم الشخصي: تكييف الأدوات التعليمية والمنهاج الدراسي مع قدرات الطالب بشكل فردي، مما يزيد من فرص تحقيقه للمستوى المطلوب وإثراء إمكاناته في التعلم والإبداع.

7 منصات التعلم الالكتروني: ستقدم الأنظمة والتقنيات الجديدة فرصا أكبر للتعلم وتبادل الأفكار ووجهات النظر والتفاوض ومناقشة القضايا.

8 المتقاعدون وكبار السن: زيادة الاستثمار في تعليمهم على مدى الحياة للتعامل بفتح المدارس لساعات أطول وفي عطلات نهاية الأسبوع.

الخدمات التعليمية في المدارس والجامعات:

- الأجهزة المحمولة والانترنت

تسهل من الوصول إلى موارد التعلم والمكتبات الرقمية ومتابعة المنهج والمشاريع في أي وقت وفي أي مكان.

- أدوات العرض

تعزز أجهزة العرض والسبورات الذكية وكاميرات المستندات وغيرها من جودة التعلم التفاعلي.

- الطباعة ثلاثية الأبعاد:

تمنح بعدا واقعيا أكبر للتعليم لقدرتها على توفير نموذج ملموس لأي عنصر أو كائن.

- انترنت الأشياء

يعمل كبنية تحتية لجمع المعلومات وإنشاء كمية ضخمة من البيانات الدقيقة والمترابطة حول المدرسة وخدماتها لتحسين عملية صنع القرار وإصلاح أي أخطاء.

- الحوسبة السحابية

تساعد في إنشاء صفوف دراسية ومختبرات ومنصات تقاسم الموارد لتكون متاحة للجميع على مدار الساعة.

- وسائل الإعلام الاجتماعية

شبكات افتراضية تضم أصحاب المصلحة لعرض ومشاركة المعلومات والأفكار المهنية.

2 المناهج

ستكون المناهج الدراسية بحاجة لإعادة تصميم لأن تكون متناسبة مع المستقبل وتوجهاته من خلال بناء قاعدة معرفية، حيث أوضح موقع OECD أن هناك عددا من التحديات أثناء تطوير المناهج:

- الاستثمار الذكي لساعات التعلم من أجل إتقان الطالب لمفاهيم تجمع بين احتياجات ومتطلبات الجامعات وأصحاب العمل.

- معالجة الفجوة الكبيرة بين أهداف المنهج ومخرجاته ونتائجه.

- رفع جودة محتوى المناهج لزيادة عمق فهم الطلاب.

- منح الطلاب كافة فرصا متساوية للإبداع والابتكار.

- التخطيط الدقيق لتنفيذ الإصلاحات اللازمة والفعالة.

ماذا سيشمل المنهج الدراسي المستقبلي؟

1 الجمع بين المعرفة والمهارات والقيم وتحفيز الطالب للتعلم.

2 منح الطالب فرصة التفكير العميق والتفكير التحليلي.

3 ترتيب موضوعات المنهج لتعكس الانضباط الأكاديمي وتمكين إتقان مستويات المفاهيم الأساسية عبر المراحل.

4 تماشي المنهج مع التقدم الحاصل بحيث يغطي التطورات في جميع قطاعات الحياة.

5 تطوير طرق تقييم جديدة لقياس مخرجات المناهج.

6 تقدم مجموعة متنوعة من المشاريع الفردية والجماعية في مختلف المجالات.

7 ترابط وتكامل المحتوى والمعلومات مع بعضها البعض ومع الحياة الواقعية خارج المدرسة.

8 رفع مرونة المناهج وجعلها ديناميكية وقابلة للتكييف والتحديث بحسب المتطلبات الاجتماعية والفردية.

9 إشراك المعلمين والطلاب وأصحاب المصلحة الآخرين في تطوير المناهج الدراسية.

عملية التعلم المستقبلية:

- خطة التدريس:

توفير معلومات كاملة حول خطة التدريس شاملة المعرفة والمهارات التي يتوقع أن يكتسبها الطلاب من خلال حسابهم التعليمي عبر الانترنت.

- المشاريع الجماعية:

مشاركة الطلاب في مشاريع جماعية يومية داخل الفصل وأخرى شهرية أو سنوية مع مدارس أخرى داخل أو خارج البلاد باستخدام التقنيات الرقمية.

- المهارات:

التركيز على المهارات الاجتماعية والعاطفية كأولوية مثل الإبداع والتعاون والاتصال وحل المشكلات من خلال المناقشات والعمل الجماعي التعاوني، تماشيا مع متطلبات المستقبل المهني.

- تعلم اللغات:

يشجع الآباء الأطفال على تنمية مهاراتهم في اللغة الإنجليزية بالمشاركة والأنشطة المناسبة وتوفير بيئة تعزز مهاراتهم اللغوية.

- الأنشطة اللامنهجية:

اعتماد المزيد من الأنشطة، مثل الرياضة والموسيقى، لتعمل كمسرعات في تحقيق مستوى أفضل في المهارات.

- التعلم بالألعاب:

نهج تعليمي يجمع بين التعليم والترفيه باستخدام ألعاب الفيديو بهدف جذب الاهتمام ورفع الشغف بالتعلم.

- المعرفة الرقمية:

يتعرف الطلاب على تقنيات متقدمة حقيقية مثل الترميز والروبوتات والتطبيقات من خلال المعلومات الموزعة في المناهج وباستخدام نهج الألعاب والمشروعات الإبداعية.

التغييرات المستقبلية في بيئة التعلم:

- المعلومات الوفيرة

تمكين استخدام محتوى الوسائط المتعددة.

زيادة حجم المعلومات التي تم توصيلها وتلقيها.

- الفاعلية

تسهيل تراكم وتقاسم المواد.

تسريع الاتصال.

- التصور والتخيل

تصبح عمليات التفكير لدى الطلاب مرئية.

تصبح آراء الطلاب الآخرين والمناهج المفاهيمية مرئية.

- التقنية

التحول للعلم المتنقل عبر منصات اجتماعية لمواكبة المناقشات والمشاريع من أي مكان وفي أي وقت.

استخدام الألعاب كجزء رئيسي من عملية التعليم لرفع مستوى الإدراك والمرونة وتنشيط القدرات الإبداعية.

نقل الصفوف إلى خارج الفصل من خلال تقديم المعلمين لمحتوى مقاطع الفيديو.

3 المعلم

ذكرت اليونسكو في أحد تقاريرها أن العالم سيحتاج إلى 69 مليون معلم جديد حول العالم لتغطية النقص في أعداد المعلمين وضمان حصول كل طفل على التعليم الكافئ وتطوير المهارات اللازمة لحياة صحية ومنتجة في عام 2030، كما يتوجب على المعلمين أن يكونوا ذوي معرفة عالية بتخصصاتهم، مع حرصهم على التطوير المستمر والاطلاع على كل جديد في مجالهم.

مهارات معلم المستقبل:

- التدريس الرقمي:

الاستعداد لاستخدام التقنية ليصبح مبتكرا في توظيفها.

- التعاون:

أن يكون مليئا بالإيجابية ومشاركة الأفكار مع المعلمين الآخرين والطلاب.

- التفاعل:

ابتكار أساليب متنوعة يتفاعل بها مع طلابه، سواء في الصف أو خارج الصف.

- التكييف:

التعرف على طرق التعلم المختلفة للطلاب ووضع خطط دراسية تتماشى معهم.

- القيادة:

إرشاد الطلاب وتحمل مسؤوليتهم والصبر على الصعوبات.

- الخيال والابتكار:

ابتكار طرق جديدة لتثير اهتمام الطلاب للتعلم وجذبهم.

- التعلم المستمر:

العمل على التطوير المستمر للذات لتوسيع الآفاق والخبرات.

دور المعلم في المستقبل:

- المعلم يبني مواطنا عالميا:

يحتاج الطفل إلى اكتساب المهارات الإدراكية والاجتماعية والعاطفية الأساسية من خلال منهج مدرسي عالمي قوي يساعده على إدراك دوره ودور بلاده وارتباطه بالعالم حتى ينمو ويصبح عضوا مستنيرا ومنتجا ويشعر بأهميته. ويمكن تحقيق ذلك بتعاون المعلمين مع أنظمة تعليم الذكاء الاصطناعى لتصميم مناهج مبتكرة وخاصة بطلابهم إلى جانب طرح أساليب تدريس جديدة وتنظيم الندوات والدورات المصغرة والمشاريع من مكتبة تعليمية متنامية على الانترنت لمواجهة التحديات الفريدة التي يواجهها كل طالب ولمساعدة المعلم على نقل العلم إلى الطلاب بدلا من إملائه عليهم.

- المعلم كدليل:

لن يكون دور المعلم مجرد تقديم المعرفة، بل سيشمل تحديد نقاط القوة والمصالح والقيم لدى الطالب، وستكون مهمتهم الأساسية توجيه الطلاب كمبدعين، بحيث يعمل دور الميسر لكل الاحتياجات التي تساهم في تطوير ورفع مستوى تفكير وتعلم الطالب، بما في ذلك الخطة التعليمية والمهارات وإشراك الطلاب في مشاريع تثير اهتمامهم وتحفزهم على التعلم.