الرأي

نحو استراتيجية وطنية للأمن السيبراني

منير عبدالله الشيخ
تظهر الدراسات والتقارير الحديثة في الأمن السيبراني تزايدا كبيرا في أعداد الهجمات الالكترونية ونوعيتها وقوة تأثيرها على مستوى الدول، حيث تستهدف المنشآت الحيوية والمؤسسات المالية، وتكلف مليارات الدولارات علاوة على ما تحدثه هذه الهجمات من تهديد للأمن القومي من خلال سرقة المعلومات وإحداث فوضى وخلل أمنيين تترتب عليهما عواقب وخيمة. لذلك نرى ارتفاعا كبيرا في مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني على مستوى الأفراد والحكومات في العالم أجمع.

وهنا في المملكة العربية السعودية نشهد اهتماما غير مسبوق بمجال الأمن السيبراني وجهودا كبيرة تذكر فتشكر من إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وكذلك إنشاء الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية.

ولكي تتكلل هذه الجهود بالنجاح وتتحقق النتائج المرجوة لا بد من وضع استراتيجية وطنية للأمن السيبراني (National Cybersecurity strategy).

تكمن أهمية الاستراتيجية الوطنية في توحيد الجهود وتحقيق تكامل بين جميع الجهات ذات العلاقة سواء كانت مؤسسات حكومية، خاصة أو تعليمية؛ لتوفير حماية من الهجمات الالكترونية وسرعة الاستجابة لها في حال وقوعها.

ويمكن تلخيص أهم عناصر الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في النقاط التالية:

أولا: تحديد الأولويات الوطنية في مجال الأمن السيبراني، ومن هذه الأوليات حماية المنشآت الحيوية أو ما يعرف بـ (Critical Infrastructure) كالمطارات، وشركات الكهرباء والمستشفيات والشركات البترولية، وأيضا من الأولويات زيادة الوعي المجتمعي بأخطار الشبكات

العنكبوتية، وكذلك تدريب كوادر وطنية لسد الحاجة للمختصين في مجال الأمن السيبراني.

ثانيا: توفير الإمكانات والخطط اللازمة لتحقيق هذه الأولويات.

ثالثا: تحديد معايير لقياس الإنجاز في كل أولوية، والتطوير، والمراجعة المستمرة لضمان تنفيذ الخطط المعدة لكل أولوية، ومن ثم نجاح هذه الاستراتيجية.

ختاما، وجود استراتيجية وطنية للأمن السيبراني يعد ضرورة ملحة، لتوفير حماية أكثر فعالية في ظل الأخطار المتزايدة في الشبكات العنكبوتية التي تهدد الأفراد والمؤسسات والأمن القومي بشكل عام، وأعتقد أن الفرصة متاحة لإعداد هذه الاستراتيجية التي هي أحد اختصاصات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني كما جاء على حساب الهيئة في تويتر.

MoneerAlshaikh@