زيادة عدد المحترفين في الجامعات..!
سنابل موقوتة
الاثنين / 7 / محرم / 1440 هـ - 20:30 - الاثنين 17 سبتمبر 2018 20:30
كلام كثير يسبق هذا السطر لا داعي لذكره..
ثم إننا نخلط عن حسن نية ـ أو عن سوئها أحيانا ـ بين الأشياء المتشابهة ظاهرا.
نحن نتكلم كثيرا عن السعودة والتوطين، ونتكلم كثيرا عن الكفاءات، ثم نستنتج في نهاية المطاف أن شرط الكفاءة الوحيد المعتبر لدينا هو أن يكون سعودي الأصل والمنشأ.
وإن كنت عزيزي القارئ النبيه قد استنتجت من الأسطر أعلاه أني أقصد أنه لا يوجد كفاءات سعودية وأن غير السعودي أفضل من السعودي فلا مبرر لإكمال القراءة، ويمكنك البدء في شتمي من الآن دون تكبد عناء الوصول لآخر المقال.
المهم.. أغلب دول العالم المتقدمة ـ إن لم تكن كلها ـ في شتى صنوف العلم والمعرفة والحياة، تتعامل مع الكفاءات كما تتعامل مع الكنوز، بغض النظر عن أصلها وفصلها وجنسها ولونها ومكان ولادتها. ولذلك كانت دولا متقدمة. وهنا يأتي الخلط الآخر، هل كل الذين يتم استقدامهم للعمل في السعودية كفاءات نادرة من الصعب وجود مثلها من السعوديين؟
الإجابة هي قطعا لا، من أعلى المهن حتى أقلها، وأكاد أجزم ـ وأحيانا أقسم على ذلك ـ بأن 99.99% من أصحاب المهن من إخوتنا في العروبة والدين والإنسانية الذين يعملون في السعودية لم يتعلموا مهنهم إلا بعد قدومهم. فالسائق يتعلم القيادة هنا وكذلك الميكانيكي والكهربائي وعامل البناء ثم الصعود حتى الوصول في بعض الأحيان إلى قيادات بعض الشركات. لكن هذا ليس مبررا لتعامل البعض مع غير السعوديين وكأنهم غزاة، فالمواطنون هم من استقدمهم والدولة هي من منحتهم تأشيرات الدخول.
وأظن ـ والله أعلم ـ أن الحل الأمثل هو أن نفرح بوجود الكفاءات ونشجعها قبل أن نفكر في النظر إلى «الهوية»، وأن يكون شرط الكفاءة شرطا أساسيا ومعتبرا قبل السماح بدخول أي عامل غير سعودي في أي مهنة كانت، ووجود «نقابات» أو هيئات أو جمعيات لكل مهنة تمنح الترخيص بالعمل قد يكون حلا جيدا. فلا يعمل إلا من كان لديه شهادة من جهة محلية بأنه يجيد صنعته التي أتى من أجلها.
وحين تتعطل سيارتي أو أمرض فإني ـ مثلكم جميعا ـ سأبحث عن شخص يتقن عمله، ولن أدقق كثيرا في هويته قبل أن يبدأ في العمل، فلن أهتم كثيرا إن كان سعوديا أو من أوقيانوسيا. وهذا ما نفعله جميعا وإن كنا نقول غير ذلك في تويتر وفي وسائل الإعلام الأخرى.
وعلى أي حال..
فإن سبب الحديث عن هذا الأمر هو ما أثير مؤخرا عن «الجامعات»، والجامعات ليست مثل أي «دكان» آخر، والعمل فيها يجب أن يكون معيار الكفاءة فيه هو الفيصل والوحيد، وأرجو ألا نتحمس مع بعض الشعارات إلى الحد الذي يدفع الجامعات إلى توظيف أعضاء هيئة تدريس سعوديين يكون السبب الوحيد لتوظيفهم هو تحقيق نسبة «السعودة». وهذا لا يعني بالطبع أن يكون المجال مفتوحا لتوظيف من هب ودب من الأساتذة غير السعوديين. وكما ترفع الجامعات معاييرها في قبول الطلاب في كل سنة فإنه يفترض أن ترفع معاييرها لتوظيف الأساتذة بغض النظر عن جنسياتهم.
agrni@
ثم إننا نخلط عن حسن نية ـ أو عن سوئها أحيانا ـ بين الأشياء المتشابهة ظاهرا.
نحن نتكلم كثيرا عن السعودة والتوطين، ونتكلم كثيرا عن الكفاءات، ثم نستنتج في نهاية المطاف أن شرط الكفاءة الوحيد المعتبر لدينا هو أن يكون سعودي الأصل والمنشأ.
وإن كنت عزيزي القارئ النبيه قد استنتجت من الأسطر أعلاه أني أقصد أنه لا يوجد كفاءات سعودية وأن غير السعودي أفضل من السعودي فلا مبرر لإكمال القراءة، ويمكنك البدء في شتمي من الآن دون تكبد عناء الوصول لآخر المقال.
المهم.. أغلب دول العالم المتقدمة ـ إن لم تكن كلها ـ في شتى صنوف العلم والمعرفة والحياة، تتعامل مع الكفاءات كما تتعامل مع الكنوز، بغض النظر عن أصلها وفصلها وجنسها ولونها ومكان ولادتها. ولذلك كانت دولا متقدمة. وهنا يأتي الخلط الآخر، هل كل الذين يتم استقدامهم للعمل في السعودية كفاءات نادرة من الصعب وجود مثلها من السعوديين؟
الإجابة هي قطعا لا، من أعلى المهن حتى أقلها، وأكاد أجزم ـ وأحيانا أقسم على ذلك ـ بأن 99.99% من أصحاب المهن من إخوتنا في العروبة والدين والإنسانية الذين يعملون في السعودية لم يتعلموا مهنهم إلا بعد قدومهم. فالسائق يتعلم القيادة هنا وكذلك الميكانيكي والكهربائي وعامل البناء ثم الصعود حتى الوصول في بعض الأحيان إلى قيادات بعض الشركات. لكن هذا ليس مبررا لتعامل البعض مع غير السعوديين وكأنهم غزاة، فالمواطنون هم من استقدمهم والدولة هي من منحتهم تأشيرات الدخول.
وأظن ـ والله أعلم ـ أن الحل الأمثل هو أن نفرح بوجود الكفاءات ونشجعها قبل أن نفكر في النظر إلى «الهوية»، وأن يكون شرط الكفاءة شرطا أساسيا ومعتبرا قبل السماح بدخول أي عامل غير سعودي في أي مهنة كانت، ووجود «نقابات» أو هيئات أو جمعيات لكل مهنة تمنح الترخيص بالعمل قد يكون حلا جيدا. فلا يعمل إلا من كان لديه شهادة من جهة محلية بأنه يجيد صنعته التي أتى من أجلها.
وحين تتعطل سيارتي أو أمرض فإني ـ مثلكم جميعا ـ سأبحث عن شخص يتقن عمله، ولن أدقق كثيرا في هويته قبل أن يبدأ في العمل، فلن أهتم كثيرا إن كان سعوديا أو من أوقيانوسيا. وهذا ما نفعله جميعا وإن كنا نقول غير ذلك في تويتر وفي وسائل الإعلام الأخرى.
وعلى أي حال..
فإن سبب الحديث عن هذا الأمر هو ما أثير مؤخرا عن «الجامعات»، والجامعات ليست مثل أي «دكان» آخر، والعمل فيها يجب أن يكون معيار الكفاءة فيه هو الفيصل والوحيد، وأرجو ألا نتحمس مع بعض الشعارات إلى الحد الذي يدفع الجامعات إلى توظيف أعضاء هيئة تدريس سعوديين يكون السبب الوحيد لتوظيفهم هو تحقيق نسبة «السعودة». وهذا لا يعني بالطبع أن يكون المجال مفتوحا لتوظيف من هب ودب من الأساتذة غير السعوديين. وكما ترفع الجامعات معاييرها في قبول الطلاب في كل سنة فإنه يفترض أن ترفع معاييرها لتوظيف الأساتذة بغض النظر عن جنسياتهم.
agrni@