في الوقت الذي تذمر فيه عدد من الآباء من إجازة الجهات المسؤولة في السعودية على الدخول للعبة «فورتنايت»، وغيرها من الألعاب التي أثرت بشكل كبير على أطفالهم، حتى تقمصوا في حياتهم الشخصيات الكرتونية، حمل مصدر في الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الأبوين المسؤولية كاملة دون غيرهم.

وقال المصدر: مسؤولية الآثار السلبية التي تنتج للطفل عن طريق الألعاب الالكترونية يتحملها الأبوان في المنزل فقط، لأنهما القادران على السيطرة على نوعية الألعاب لأطفالهم، وعدد الساعات التي يستغرقونها أمام الأجهزة الالكترونية، ومن الطبيعي أن يتطبع الطفل بطباع الشخصيات في الألعاب، أيا كان نوعها، ما دام يستخدمها بشراهة كبيرة، دون مراعاة من ذويه لذلك، والتقنية الحديثة تتيح الآن التحكم في نوعية وزمن الألعاب في أجهزة الأطفال، ويعنينا في الحظر الألعاب الخارجة عن الأدب أو التي تحمل أفكارا هدامة.

وعن مقطع الفيديو الذي ظهر في مواقع التواصل الاجتماعية، وتظهر مجموعة من الأطفال، يؤدون - دون وعي - حركات من الرقصة الشهيرة للعبة فورتنايت، أوضح أستاذ علم النفس بجامعة أم القرى، الدكتور طارق السلمي أنه من الممكن أن يصل الطفل إلى هذا المستوى من الهوس بالأشياء طالما أنه يستخدمها بكثرة، مشددا على ضرورة إلغاء العادات بعدم تعزيزها، بحيث لا يسمح للطفل بأن تعزز داخله أي عادة سيئة، من خلال تنمية العلاج السلوكي، ودفعهم بالعادات الحسنة.

وأشار إلى أن العلاج من هذه المشكلة يبدأ بمتابعة نوعية القنوات والألعاب وأهدافها، لأنه يرى أنها تشارك في تربية الأبناء، ثم تخصيص جدول ليوميات الطفل يستطيعون من خلاله الآباء تغيير نمط تربيتهم، بتخصيص وقت للجلوس معهم، وممارسة الرياضة، وغيرها من الأمور الإيجابية.

وتطرقت رئيسة قسم رياض الأطفال بجامعة أم القرى الباحثة الدكتورة سبحة اللحياني إلى دراستها في 2016 عن مدى تأثير بيئة المنزل والروضة في تعلم الأطفال القراءة والكتابة الناشئة، والتي تناولت تأثير استخدام الأجهزة ومن ضمنها الألعاب الالكترونية على تعلم ونمو الأطفال الاجتماعي واللغوي، حيث لاحظت أن 63.7% من مجموع 325 طفلا في عمر 3-6 سنوات يميلون إلى استخدام الأجهزة الذكية بشكل إيجابي في تعلم الحروف الأبجدية، وحفظ الأناشيد والرسم بصورة يومية في بيئة المنزل.

وأشارت أيضا إلى نتائج دراسة أخرى في 2018 عن قضية التنمر الالكتروني وأثره على الأطفال من الفئة العمرية 5-6 سنوات، وتناولت العينة 125 طفلا في مرحلة الروضة والصفين الأول والثاني الابتدائي، وأظهرت النتائج أن بعض الأطفال لديهم نقص في الوعي حول مخاطر التنمر الذي قد يتعرض له الطفل أثناء استخدام هذه الألعاب عبر الانترنت.

وأكدت الباحثة أهمية توعية الوالدين والمربين في بيئتي المنزل والروضة أو المدرسة بأهمية الرقابة المنزلية على ما يفعله الأطفال عند التعامل مع الأجهزة الالكترونية، مما قد يؤثر على سلوكهم وهويتهم الدينية، والحرص على الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال، مثل تأمين الأجهزة للحد من دخول والبرامج غير الآمنة حتى لا يكون عرضة للتنمر الالكتروني مستقبلا.

أسلوب العلاج

• متابعة القنوات والألعاب وأهدافها
• تغيير نمط التربية
• تعزيز الممارسات الإيجابية
• تحديد فترة زمنية للعب