الرأي

ما تفكر فيه.. قوقل ستقدمه لك قريبا

بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها وانطلاقتها في عالم الاتصال والفضاء الشاسع، بعد أن كانت فكرة تبناها وعمل على تطويرها طالبان في جامعة ستانفورد هما لاري بايج وسيرغي برين، أصبحت شركة قوقل اليوم واحدة من أكبر الشركات في العالم، وقد أحدثت حين ظهورها ثورة جديدة في مجال البحث على الانترنت.

ولم تنس الشركة العملاقة وهي تحتفل بهذه المناسبة أن تبدأ عقدها الثالث بثورة جديدة تقوم على فكرة استثمار الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم خدمات من شأنها جعل المستخدم يمضي أطول وقت ممكن على منصتها، بحيث تكون هي الخيار الأول له بدلا من أي موقع آخر. هذا ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المجموعة بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لقيامها وانطلاقتها.

شركة قوقل ومن خلال هذا الإعلان واعتزامها تقديم مثل هذه الخدمات، تسعى لتكون منافسة بقوة لوسائل التواصل الاجتماعية في تقديم مضامين أكثر قربا وملاءمة لرغبات واحتياجات مستخدمي الانترنت عموما، لأنها تدرك أن البحث عبر الانترنت ذو أهمية ولا زال دون المستوى المطلوب، لذلك فهي تسعى لاستثماره لصالحها.

هذا التحسين في الأداء الذي تسعى قوقل لتقديمه لمستخدميها يعني تطوير منظومة أعمالها كي تصبح قادرة على استباق طلبات المستخدمين ورغباتهم من خلال استخدامها الأمثل للذكاء الاصطناعي واستثمار البيانات الشخصية لكل مستخدم في عالم الانترنت، وهو ما يعني مزيدا من المخاوف من انتهاك الخصوصية في ظل تنامي نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم.

تقول كارين كوربي المسؤولة عن المنتجات في قوقل إن الشركة تعمل على محاولة التعرف على الأمور التي لم يبدأ المستخدم بالبحث عنها، وهذا يعني أنهم يسعون بطريقة مبتكرة للوقوف على متطلبات الفرد وفق عمليات ذكية لتحديد رغباته وميوله، وبالتالي تقديم المنتج له حتى قبل طلبه.

كما ستسعى قوقل لمنافسة فيس بوك من خلال شريط الأحداث وتطويره بعرض مضامين أكثر واختيارات واسعة بهدف لفت انتباه المستخدمين وجذبهم وإثارة اهتمامهم لقضاء أطول وقت، وتوفير بدائل متعددة من خلال منصتها بدل الاستعانة بمواقع الكترونية أخرى.

لكن السؤال: كيف لشركة قوقل معرفة رغبات المستخدمين ومتطلباتهم وتوفيرها لهم عبر منصتها حتى قبل طلبهم لها؟

الإجابة في أن الشركة العملاقة استندت في تطوير منظومة أعمالها على دراسة عادات وأنماط مستخدمي الانترنت بشكل عام، إضافة إلى جمع المعلومات الدقيقة عن المستخدم بما في ذلك موقعه الجغرافي ولغته ونوع الجهاز الذي يستخدمه،

وغيرها من المعلومات التي تستطيع من خلالها معرفة سلوك المستخدم.

أخيرا أجرت قوقل تعديلا على متصفح «كروم» يسمح بربط مستخدم المتصفح بحسابه في قوقل من دون أن يأخذ رأيه، وهو ما يشكل انتهاكا للخصوصة وللبيانات الشخصية للمستخدمين.

nalhazani@