تفاعل

بازل

من منا لم يلعب يوما بالبازل (Puzzles) تلك الأحجية التي تتألف من قطع تتفاوت أعدادها على حسب درجة تعقيدها، حيث تصف تلك القطع بطريقة محددة لتظهر لنا في النهاية لوحة رائعة، تماما مثلما رسمت على غلاف العبوة الخاص بها. وفي حال ضياع قطعة واحدة من قطع تلك الأحجية تفقد اللوحة روعتها في نظرنا وتظل ناقصة ولم تكتمل، فنحن لم نكمل شروط اللعبة كما هي.

مع الأسف كثير منا يرى الحياة على أنها لوحة بازل، ولا بد أن تكتمل بكل قطعها وبالطريقة المحددة التي رسمناها لنعيش حياة مثالية وجميلة من وجهة نظرنا القاصرة، وعندما لا نحصل على مردانا ولو لمرة واحدة نندب حظنا العاثر ونرى أن حياتنا أصبحت باهتة تماما كلوحة البازل الفاقدة لإحدى قطعها، ولكن عندما تدقق بلوحة البازل الناقصة قليلا سترى أنك ستفهم اللوحة جيدا وستراها جميلة، بل قد يحملك ذلك على استعمال خيالك الواسع لإكمالها بقطعة قد تفوق جمالا القطعة الأصلية، كذلك هي الحياة عزيزي القارئ فليس كل ما نفقده أو لم نحصل عليه هو نهاية جمال وروعة حياتنا. فحياتك لوحة بازل من صنعك أنت تستطيع أن تراها رائعة وإن فقدت كثيرا من قطعها.