عمرك 18؟ يجب أن تصرف على نفسك!
السبت / 25 / صفر / 1440 هـ - 20:00 - السبت 3 نوفمبر 2018 20:00
في بداية دخولي للمرحلة الثانوية، قام الوالد حطحوط حفظه الله - بالمناسبة هذا اسم أبي الذي اخترته في الحضور الإعلامي لأنه زرع فيّ حب القراءة من الصغر - بقرار غريب، مما جعل بروفيسور نفسي يرفع القبعة احتراما عندما ذكرت له قصة هذا القرار: مسؤولية البيت كاملة في متابعة الإخوة والأخوات تقع بالكامل تحت مسؤولية محمد (المراهق وقتها).
بدءا من القيام لصلاة الفجر، مرورا بإيصالهم للمدارس يوميا، ثم إرجاعهم، ومتابعتهم دراسيا، وتحفيز المتعثر، وتوفير حلول لجميع المشاكل داخل البيت للبنات، أو حتى خارجه للأولاد، كالفصل في مشاجرة مع ولد الجيران، ولا ننسى احتياجات المنزل كاملة، من التبضع الدوري، إلى تعبئة أسطوانات الغاز، ومواعيد المستشفيات..إلخ، ومن المواقف المضحكة - التي أتذكرها الآن - عندما دخل أحد الإخوة بالمرحلة المتوسطة بعد الابتدائية، بحثت عن كتاب (كيف تتعامل مع مراهق) وأنا وقتها في الصف الثاني ثانوي، قمة المراهقة!! كانت خطوة جريئة من الوالد حفظه الله بتوكيل المهمة بنسبة 100% مع منح الثقة 100%! بمعنى أنه لم يقل (لا) لأي قرار اتخذته، ومتأكد أن هناك قرارات لم ترق له من هذا الشاب المراهق، لكنه كان يرى الصورة الكلية، ويشاهد عن كثب النتيجة النهائية.
وعندما أتأمل في مكتسبات تلك الحقبة الهامة - معمل المختبرات - في حياتي، ورغم أن هناك الكثير من التجارب التي تعلمتها، لكن هناك قيمة واحدة هي الأهم: تحمل المسؤولية! وهذه واحدة من أهم القيم التي أدركتها بشكل غير مباشر من الوالد، ولهذا بعد المرحلة الثانوية لم أسأل أبي ولا أمي ريالا واحدا لمصروفي اليومي (وهذا لا يلغي دعمهما الكبير غير المباشر ودعاءهما)! وفي تقديري أن هذه صفة اليوم تحتاج أن تدخل كل بيت سعودي لأنها هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
أسامة بن زيد يقود جيشا فيه كبار الصحابة وعمره لم يكمل الـ 18 بعد!
كم عمرك 18؟ استعد لهذه السنة الهامة في حياتك، واضبط أمورك المالية وصرفك الشخصي من وظيفة في كاشير في سوبرماركت، أو وظيفة شريفة أخرى. المهم ألا تتجاوز سن الـ 18 وأنت ما زلت تعود لوالديك لمصروفك اليومي واحتياجاتك الخاصة. يجب أن تدرك ولو كان بعض من حولك ما زال يتصل بأمه لتعطيه قطة استراحة الشباب، أن هذا تصرف خاطئ وغير رجولي!
عندما يصل عمر الشاب الأمريكي إلى الـ 18 فهذه علامة انتهاء مرحلة المراهقة، وبلوغ مسمى (رجل)، وهذا يعني أن تخرج من المنزل وتصرف على نفسك، أو تبقى في المنزل وتشارك في مصروفات البيت من إيجار وماء وكهرباء وغيرها، ليس لأنه مجتمع مادي فحسب، كما يحب الرجل الشرقي أن يبرر دائما، وإنما الهدف العميق خلف هذا أن يزرعوا في هذا الإنسان - رجلا كان أو أمرأة - صفة المسؤولية وأن يكون لبنة في بناء المجتمع.
جلست مع شباب سعوديين تتفاوت أعمارهم بين 18 و22 قبل أشهر، وفرحت كثيرا عندما سألتهم عن خياراتهم المالية؟ فأجابوا: الخيارات كثيرة، البعض يعمل بجد واجتهاد في أوبر وكريم، والبعض موظف جزئي مع مكافأة الجامعة، والبقية يعملون في تطبيقات التوصيل مثل مرسول أو جاك. هذا نموذج سعودي مشرف يجب أن يخرج للعلن.
الختام لكل أب وأم: المجتمع يحتاج رجالا وبنات يكونون لبنات صالحة لنهضته. المجتمع لا يحتاج أشباه إنسان اتكاليين مجرد صفر إضافي على الشمال!
mhathut@
بدءا من القيام لصلاة الفجر، مرورا بإيصالهم للمدارس يوميا، ثم إرجاعهم، ومتابعتهم دراسيا، وتحفيز المتعثر، وتوفير حلول لجميع المشاكل داخل البيت للبنات، أو حتى خارجه للأولاد، كالفصل في مشاجرة مع ولد الجيران، ولا ننسى احتياجات المنزل كاملة، من التبضع الدوري، إلى تعبئة أسطوانات الغاز، ومواعيد المستشفيات..إلخ، ومن المواقف المضحكة - التي أتذكرها الآن - عندما دخل أحد الإخوة بالمرحلة المتوسطة بعد الابتدائية، بحثت عن كتاب (كيف تتعامل مع مراهق) وأنا وقتها في الصف الثاني ثانوي، قمة المراهقة!! كانت خطوة جريئة من الوالد حفظه الله بتوكيل المهمة بنسبة 100% مع منح الثقة 100%! بمعنى أنه لم يقل (لا) لأي قرار اتخذته، ومتأكد أن هناك قرارات لم ترق له من هذا الشاب المراهق، لكنه كان يرى الصورة الكلية، ويشاهد عن كثب النتيجة النهائية.
وعندما أتأمل في مكتسبات تلك الحقبة الهامة - معمل المختبرات - في حياتي، ورغم أن هناك الكثير من التجارب التي تعلمتها، لكن هناك قيمة واحدة هي الأهم: تحمل المسؤولية! وهذه واحدة من أهم القيم التي أدركتها بشكل غير مباشر من الوالد، ولهذا بعد المرحلة الثانوية لم أسأل أبي ولا أمي ريالا واحدا لمصروفي اليومي (وهذا لا يلغي دعمهما الكبير غير المباشر ودعاءهما)! وفي تقديري أن هذه صفة اليوم تحتاج أن تدخل كل بيت سعودي لأنها هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
أسامة بن زيد يقود جيشا فيه كبار الصحابة وعمره لم يكمل الـ 18 بعد!
كم عمرك 18؟ استعد لهذه السنة الهامة في حياتك، واضبط أمورك المالية وصرفك الشخصي من وظيفة في كاشير في سوبرماركت، أو وظيفة شريفة أخرى. المهم ألا تتجاوز سن الـ 18 وأنت ما زلت تعود لوالديك لمصروفك اليومي واحتياجاتك الخاصة. يجب أن تدرك ولو كان بعض من حولك ما زال يتصل بأمه لتعطيه قطة استراحة الشباب، أن هذا تصرف خاطئ وغير رجولي!
عندما يصل عمر الشاب الأمريكي إلى الـ 18 فهذه علامة انتهاء مرحلة المراهقة، وبلوغ مسمى (رجل)، وهذا يعني أن تخرج من المنزل وتصرف على نفسك، أو تبقى في المنزل وتشارك في مصروفات البيت من إيجار وماء وكهرباء وغيرها، ليس لأنه مجتمع مادي فحسب، كما يحب الرجل الشرقي أن يبرر دائما، وإنما الهدف العميق خلف هذا أن يزرعوا في هذا الإنسان - رجلا كان أو أمرأة - صفة المسؤولية وأن يكون لبنة في بناء المجتمع.
جلست مع شباب سعوديين تتفاوت أعمارهم بين 18 و22 قبل أشهر، وفرحت كثيرا عندما سألتهم عن خياراتهم المالية؟ فأجابوا: الخيارات كثيرة، البعض يعمل بجد واجتهاد في أوبر وكريم، والبعض موظف جزئي مع مكافأة الجامعة، والبقية يعملون في تطبيقات التوصيل مثل مرسول أو جاك. هذا نموذج سعودي مشرف يجب أن يخرج للعلن.
الختام لكل أب وأم: المجتمع يحتاج رجالا وبنات يكونون لبنات صالحة لنهضته. المجتمع لا يحتاج أشباه إنسان اتكاليين مجرد صفر إضافي على الشمال!
mhathut@