ماذا يمكن أن تقدم الجامعات للجهات الحكومية الأخرى؟
السبت / 4 / صفر / 1440 هـ - 19:00 - السبت 13 أكتوبر 2018 19:00
قبل فترة وصلتني دعوة لحضور ندوة علمية تقام في كلية الأعمال بجامعة أوكسفورد، وكان موضوع الندوة يناقش مشكلة الازدحام الناتجة عن السياحة في مدينة أوكسفورد. تنوع الحضور والمشاركون بين أكاديميين من جامعات بريطانية وأمريكية وممثلين عن الجهات الحكومية المرتبطة بالسياحة وممثلين عن القطاع السياحي ومجموعة من الباحثين المهتمين والطلبة المتخصصين في السياحة. وهدفت الندوة إلى عرض نتائج الدراسة التي تم عملها على المشكلة، وهي دراسة ممولة بشكل كامل من بلدية أوكسفورد. بدأت الندوة بتعريف بالمشكلة التي تعاني منها المدينة ثم انتقلت الباحثة لعرض نتائج الدراسة التي كانت صادمة بالنسبة لغالبية الحضور.
ما دفع بلدية أوكسفورد لطلب الدعم من الباحثين المتخصصين في السياحة الشكاوى التي كتبها سكان أوكسفورد على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعية، وهو الأمر الذي جعل وسائل الإعلام تسلط الضوء على المشكلة. هذا التحرك الاجتماعي ضد السياحة أقلق البلدية كثيرا فهي تعمل على زيادة أعداد السياح لخلق الوظائف وإنعاش الاقتصاد، بينما السكان متذمرون من الازدحام الزائد نتيجة ازدياد أعداد السياح.
هذه مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لنا كمتخصصين، حتى إنه في السنوات الأخيرة زاد معدل الأبحاث المنشورة حول قضية الطاقة الاستيعابية السياحية، وظهر مصطلح Over-Tourism والذي يمكن ترجمته حرفيا (السياحة الزائدة) ومعناه زيادة أعداد السياح عن الطاقة الاستيعابية السياحية للمدينة.
في 2012 بلغ عدد السياح الدوليين مليار سائح، وفي 2030 سيصل الرقم إلى ملياري سائح، وهذه الزيادة الكبيرة هي نتيجة لنمو أعداد سكان الأرض، وظهور أسواق سياحية جديدة وتقلص الفارق الاقتصادي بين الفقراء والأغنياء بالإضافة لانخفاض تكاليف السفر. هذا الصيف قام سكان مدينة البندقية - فينيسيا الإيطالية بمهاجمة سفينة سياحية عند وصولها لمرفأ المدينة، واشتكى عدد من السياح من تعرضهم لمضايقات خلال وجودهم في البندقية؛ المدينة الرومانسية الأشهر في العالم التي كانت وجهة العشاق المفضلة لسنوات طويلة أصبحت ترفض زوارها، ببساطة لأن هناك سوء إدارة للسياحة في المدينة وعدم استيعاب من الجهات المعنية للمشكلة، والسكان المحليين تعبوا ولم يعودوا قادرين على العيش في مدينتهم بشكل طبيعي في ظل الازدحام الذي يعانون منه.
في 2014 عملت دراسة على مدينة جدة كجزء من متطلبات الماجستير، وصرح لي عدد من المشاركين في الدراسة بأنهم لا يحتملون البقاء في جدة خلال مواسم السياحة، وهذه المشكلة لا تعيرها الجهات المعنية بالسياحة في جدة أي اهتمام.
بالنسبة لأوكسفورد كان لافتا للانتباه تباين إجابات المشاركين في الدراسة بحسب مواقعهم وعلاقتهم بالمشكلة، المسؤولون عن المدينة لا يرون وجود ازدحام ويرغبون في زيادة أعداد السياح لخلق وظائف أكثر وجني ضرائب وإنعاش الاقتصاد المحلي، يتشارك معهم في الرؤية المستثمرون في قطاع السياحة فهم يرغبون في زيادة مبيعاتهم وأرباحهم، لكن لدى السكان المحليين وجهة نظر مختلفة في كل النقاط التي طرحت عليهم. كثير من المشاكل التي يعاني المجتمع المحلي منها تكون نتيجة أحادية الرأي التي تتبعها معظم الجهات المسؤولة عند اتخاذ قرار لتنفيذ مشروع ما. من المهم جدا إشراك المجتمع المحلي في القرارات واستطلاع آرائهم باستمرار وقياس أثر أي مشروع عليهم فهم الأساس في نجاح أي مشروع تنموي.
لدى الجامعات الوطنية القدرة على العمل كجهات استشارية سواء لمؤسسات القطاع الحكومي أو الخاص. الباحثون والأكاديميون المختصون لديهم من الأدوات والخبرة ما يؤهلهم لمثل هذه المهام ومعظم الجامعات السعودية اليوم توجد فيها مكاتب خبرة يعمل فيها خبراء أكفاء في مختلف التخصصات والمجالات. مكتب الخبرة هو مكتب يعمل تحت إشراف الجامعة يؤسسه عضو هيئة تدريس أو مجموعة من الأكاديميين أصحاب الاهتمام المشترك ويتم من خلاله تقديم الدراسات والاستشارات لمؤسسات القطاع الحكومي والخاص بشكل علمي تراعى فيه متطلبات كل أصحاب المصلحة ومن ضمنهم المجتمع المحلي. من الضروري الاستفادة من خبرات الأكاديميين والاستنارة بآرائهم التي هي نتيجة سنوات طويلة من الدراسة والبحث والممارسة.
ما دفع بلدية أوكسفورد لطلب الدعم من الباحثين المتخصصين في السياحة الشكاوى التي كتبها سكان أوكسفورد على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعية، وهو الأمر الذي جعل وسائل الإعلام تسلط الضوء على المشكلة. هذا التحرك الاجتماعي ضد السياحة أقلق البلدية كثيرا فهي تعمل على زيادة أعداد السياح لخلق الوظائف وإنعاش الاقتصاد، بينما السكان متذمرون من الازدحام الزائد نتيجة ازدياد أعداد السياح.
هذه مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لنا كمتخصصين، حتى إنه في السنوات الأخيرة زاد معدل الأبحاث المنشورة حول قضية الطاقة الاستيعابية السياحية، وظهر مصطلح Over-Tourism والذي يمكن ترجمته حرفيا (السياحة الزائدة) ومعناه زيادة أعداد السياح عن الطاقة الاستيعابية السياحية للمدينة.
في 2012 بلغ عدد السياح الدوليين مليار سائح، وفي 2030 سيصل الرقم إلى ملياري سائح، وهذه الزيادة الكبيرة هي نتيجة لنمو أعداد سكان الأرض، وظهور أسواق سياحية جديدة وتقلص الفارق الاقتصادي بين الفقراء والأغنياء بالإضافة لانخفاض تكاليف السفر. هذا الصيف قام سكان مدينة البندقية - فينيسيا الإيطالية بمهاجمة سفينة سياحية عند وصولها لمرفأ المدينة، واشتكى عدد من السياح من تعرضهم لمضايقات خلال وجودهم في البندقية؛ المدينة الرومانسية الأشهر في العالم التي كانت وجهة العشاق المفضلة لسنوات طويلة أصبحت ترفض زوارها، ببساطة لأن هناك سوء إدارة للسياحة في المدينة وعدم استيعاب من الجهات المعنية للمشكلة، والسكان المحليين تعبوا ولم يعودوا قادرين على العيش في مدينتهم بشكل طبيعي في ظل الازدحام الذي يعانون منه.
في 2014 عملت دراسة على مدينة جدة كجزء من متطلبات الماجستير، وصرح لي عدد من المشاركين في الدراسة بأنهم لا يحتملون البقاء في جدة خلال مواسم السياحة، وهذه المشكلة لا تعيرها الجهات المعنية بالسياحة في جدة أي اهتمام.
بالنسبة لأوكسفورد كان لافتا للانتباه تباين إجابات المشاركين في الدراسة بحسب مواقعهم وعلاقتهم بالمشكلة، المسؤولون عن المدينة لا يرون وجود ازدحام ويرغبون في زيادة أعداد السياح لخلق وظائف أكثر وجني ضرائب وإنعاش الاقتصاد المحلي، يتشارك معهم في الرؤية المستثمرون في قطاع السياحة فهم يرغبون في زيادة مبيعاتهم وأرباحهم، لكن لدى السكان المحليين وجهة نظر مختلفة في كل النقاط التي طرحت عليهم. كثير من المشاكل التي يعاني المجتمع المحلي منها تكون نتيجة أحادية الرأي التي تتبعها معظم الجهات المسؤولة عند اتخاذ قرار لتنفيذ مشروع ما. من المهم جدا إشراك المجتمع المحلي في القرارات واستطلاع آرائهم باستمرار وقياس أثر أي مشروع عليهم فهم الأساس في نجاح أي مشروع تنموي.
لدى الجامعات الوطنية القدرة على العمل كجهات استشارية سواء لمؤسسات القطاع الحكومي أو الخاص. الباحثون والأكاديميون المختصون لديهم من الأدوات والخبرة ما يؤهلهم لمثل هذه المهام ومعظم الجامعات السعودية اليوم توجد فيها مكاتب خبرة يعمل فيها خبراء أكفاء في مختلف التخصصات والمجالات. مكتب الخبرة هو مكتب يعمل تحت إشراف الجامعة يؤسسه عضو هيئة تدريس أو مجموعة من الأكاديميين أصحاب الاهتمام المشترك ويتم من خلاله تقديم الدراسات والاستشارات لمؤسسات القطاع الحكومي والخاص بشكل علمي تراعى فيه متطلبات كل أصحاب المصلحة ومن ضمنهم المجتمع المحلي. من الضروري الاستفادة من خبرات الأكاديميين والاستنارة بآرائهم التي هي نتيجة سنوات طويلة من الدراسة والبحث والممارسة.