الرأي

استثمار إعلامي خبيث لحالة اختفاء مواطن سعودي

مانع اليامي
نعم حتى لحظة تحرير هذا المقال لا يمكن تكييف حالة المواطن السعودي جمال خاشفني بغير الاختفاء، طالما أن مدى البحث والتحري وإلى ذلك من مجريات التحقيقات بلا نتيجة تقود إلى الوصول إليه حيا أو ميتا، والأخيرة فيها صعوبة في ظل عدم وجود مسرح جريمة أصلا، لا في البلد التي اختفى فيها ولا في غير مكان، وفي هذه الحالة يصعب جمع قرائن معتبرة، ومن العبث لا شك تلفيقها، حتى الشهود لا وجود لهم، ومع هذا ذهبت وسائل الإعلام غالبا على وقع تحركات المرتزقة التحليلية الهمجية واستنتاجات الأبواق المأجورة في مواقع التواصل، وأكثرهم من العرب مع كل أسف، إلى تكييف حالة اختفاء المواطن السعودي إلى جريمة مكتملة الأركان.

لا نلوم وسائل الإعلام الأجنبية إن ضيعت الطريق في ظل مبادرة وتبني قناة إعلامية خليجية (الجزيرة القطرية) للأخبار المزيفة بامتياز. عند النخب الثقافية وأهل الرأي المتابعين للأحداث، وحتى عند العامة، المقاصد عند الجميع معروفة، ومحاولة استثمار الحالة للنيل من مقام وسمعة السعودية واضحة، والنتيجة لا شك خاسرة بكل المقاييس.

عموما التخبط الذي وصلت إليه هذه القناة أظهر عوار المهنية أكثر من أي وقت فات، وبقي أن ما وصلت إليه هذه الأيام من الانحطاط السلوكي مكشوف، درجة غليان الأحقاد عالية جدا، والارتباك ملحوظ، والفوضى وفبركة الأخبار مستمران ومخجلان، الأكاذيب تتوالى والاتهامات الموجهة تتصاعد كلما ارتفع مؤشر المدفوعات، هكذا يظهر، وهذه هي حالة كل أجير تنازل عن ضميره وخذل دينه، ولا شيء سوى الخضوع للمستأجر ومحاولة المسح على تمنياته المتورمة المدفونة، يبدو الأمر هنا طبيعيا وفق قاعدة المستأجر والأجير في مجال أعمال تشويه السمعة والتقليل من دور الكبار من باب الحسد والشعور بالدونية.

المهم أن السعوديين اليوم في أحسن أحوالهم في تكاتف غير مسبوق والتفاف صادق حول قيادتهم. والحقيقة أنه يؤسفهم بل أكثر من ذلك، ما حدث ويحدث من بعض أشقائهم الخليجيين والعرب الذين جعلوا من حالة اختفاء الصحفي السعودي حربا إعلامية وقودها كيل التهم ونشر الشائعات.

لم تقصر يد العون السعودية يوما،وما أكثر تسامحها حكومة وشعبا، غير أن التمرد صفة كل لئيم وخاتمته مقابل إكرامه أو تجاوز زلاته.

على أية حال سيسدل الستار على حالة غياب خاشقجي، والمؤكد أن السعودية بلد المقدسات والقيادة الأمينة والشعب الوفي ستبقى شامخة بحزمها وعزمها وإنسانيتها أولا وأخيرا، ولن يثنيها عن مشروع نهضتها حقد حاقد ولا حسد حاسد. وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com