الرأي

العقوبات الأمريكية والثعالب الإيرانية

حسن علي القحطاني
اليوم تعيش إيران حالة من القلق غير المسبوق، فإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلنت بعد انسحابها من الاتفاق النووي في مايو الماضي، عن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران عبر مرحلتين؛ الأولى بدأت منذ الرابع من أغسطس الماضي، والثانية تبدأ اليوم الأحد الرابع من نوفمبر 2018.

تشمل العقوبات إيقاف جميع معاملات المؤسسات المالية الأجنبية مع البنك الوطني الإيراني، وإدراج أي مؤسسة مالية أخرى تابعة لنظام طهران تعمل في الداخل أو الخارج ضمن قائمة العقوبات الأمريكية، فضلا عن إيقاف حصول حكومة طهران على الدولار الأمريكي من خلال منع وصوله للبنك المركزي الإيراني، وحظر صناعات السجاد والسيارات وقطع غيارها، وتجارة الذهب وتصدير المعادن كالألمنيوم والفولاذ.

ومنذ اليوم الأول لإعلان الولايات المتحدة نيتها حظر شراء النفط الإيراني البالغ في متوسطة 2.5 مليون برميل، أعلن عدد من الدول وكبرى شركات صناعة النفط في العالم عن وقف شراء واستيراد نفط طهران، حيث كانت آخرها الشركة الوطنية الصينية ومصفاة (سينوبيك) الحكومية، والتي قررت عدم تسجيل أي طلب شراء شحنات جديدة من النفط الإيراني خلال نوفمبر الحالي، وللعلم فإن الصين كانت تستورد نحو 600 ألف برميل يوميا من إيران.

اليوم تبدأ الإدارة الأمريكية فرض وتفعيل المرحلة الثانية من خلال حزمة جديدة من العقوبات على إيران، أبرز القطاعات التي ستخضع للعقوبات هي الموانئ وشركات الملاحة وكافة قطاعات السفن، والمعاملات المرتبطة بصناعة النفط، والتي تشمل الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، والشركة التجارية للنفط والشركة الوطنية لناقلات البترول، مما يؤدي لحظر صادراتها النفطية تدريجيا، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجمعة الماضي إن ثماني دول ستحصل على إعفاءات مؤقتة من العقوبات التي تفرضها بلاده على إيران، لأنهم (اتخذوا خطوات مهمة للوصول إلى مستوى الصفر في واردات النفط الخام)، وإن ست دول منها تستورد النفط الخام الإيراني بمستويات مخفضة إلى حد كبير، وستقوم اثنتان منها بإنهاء استيرادهما بالكامل. بومبيو لم يسم الدول الثماني التي تم منحها التنازلات، إلا أنه أجل إعلانها ليوم غد الاثنين، وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي لن تحصل على تنازل أو إعفاءات مؤقتة.

هذا سيكبد نظام ملالي طهران خسائر فادحة بعد خسارته مليارات الدولارات بسبب حظر الصناعة النفطية، وأرى أن حظر شراء النفط الإيراني سيمثل ضربة مزلزلة لأركان نظام الملالي، إذ تمثل عائدات النفط 70% من موازنة الدولة، مما يعني انهيار اقتصاد النظام ووقف عمليات تمويله للجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة، وكذلك وقف برامجه النووية والصاروخية.

أخيرا، رغم نجاح الإدارة الأمريكية إلى الآن في توجيه صفعات قوية لروحاني ومرشد طهران، إلا أن ثعالب طهران سلكت عشرات الحيل الفاشلة التي يطول سردها، هذا يوحي لي بأن سلوكها الإرهابي لن يتغير، وما أخشاه أن يتطور هذا السلوك، لذا لا بد من الاستعداد لجميع الاحتمالات القادمة.

hq22222@