الرأي

يوم المعلم الجليل.. بلا تبجيل!

عبدالغني القش
لغرض في نفس كاتب هذه السطور تم تأجيل هذا المقال، لعل وزارة التعليم تفاجئ المعلم بشيء، حيث احتفل العالم بيوم المعلم الجمعة الماضي، وكان لنا شرف المتابعة الدقيقة، والانتظار المرير، وباء كل ذلك بخيبة أمل كالمعتاد، حيث أعلنت الوزارة إرجاء مزايا المعلمين لعدم اعتمادها، مع التأكيد اللفظي - والإبقاء على الروتين السنوي الذي مله الجميع - على أن المعلم له دور استراتيجي في العملية التربوية والتعليمية!

هكذا مر اليوم العالمي للمعلم، دون تحرك جدي يفي ببعض طموحاته أو تحقيق تطلعاته، ثم أتى تأجيل الوزارة لبرنامج «تبجيل» مخيبا للآمال ومحبطا للتطلعات.

وقد قامت بعض الشركات والمؤسسات التجارية بتقديم خصومات ربما كان بعضها مدعاة للتندر، وقد نشرت صحيفة محلية عبر صفحتها الأولى أن جهة تجارية منحت خصما بمقدار 5% على حفائض الأطفال، كمثال على تقصير الوزارة، فظهر هؤلاء ليكملوا ما بقي وتكون خصوماتهم مشينة ومؤسفة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة التأمين الطبي للمعلم، ويرجى تطبيقه عاجلا.

ليت الوزارة تحتفي بهذا اليوم بالشكل اللائق فتقيم في مثل هذا اليوم حفلا لتكريم المعلمين المتميزين على مستوى المملكة، من خلال هدايا تحفيزية لائقة تشجع على بذل مزيد من العطاء والإبداع، وتحث الآخرين على اللحاق بركب المبدعين والمتفانين، فمن غير المقبول أن يتساوى الجميع (المبدع والمقصر).

ولعلها فرصة مواتية أن تقام حفلات المتقاعدين في كافة أرجاء المناطق في بلادنا، وبشكل يوازي ويليق بمكانة المعلم، والمتأمل في حفلات التقاعد يجد أنها لا تليق أبدا، ولك أن تتصور أن إحدى إدارات التعليم أحجمت عن تكريم المعلمين المتقاعدين لمدة خمس سنوات، ثم جمعتهم في حفل وأهدتهم دروعا موحدة أقل ما يمكن أن توصف به أنها لا تواكب ما قدمه المعلم من عطاء طيلة حياته.

وأرجو أن يبادر معالي وزير التعليم إلى إصدار تعميم لجميع إدارات التعليم بإقامة حفل المتقاعدين من المعلمين في يوم المعلم العالمي، ليكون يوما من أيام الوفاء للمعلم.

لا يختلف اثنان على أن تكريم المعلم في مدرسته أمر جميل ويعود عليه وعلى أدائه بشكل إيجابي، لكن المؤمل أن يظهر ذلك التكريم على المستوى الوطني، خاصة للمتميز من المعلمين والمعلمات. ووقوف الوزارة مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر ربما خيم بظلاله عليهم وبشكل سلبي.

إن المعلمين يريدون في يومهم أثرا وزاريا ملموسا، فقد طال انتظارهم لمستويات المعلمين التي أعلنت منذ زمن ليس باليسير، ولكنها لم تر النور حتى يومنا هذا، فمن غير المنطق أن يساوى المعلم الخبير (من أمضى 15 عاما) والمستشار (من أمضى 25 عاما) مع المعلم الذي لم يمض على تعيينه إلا أيام أو شهور!

وتبقى مسألة النقل والتسكين في القرى والهجر وما يصحبها من حوادث مؤرقة للجميع، وهو ملف أرجو أن يحظى باهتمام بالغ وأن توليه الوزارة عناية فائقة؛ فالبعض قضى نحبه، والوزارة لا تقوم بعمل مواكب للخطب بحيث يخصص لأسرة المعلم المتوفى مبلغ مالي مجز، مليون ريال على سبيل المثال، ويتم تخليد اسمه ضمن من ضحوا بحياتهم في سبيل رفعة الوطن.

وهنا لفتة هامة، وهي أن تراجع الوزارة قراراتها، وتتمسك بالشجاعة الأدبية في التراجع عن بعضها، خاصة تلك التي يبدو أنها لم تدرس بعناية، كاستثناء المعلم من الإجازة عند تعطيل الدراسة، وهو ما كان مدعاة للتهكم؛ فماذا يعمل المعلم بلا طلاب، وهكذا بقية القرارات المماثلة كإجبار المعلم على الدوام في أيام الإجازات التي تخلو فيها المدارس من الطلاب، وليكن هذا اليوم زمنا تترقب القلوب وترمق الأبصار قراراته الإيجابية على العملية التربوية التعليمية، والتي يمثل المعلم محورها، فهل تفعل الوزارة؟!

aalqash1@gmail.com