شاب لا يتجاوز الثامنة عشرة، تجبره الظروف على ترك مقاعد الدراسة، تزداد الظروف سوءا، فلا يجدي أي عمل، إلا في مصنع، مدة العمل 12 ساعة في اليوم، يتقاضى مقابلها الأكل فقط. يشترط على رب عمله أن يعطيه نصف الطعام فقط، على أن يسمح له بالاحتفاظ بالأوراق الخاصة بالعمل «الكراتين» وقلم وساعة واحدة للاستراحة.

يبدأ بعدها بالقراءة والتدوين في تخصصه المحبوب «الإحصاء النفسي»، ويبدأ في مراسلة أكبر المجلات العلمية بما يتوصل إليه من نتائج، ولكن ليس تحت اسمه، بل باسم طالب «student».

العلماء في تلك المجلة يذهلون بالنتائج وينشرونها بعد التحقق منها وبنفس الاسم (طالب). يستمر الأمر 4 سنوات حتى يصبح حديث المجالس العلمية. تنشر إحدى الجامعات إعلانا تطلبه للعمل فيها كـ «عالم». يذهب بكل أدب إلى رب عمله لتقديم استقالته، حيث إنه سينتقل من عامل إلى عالم.

رب العمل رجل أرعن ينفجر ضاحكا ويعرض عليه زيادة في الراتب، يستأذنه وهو يتمتم (انتهى زمن الطاعة سيدي)، ويذهب ليقود إحدى أكبر حركات التطوير في علم الإحصاء. إنه «الطالب - كوست».

همسة: تحتاج في إحدى مراحل حياتك أن تسير تفاصيلها في دراماتيكية مختلفة عما تريد، وأن تكون في الموقع الذي قد لا تريده، وأن تبدأ من المتوفر لديك من إمكانات، لتصل لغيره، تحت نظرية «اصنع من الموجود لا موجودا لكي تصبح يوما أنت».