أكاديميون وأدباء: البردوني الشاعر البصير في الظلمة
السبت / 28 / ذو الحجة / 1439 هـ - 09:45 - السبت 8 سبتمبر 2018 09:45
أجمع أدباء وأكاديميون على أن الشاعر اليمني عبدالله البردوني واحد من كبار شعراء اليمن في القرن العشرين، حيث قدمت اليمن للساحة العربية عددا كبيرا من الشعراء المجيدين وإن كان معظمهم لم يحظ بشهرة في العالم العربي، إذ كان اليمن ولا يزال من الأطراف ولم يكن من المراكز الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية.
جاء ذلك خلال الندوة الأدبية الموسعة التي نظمتها مؤسسة سلطان العويس الثقافية في دبي، عن الشاعر الراحل عبدالله البردوني تحت عنوان «البردوني الشاعر البصير»، بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب والمفكرين العرب أمس الأول.
وقال الدكتور شهاب غانم في ورقته التي قدمها بعنوان «الحس الفكاهي في شعر البردوني»، إن العواصم الثقافية للشعر العربي الفصيح خلال الثلثين الأولين من القرن العشرين تكاد تنحصر في القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق، ولم يعرف العالم العربي من شعراء الأقطار العربية الأخرى إلا قلة كالتونسي أبي القاسم الشابي على سبيل المثال واليمني الحضرمي علي أحمد باكثير، وإن كان باكثير لم يعرف إلا بعد هجرته إلى القاهرة.
وأكد الدكتور غانم أن شهرة البردوني جاءت وفق ثلاثة معطيات، إذ إنه شاعر موهوب ينتمي إلى طبقة فقيرة من الفلاحين، واستطاع أن يعبر عن همومها التي تشكل الجزء الغالب من الشعب بأسلوب جديد جذاب، كما يتحلى بحس فكاهي ساخر متميز، خاصة في شعره السياسي والاجتماعي، إضافة إلى نشاطه المتواصل في الإذاعة والصحافة واتحاد كتاب اليمن والاشتراك في المهرجانات الشعرية في اليمن وخارجها، ومنها مهرجان المربد الذي تألق فيه بحضور كبار الشعراء العرب وحصوله على الجوائز الشعرية.
من ظلام التيه إلى ضوء الفجر
الروائي والأكاديمي الدكتور همدان زيد دماج قال في ورقته إن البردوني عاش طفولة درامية بامتياز، شبيهة كثيرا في تفاصيلها المؤلمة والقاسية بعذابات الطفولات البائسة، التي قرأنا عنها في كلاسيكيات الأدب العالمي، ولا شك أن معاناته في طفولته تركت في نفسه آثارا عميقة، وجراحات غائرة، كان لها دور كبير في تشكيل وجدانه وسمات شخصيته المتحدية والصابرة، التواقة للخير والعدل، التلقائية والمنفلتة من كل أنواع القيود واليأس، كما كان لهذه المعاناة، وللقضايا العامة التي آمن بها لاحقا، وكرس لها جل حياته، تأثير واضح على شعره، الذي جاء محملا بعبق أنفاس الحياة والحرية والإنصاف.
الغربة والجوع
الروائي السوري فيصل خرتش قال في ورقته إن الشاعر البردوني دخل إلى صنعاء فاتحا يحمل على كتفه الغربة والجوع والوحشة، وفقدان البصر، دخلها ماشيا متعثر الخطى مرتطما بالمارة حينا وبالجدران حينا آخر، يتعرض للإهانات من الأولاد الصغار، إننا أمام شاعر مجدد حطم العلاقات اللغوية التقليدية، وابتكر جملا وصيغا شعرية جديدة، وقد تحرر في استخدام المفردات والصور والتراكيب، ليعطينا شكلا جديدا لها، إنه يحيل الشكل التقليدي إلى شكل فني حداثي يخترق المألوف ويتجاوزه بإيقاعاته وصوره ولغته.
من مجانين اللغة
الدكتور علي العلاق أكد أن اللغة فعلت فعلها في البردوني، فلم تعد حاكمة لغرائزه وحدها، بل غدت مكونا من مكونات كينونته الجسدية، حتى صار وجهه شبيها بأخبار كان، هكذا هو البردوني يتشكل من أدوات اللغة ومن نزواتها، من عطائها الوفير ومن ممكناتها الحافلة بالجمال، هو واحد من مجانين اللغة، وطفلها الذي لم يفطم بعد، قصيدته لم تعد في الكثير من نماذجها تنتمي إلى ذلك القالب الشعري الجاهز، الذي يتحكم بالشاعر ويوجه مسارات القول ومآلات الدلالة لديه، كما يحصل لدى كثيرين من كتاب هذا النمط الشعري.
عن البردوني:
ولد في قرية بردون – اليمن عام 1929، وفقد البصر وهو في السادسة من عمره
تمرد على قوالب الشعر المتوارثة، وانتقل بشعره إلى أساليب فنية غير مطروقة
أبدع في اللغة فاستخدم معجمه الخاص بعد رحلة شاقة في الاشتقاق والتوليد
استخدام الكلمات الغريبة النادرة والأجنبية دون تكلف أو عمد
له خصائص لغوية جديرة بالبحث المستقل المتعمق
استحدث أساليب شعرية من مجموع ثقافاته وتشعبها وتعددها
من أهم مؤلفاته:
1. من أرض بلقيس
2. في طريق الفجر
3. مدينة الغد
4. لعيني أم بلقيس
5. السفر إلى الأيام الخضر
6. وجوه دخانية في مرايا الليل
7. زمان بلا نوعية
8. كائنات الشوق الآخر
جاء ذلك خلال الندوة الأدبية الموسعة التي نظمتها مؤسسة سلطان العويس الثقافية في دبي، عن الشاعر الراحل عبدالله البردوني تحت عنوان «البردوني الشاعر البصير»، بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب والمفكرين العرب أمس الأول.
وقال الدكتور شهاب غانم في ورقته التي قدمها بعنوان «الحس الفكاهي في شعر البردوني»، إن العواصم الثقافية للشعر العربي الفصيح خلال الثلثين الأولين من القرن العشرين تكاد تنحصر في القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق، ولم يعرف العالم العربي من شعراء الأقطار العربية الأخرى إلا قلة كالتونسي أبي القاسم الشابي على سبيل المثال واليمني الحضرمي علي أحمد باكثير، وإن كان باكثير لم يعرف إلا بعد هجرته إلى القاهرة.
وأكد الدكتور غانم أن شهرة البردوني جاءت وفق ثلاثة معطيات، إذ إنه شاعر موهوب ينتمي إلى طبقة فقيرة من الفلاحين، واستطاع أن يعبر عن همومها التي تشكل الجزء الغالب من الشعب بأسلوب جديد جذاب، كما يتحلى بحس فكاهي ساخر متميز، خاصة في شعره السياسي والاجتماعي، إضافة إلى نشاطه المتواصل في الإذاعة والصحافة واتحاد كتاب اليمن والاشتراك في المهرجانات الشعرية في اليمن وخارجها، ومنها مهرجان المربد الذي تألق فيه بحضور كبار الشعراء العرب وحصوله على الجوائز الشعرية.
من ظلام التيه إلى ضوء الفجر
الروائي والأكاديمي الدكتور همدان زيد دماج قال في ورقته إن البردوني عاش طفولة درامية بامتياز، شبيهة كثيرا في تفاصيلها المؤلمة والقاسية بعذابات الطفولات البائسة، التي قرأنا عنها في كلاسيكيات الأدب العالمي، ولا شك أن معاناته في طفولته تركت في نفسه آثارا عميقة، وجراحات غائرة، كان لها دور كبير في تشكيل وجدانه وسمات شخصيته المتحدية والصابرة، التواقة للخير والعدل، التلقائية والمنفلتة من كل أنواع القيود واليأس، كما كان لهذه المعاناة، وللقضايا العامة التي آمن بها لاحقا، وكرس لها جل حياته، تأثير واضح على شعره، الذي جاء محملا بعبق أنفاس الحياة والحرية والإنصاف.
الغربة والجوع
الروائي السوري فيصل خرتش قال في ورقته إن الشاعر البردوني دخل إلى صنعاء فاتحا يحمل على كتفه الغربة والجوع والوحشة، وفقدان البصر، دخلها ماشيا متعثر الخطى مرتطما بالمارة حينا وبالجدران حينا آخر، يتعرض للإهانات من الأولاد الصغار، إننا أمام شاعر مجدد حطم العلاقات اللغوية التقليدية، وابتكر جملا وصيغا شعرية جديدة، وقد تحرر في استخدام المفردات والصور والتراكيب، ليعطينا شكلا جديدا لها، إنه يحيل الشكل التقليدي إلى شكل فني حداثي يخترق المألوف ويتجاوزه بإيقاعاته وصوره ولغته.
من مجانين اللغة
الدكتور علي العلاق أكد أن اللغة فعلت فعلها في البردوني، فلم تعد حاكمة لغرائزه وحدها، بل غدت مكونا من مكونات كينونته الجسدية، حتى صار وجهه شبيها بأخبار كان، هكذا هو البردوني يتشكل من أدوات اللغة ومن نزواتها، من عطائها الوفير ومن ممكناتها الحافلة بالجمال، هو واحد من مجانين اللغة، وطفلها الذي لم يفطم بعد، قصيدته لم تعد في الكثير من نماذجها تنتمي إلى ذلك القالب الشعري الجاهز، الذي يتحكم بالشاعر ويوجه مسارات القول ومآلات الدلالة لديه، كما يحصل لدى كثيرين من كتاب هذا النمط الشعري.
عن البردوني:
ولد في قرية بردون – اليمن عام 1929، وفقد البصر وهو في السادسة من عمره
تمرد على قوالب الشعر المتوارثة، وانتقل بشعره إلى أساليب فنية غير مطروقة
أبدع في اللغة فاستخدم معجمه الخاص بعد رحلة شاقة في الاشتقاق والتوليد
استخدام الكلمات الغريبة النادرة والأجنبية دون تكلف أو عمد
له خصائص لغوية جديرة بالبحث المستقل المتعمق
استحدث أساليب شعرية من مجموع ثقافاته وتشعبها وتعددها
من أهم مؤلفاته:
1. من أرض بلقيس
2. في طريق الفجر
3. مدينة الغد
4. لعيني أم بلقيس
5. السفر إلى الأيام الخضر
6. وجوه دخانية في مرايا الليل
7. زمان بلا نوعية
8. كائنات الشوق الآخر