الرأي

عرس الوطن اقتصادي!

عبدالحليم البراك
انتهت أفراح الوطن الخضراء والبيضاء، خضراء بلون الأرض، بيضاء بلون السماء، لكن لم تنته آثاره، وهذا اليوم الوطني المتميز بروحه الجديدة خلق مفهوما جديدا لأول مرة، وبكل صدق أحببناه كأجمل أيام الوطنية، حيث إن واحدة من جمالياته مساهمة القطاع الخاص في عرس الوطن، سواء بمشاركته الأفراح أو بعمل تخفيضات اليوم الوطني!

- تخفيض 88 متماشيا مع اليوم الـ 88 لليوم الوطني.

- تثبيت السعر 88 متماشيا مع اليوم الـ 88 للوطن.

- 88 هدية، و88 فعالية، و88 حدثا في 88 مدينة.

وبدلا من أن نسمع بالبلاك فرايدي الذي تم تعريبه للجمعة البيضاء، صار لدينا اليوم الوطني الأبيض لتجتمع خطط الشراء في هذا اليوم، لعروض تخفيضات حقيقية في هذا اليوم الجميل، بل في أيامه الثلاثة أو في أسبوع الوطن، فتتوالى العروض الشرائية والتخفيض، وبهذه الطريقة وغيرها من الطرق يزداد حماس الناس لليوم الوطني، ولا أبالغ لو قلت بأنه إن كرس مفهوم التخفيضات الحقيقية في الأيام الوطنية، هذه العروض قد تحد من الشراء من الخارج ونكرس مشترياتنا من عروض الداخل، ونوفر ملايين الدولارات المهاجرة للخارج لتكون في الداخل، وغير هذا نعلي مفهوم خدمة ما بعد البيع، فالذي يبيع لك من الخارج تنتهي علاقتك به بمجرد تسلم بضاعتك منه، لكن في الداخل خدمة ما بعد البيع ملزمة له بالنظام وأخلاقيات المهنة.

تحويل اليوم الوطني ليوم عملي، وفعاليات فرح، وفعاليات تسوق، وفعاليات فن، كلها تصب في انتظار هذا اليوم الذي نحبه، حتى نكاد نتمنى أن يكون اليوم الوطني طوال السنة، ولذلك سيكون على عاتقنا جميعا أن نبتكر كل شيء جميل لنحول هذا اليوم إلى يوم فريد من نوعه، ونسعى لتحويله إلى حدث استثماري وليس إلى حدث استهلاكي، وسياسة تغيير وفرح، وليس سياسة استهلاك، وهذا اليوم الوطني الأخير هو الشكل الذي يمثل هذه الرؤية بوضوح، حيث تم تغيير شكل اليوم الوطني بالفرح والترقب والانتظار.

كلنا انتظار الآن لعرس وطني آخر، وكلنا انتظار ليوم وطني آخر فيه كل شيء سعيد ومفرح، يستهدف الصغير والكبير، يصل خيره للمواطن والمقيم، وألا يكون حظنا منه إضاءة عابرة في شارع، أو علما يرفرف ليوم واحد!

وكل عام وهذا الوطن هو الخير كله لنا!

Halemalbaarrak@