حبيب محمود: الطبيعة تفرض صراعها على الراوي
الثلاثاء / 14 / صفر / 1440 هـ - 09:30 - الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 09:30
بأسلوبه الجميل، وظله الخفيف، وبإيجاز ممتع كعادته، استطاع الروائي الإعلامي حبيب محمود الدخول إلى قلوب وأسماع جمهور الملتقى الثقافي الذي دشن أخيرا بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، من خلال ورقته «الرواية في المكان» التي قدمها في أولى أمسيات الملتقى، مؤكدا من خلالها أن كتابة «المكان» تجر خلفها كتابة «الزمان»، وأن الطبيعة تفرض صراعها على الراوي في التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالمناخ وتبعاته.
وقال حبيب «على أي حال، لم آت لأعطي درسا في المكان والرواية، ولكن أخذتني عزة من طفولة حبيب محمود، الذي أعرف له ثلاث محاولات في السرد، نشرها متجرئا على خوض الرواية القصيرة، وهو لا يعتد بها إلا بالقدر الذي منحته متعة الزمان والمكان، في خيوط أحداث وشخصيات، وحيز وفضاء، وتفاصيل من يوميات ناس عبروا الصورة التي كان عليها بعض أسلافنا».
وأوضح أن رواياته «زمبوه» و«النخلاوي» و«كشوانية رقم 7»، لم تعد ملكا له، بل للقارئ إذا شاء، والمكان في «زمبوه» و«النخلاوي» هو مسرح أسلافه الذين انحدر منهم، في صحوي مشهد لأمه وهي تصلي بين حافتي العصر والأصيل، في عريش محضون في بستان اسمه العرجانية، الذي أشبعه كثيرا بأوائل ما يمنحه صيف القطيف من كل شيء يانع وشهي، وأنه اختار العرجانية التي تضمنها جده القديحي من أحد ملاك آل الزاير في القطيف، ليبني كل أحداث زمبوه على مشاهد عاشها وتخيلها، وجلب صوت النهيق الذي تتبادله حمير البساتين، والبعوض قبل صلاة المغرب.
وبين حبيب أنه احتاج إلى الخيال كثيرا في أعماله، لكن «زمبوه» الرواية القصيرة الواقعية في بنيتها ومضمونها تورطت بواقع المكان والزمان، وورطته معها في مراجعة المواسم، فلا يجوز أن يجلب «النبق» في الصيف، أو يستشهد بـ«الخلال» في أغسطس، بل إن صراع الطبيعة الذي خاضه والد البطل كان مناخيا دقيقا في توقيته، والصرام لا يتم في قلب الأسد عادة، إلا حين يجور الصيف أكثر مما تحتمل النخيل، وجدير بمن يريد أن يكتب المكان؛ أن يكتب الزمان معه.
وقال حبيب «على أي حال، لم آت لأعطي درسا في المكان والرواية، ولكن أخذتني عزة من طفولة حبيب محمود، الذي أعرف له ثلاث محاولات في السرد، نشرها متجرئا على خوض الرواية القصيرة، وهو لا يعتد بها إلا بالقدر الذي منحته متعة الزمان والمكان، في خيوط أحداث وشخصيات، وحيز وفضاء، وتفاصيل من يوميات ناس عبروا الصورة التي كان عليها بعض أسلافنا».
وأوضح أن رواياته «زمبوه» و«النخلاوي» و«كشوانية رقم 7»، لم تعد ملكا له، بل للقارئ إذا شاء، والمكان في «زمبوه» و«النخلاوي» هو مسرح أسلافه الذين انحدر منهم، في صحوي مشهد لأمه وهي تصلي بين حافتي العصر والأصيل، في عريش محضون في بستان اسمه العرجانية، الذي أشبعه كثيرا بأوائل ما يمنحه صيف القطيف من كل شيء يانع وشهي، وأنه اختار العرجانية التي تضمنها جده القديحي من أحد ملاك آل الزاير في القطيف، ليبني كل أحداث زمبوه على مشاهد عاشها وتخيلها، وجلب صوت النهيق الذي تتبادله حمير البساتين، والبعوض قبل صلاة المغرب.
وبين حبيب أنه احتاج إلى الخيال كثيرا في أعماله، لكن «زمبوه» الرواية القصيرة الواقعية في بنيتها ومضمونها تورطت بواقع المكان والزمان، وورطته معها في مراجعة المواسم، فلا يجوز أن يجلب «النبق» في الصيف، أو يستشهد بـ«الخلال» في أغسطس، بل إن صراع الطبيعة الذي خاضه والد البطل كان مناخيا دقيقا في توقيته، والصرام لا يتم في قلب الأسد عادة، إلا حين يجور الصيف أكثر مما تحتمل النخيل، وجدير بمن يريد أن يكتب المكان؛ أن يكتب الزمان معه.