معرفة

بزيع: الشعراء بالكاد يمتلكون ثيابهم

باتت قصيدة (قمصان يوسف) بمثابة الأيقونة الشعرية المقترنة بمسيرة الشاعر اللبناني شوقي بزيع، حتى كانت الأمسية التي أقيمت أخيرا في جمعية الثقافة والفنون فرصة ليعرف الجمهور عن سر هذا النص، والذي كشف بزيع أنه كتبه بعد قراءة متعمقة لسورة يوسف، توصل خلالها إلى مجموعة من المفاهيم والمقاربات الفلسفية التي بنى عليها قصيدته فيما بعد.

وأضاف بزيع الذي تطرق إلى ثلاثة قمصان هي قميص التجربة الذي استخدمه إخوة يوسف كدليل على مقتله، والقميص الذي مزقته امرأة العزيز، والقميص الذي أرسله يوسف إلى أبيه «وجدت أن جمال يوسف عليه السلام لا يتعلق فقط بالجانب الشكلي، وإنما هو جمال يتجلى من خلال القمصان المتعددة التي وردت في قصته، والتي جسدت البعد العميق ومثلت فكرة التقمص، لقد كان هذا الجمال متجليا في أكثر من هيئة وكانت له دلالاته على تجديد الجسد والنفس».

في جانب آخر، تطرق بزيع إلى عدد من القصائد المميزة لشعراء عرب، والتي قام بغنائها الفنان اللبناني مارسيل خليفة معلقا في هذا السياق «لقد غنى خليفة لعدة شعراء ولكن الجمهور يعتقد أن كل أغنية له هي من قصائد محمود درويش، وهذا أدى لعدم معرفتهم بتجارب شعرية جميلة»، وقد علق بزيع بشكل طريف بأن هذه ليست المرة الوحيدة التي يتعرض فيها الشعراء للظلم، مضيفا «رغم أنهم قد يشاركون في صنع الأغنيات نفسها، ولكن المطربين هم من يتربعون على عشرات الملايين، والشعراء بالكاد يمتلكون الثياب التي يرتدونها».

من نص (قميص التجربة)

صدق ظلالك فوق الجدار، وغص نحو وحل الحقيقة

كيما تجدد ما قوض الطين فيك

فهذا الزمان الذي برأ الذئب من شبهة الدم فوق قميصك

ليس زمانك

وهذا الحصان الذي لم تخن برقه المتردد، خانك

وإخوتك اتحدوا مع قميصك ضد دموع أبيك