الشهادة والإرادة
الثلاثاء / 24 / ذو الحجة / 1439 هـ - 19:00 - الثلاثاء 4 سبتمبر 2018 19:00
بدأ هذا الأسبوع ملايين الناس من الطلاب والمعلمين ومن يخدمهم من الموظفين والعاملين بالتوجه إلى المدارس والمعاهد والجامعات وكل يحمل في رأسه الهدف الذي يرنو إليه وما يريده عندما تنتهي الدراسة وما يتمناه لمستقبله من نجاح وفلاح، يتوجه الطلاب وهم يفكرون في شيء واحد هو تجاوز المرحلة التي هم فيها والانتقال إلى ما بعدها من مراحل التعليم أو الانصراف إلى العمل، وهذا أمر طبيعي، فما ذهب هؤلاء إلى مؤسسات التعليم في كل مستوياته إلا من أجل أن يحصدوا في نهاية العام النجاح والحصول على الشهادة التي يطلبها الدارسون والترقي فيما يبحثون عنه، وهو طلب مشروع وحق من حقوقهم التي عملوا من أجلها سنوات مهمة من عمرهم، تنتهي هذه السنوات في الحصول على الشهادة لتتويج جهودهم وثمرة تحصيلهم، وهي مرحلة مهمة من مراحل الحياة قطع كل منهم مسافة من العمر والوقت لتنتهي بحمل ورقة التخرج، وهذا يعد في حد ذاته إنجاز مرحلة كان عليه أن يقطعها ليبدأ حياة غير تلك التي قضاها في الدراسة، حياة العمل والتطبيق لما درس وما تعلم وعرف.
لكن أكثر الناس لم يدرك جيدا التغير الذي حدث ويحدث في مفهوم التعليم ومناهجه وأغراضه وقيمه، والتسارع الهائل في وسائل التعليم والتحول الكبير الذي تفرضه المستجدات. في الماضي يكفي أن يحمل المرء الشهادة ويقدمها لطلب الوظيفة فيكون لها مفعول السحر ولا أحد يسأل عما بعدها، كانت الحكومة هي الموظف الأول وكل من يحمل درجة من الدرجات العلمية مخصص له مستوى من السلم الوظيفي الذي يرتقي فيه بموجب شهادته التي يحملها وليس غير ذلك.
هذا الماضي الذي يكفل لحامل الشهادة الوظيفة جعل الشهادة في حد ذاتها مطلبا بغض النظر عما يحمل صاحبها من تحصيل معرفي لم يسأل عنه بعد الوظيفة إلا العدد القليل وفي تخصصات محدودة.
ولكن دوام الحال من المحال، فلم تعد الحكومة قادرة على توظيف كل من يتخرج من التعليم، ولم تعد الشهادة في حد ذاتها قيمة معرفية تؤتي أكلها كل حين، إنما أصبح هناك مطلب وراء الشهادة هو المعرفة والعلم الحقيقي سواء حمل صاحبه شهادة أو لم يحمل شيئا، المعرفة الجديدة لم تعد بحاجة إلى ورق أيا كان نوعه وأيا كان مصدره، بل بحاجة إلى قدرة ومهارة إلى عقول تفكر وإلى أياد مهارة في أي صنعة أو وظيفة يطلبها صاحب العمل الذي لن يهتم بالورق المقوى الذي كانت تشرئب له أعناق الناس في الماضي، لقد تغير الحال وتغيرت الدالة المعرفية.
لا يفهم من هذا أن نترك الدراسة التقليدية وأن نقفل المدارس والجامعات، ولكن ما نعنيه تغيير الخطط والبرامج وتغيير التصور الذي رسخته في الأذهان سنوات طويلة من البحث عن الشهادة لتكون هي المقياس للمعرفة والمؤهل للعمل، تغيير التصور الماضي والنظر للجديد والحاجة إلى الحرفة وإلى المهارة لما يختاره الطالب، وأن يكون الهدف هو تنمية مهارات الإبداع والقدرات الذاتية، وأن تنشط مؤسسات التدريب المهنية والتقنية بتدريب الطلاب مهنيا قبل تدريبهم معرفيا، من اليوم وصاعدا لن تسأل عما تحمل من شهادة مهما كانت أهميتها، ستسأل عن المهارة التي تحسنها وتثبت أنك قادر على القيام بها، بعد اليوم لن تجد أبوابا مفتوحة لأنك تحمل شهادة جامعية ما لم تكن مصحوبة بالمهارة التي تثبت أن ما تعلمه الطالب نظريا يستطيع تطبيقه عمليا، ولكن ستجد أبوابا مفتوحة لأنك تحسن صنعة وتعرف مهنة وتبدع فيما تعرف وتصنع.
@Mtenback
لكن أكثر الناس لم يدرك جيدا التغير الذي حدث ويحدث في مفهوم التعليم ومناهجه وأغراضه وقيمه، والتسارع الهائل في وسائل التعليم والتحول الكبير الذي تفرضه المستجدات. في الماضي يكفي أن يحمل المرء الشهادة ويقدمها لطلب الوظيفة فيكون لها مفعول السحر ولا أحد يسأل عما بعدها، كانت الحكومة هي الموظف الأول وكل من يحمل درجة من الدرجات العلمية مخصص له مستوى من السلم الوظيفي الذي يرتقي فيه بموجب شهادته التي يحملها وليس غير ذلك.
هذا الماضي الذي يكفل لحامل الشهادة الوظيفة جعل الشهادة في حد ذاتها مطلبا بغض النظر عما يحمل صاحبها من تحصيل معرفي لم يسأل عنه بعد الوظيفة إلا العدد القليل وفي تخصصات محدودة.
ولكن دوام الحال من المحال، فلم تعد الحكومة قادرة على توظيف كل من يتخرج من التعليم، ولم تعد الشهادة في حد ذاتها قيمة معرفية تؤتي أكلها كل حين، إنما أصبح هناك مطلب وراء الشهادة هو المعرفة والعلم الحقيقي سواء حمل صاحبه شهادة أو لم يحمل شيئا، المعرفة الجديدة لم تعد بحاجة إلى ورق أيا كان نوعه وأيا كان مصدره، بل بحاجة إلى قدرة ومهارة إلى عقول تفكر وإلى أياد مهارة في أي صنعة أو وظيفة يطلبها صاحب العمل الذي لن يهتم بالورق المقوى الذي كانت تشرئب له أعناق الناس في الماضي، لقد تغير الحال وتغيرت الدالة المعرفية.
لا يفهم من هذا أن نترك الدراسة التقليدية وأن نقفل المدارس والجامعات، ولكن ما نعنيه تغيير الخطط والبرامج وتغيير التصور الذي رسخته في الأذهان سنوات طويلة من البحث عن الشهادة لتكون هي المقياس للمعرفة والمؤهل للعمل، تغيير التصور الماضي والنظر للجديد والحاجة إلى الحرفة وإلى المهارة لما يختاره الطالب، وأن يكون الهدف هو تنمية مهارات الإبداع والقدرات الذاتية، وأن تنشط مؤسسات التدريب المهنية والتقنية بتدريب الطلاب مهنيا قبل تدريبهم معرفيا، من اليوم وصاعدا لن تسأل عما تحمل من شهادة مهما كانت أهميتها، ستسأل عن المهارة التي تحسنها وتثبت أنك قادر على القيام بها، بعد اليوم لن تجد أبوابا مفتوحة لأنك تحمل شهادة جامعية ما لم تكن مصحوبة بالمهارة التي تثبت أن ما تعلمه الطالب نظريا يستطيع تطبيقه عمليا، ولكن ستجد أبوابا مفتوحة لأنك تحسن صنعة وتعرف مهنة وتبدع فيما تعرف وتصنع.
@Mtenback