الرأي

فكرة أم مخ مسروق؟

سها الحربي
هل أنجب عقلك ذات مرة فكرة جبارة ثم وسوس لك خوفك قائلا: لا تعلنها حتى لا تسرق، أو حرضتك وساوسك قائلة: دع فكرتك تنضج بداخلك ثم قدمها للآخرين حتى تضمن أنك لن تتعرض للنقد؟

هل وجدت نفسك ذات يوم أمام فرصة مصيرية وابتلعت أفكارك وآراءك ثم سبقك بها أحدهم ونفذها بشكل جعلك تقف متحسرا؟

يؤكد المتخصصون في علم النفس وعلم الطاقة أنك تجذب إليك كل ما تخاف منه، فالخوف يعد أعظم طاقة سلبية جاذبة.

هل تخاف من أن ينسبوا فكرتك لهم؟ إذن أبشر بتواجدهم من حولك.

كلما كنت مليئا بالثقة بأنك خير سفير لفكرتك تكاثرت من حولك الفرص لاحتضان فكرتك أو للتعاون معها والإيمان فيها، على سبيل المثال لو راقبنا قصص أنجح رجال الأعمال والمديرين التنفيذين المتميزين الذين قاموا بتأسيس مشاريع ضخمة سنجد أنهم لم يأتوا بأفكار لم يسبقهم إليها أحد أو لم يقدمها بعدهم أحد.

فمثلا كثيرا ما تسمع عن افتتاح مطعم للوجبات السريعة والبرجر، ولكن خمسة أو ستة مطاعم هي التي تستشهد بها للتمثيل عن أذكى فكرة للوجبات السريعة.

الذي يخاف التقليد أو المنافسة يصعب عليه خوض الحروب الشرسة مع المنافسين أو الانتهازيين أو المتسلقين.

والذي لا يستطيع أن يعرض أفكاره بثقة للآخرين ويجعلها تتلقى صفعات النقد ويجيد توظيفها مع فريق متكامل ستجهض أفكاره مع أول تطبيق عملي لها.

كل الناس يحملون عقولا ولكن لا أحد في هذا العالم يمتلك نسخة متطابقة للإجراءات التشغيلية التي يعمل بها عقلك. قد يستطيع أحد تقليد فكرتك التجارية، ولكن لا يمتلك إبداعك في إلهام الآخرين بها أو طريقتك في اختيار فريقك لتنفيذها.

قد يتسلق أحدهم على أفكارك التطويرية ويجيد الصعود على ظهرها وتقمص دورك، لكنه حتما سيصبح خاويا ومفلسا من كل شيء عندما يصل إلى القمة وسيتهاوى مع أول محك. وسيكتشف أنه كان عليه أن يقدرك ويتعاون مع عقلك بدلا من التسلق على ظهر بنات أفكاره.

لا أحد يستطيع سرقة مخك حتى لو وضعت أفكارك على لوحة إعلانية في أكبر شوارع جدة أو دبي أو نيويورك. لا أحد يستطيع أن يستنسخك، يستطيعون تقليدك فقط، والتقليد مديح مستتر.