أعمال

القرطاسيات تتحكم في أسعار المكتبات الكبرى

أكد مهتمون بشؤون المستهلك أن طرح الأسواق التجارية الكبيرة ومحلات أبوخمسة وعشرة ريالات لمستلزمات العودة إلى المدارس أعادت التوازن السعري لسوق القرطاسية، وكسرت احتكار المكتبات الكبرى وأجبرت أصحابها على تسويق المستلزمات المدرسية بالحد الأدنى من الأرباح، مع تقديم العروض والمزايا المختلفة، لافتين إلى أهمية المنافسة في الحفاظ على أسعار غير مرهقة للمستهلك، وتحقق للتاجر أرباحا مناسبة.

وكان موسم العودة إلى المدارس بدأ منذ أيام، ومن المقرر أن يشتد هذا الأسبوع، حيث بدأت السنة الدراسية أمس، وبدأت معها طلبات المدارس للمستلزمات المدرسية.

لا مكان للاحتكار

وقال عضو جمعية حماية المستهلك الدكتور سليمان السماحي إن حرية التجارة مكفولة للجميع، كما أن المنافسة تكون عادة لصالح المستهلك، والذي أصبح لديه مستوى عال من الرشد في اختيار المنتجات الأصلح، ولذلك فهو يبحث عن المنتجات التي تحقق الغرض، وهناك ضمانة للجودة تتمثل في أن من يغش ويروج بضائع غير جيدة لن يكون له مستقبل في السوق.

وأكد السماحي أن إطلاق حرية التجارة لسوق المستلزمات الدراسية أمر مطلوب لتحقيق أسعار في متناول اليد للمستهلكين عموما، ولفت إلى أن المحلات والقرطاسيات الصغيرة تساهم في منع الاحتكار والحفاظ على توازن الأسعار وعدم وصولها إلى مستويات مرتفعة.

باب المنافسة مفتوح

وأشار رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية هاني العفالق إلى أهمية الرقابة على الجودة في المواد القرطاسية واحتياجات المدارس والجامعات، مبينا في ذات الوقت أن حرية التجارة والمنافسة مطلوبة لتوفير بضائع بأسعار معقولة للمستهلك.

وذكر أن اللجنة التجارية لم تتلق أية رسائل من مستثمرين يشتكون من المنافسة غير العادلة للباعة المتجولين أو المحلات التي تبيع مواد القرطاسية، حيث يعدها البعض فرصة ثمينة للكسب، وهو ما يجب أن يكون في ظل عدم الإضرار بالآخرين أو بيع منتجات مضرة أو معدومة الجودة، مؤكدا ضرورة الرقابة القبلية في عدم دخول مواد قرطاسية ومكتبية عبر الجمارك عن طريق هيئة المواصفات والمقاييس.

أسعار مناسبة

وذكر نائب رئيس اللجنة الوطنية التجارية بمجلس الغرف شنان الزهراني أن موسم العودة إلى المدارس فرصة جيدة يمكن الاستفادة منها للكثيرين، حيث يشترون بضائع منذ فترة مبكرة ليعرضوها في الأسواق والمحلات التجارية، ومن شأن ذلك حصول الأسر على أسعار مناسبة للمستلزمات المدرسية، ولا بأس من الاستفادة من هذا الموسم لمن يريد في إطار المحافظة على الضوابط الأساسية المتعلقة بعدم غش الناس أو التدليس عليهم.

وبالنسبة لجودة المواد فالمعروف أن هناك مستويات متعددة من الجودة، والأمر متروك للمستهلك بحسب الرغبة، ومن المؤكد أن الأسواق التجارية تسهم في الحد من الاحتكار من خلال الأسعار المنافسة التي تقدمها، والتي يستفيد منها محدودو الدخل، مطالبا في الوقت نفسه وزارة التجارة والجهات الرقابية الأخرى بتشديد الرقابة على منافذ البيع.

نفس الجودة

وأكد عضو اللجنة التجارية السابق بغرفة الشرقية والمهتم بشؤون المستهلك فهد الصميت أن المنتجات التي تباع في المكتبات الصغيرة والأسواق الشعبية لا تختلف عن الموجودة في المكتبات الكبيرة إلا في الأسعار، وهو ما يطرح سؤالا كبيرا حول أسباب الفوارق السعرية الكبيرة على نفس المنتجات.

ولفت إلى عدم وجود ما يمنع من بيع المستلزمات المدرسية في البسطات والأسواق الشعبية، وهي اليوم تمثل المكان الأنسب لمحدودي الدخل لشراء مستلزمات أبنائهم المدرسية

أما بخصوص شكوى المكتبات والمراكز مما أسموه المنافسة غير المتكافئة فأشار الصميت إلى أن ذلك لا مكان له في ظل حرية التجارة، فبإمكان هذه المراكز جذب الزبائن بمختلف الميزات، ولا أظن أن أحدا يأخذ زبائن الآخر.

تعدد البدائل

وحول أسعار المستلزمات المدرسية أشار إبراهيم الحسن (صاحب قرطاسية) إلى أن المنافسة الشديدة ووجود بدائل متعددة تجعل الأسعار متوازنة عموما، وتضغط على المكتبات الكبرى في تقديم العروض، خاصة في حال عدم وجود ميزات إضافية للمنتج، إلا أن المكتبات الكبرى تعوض انخفاض أرباحها في بعض المنتجات برفع أسعار منتجات يمكن أن تكون شبه محتكرة مثل بعض الحقائب والوسائل التعليمية، حيث توجد منتجات لماركات عالمية مرتفعة أصلا في بلد المنشأ، وتوجد لها منتجات مقلدة، مؤكدا أن المحلات عمدت لتوفير مختلف الموديلات ذات الأسعار المختلفة.

أبو5 الأكثر منافسة

وأشار عبدالرحمن العيسى «صاحب قرطاسية « إلى أن أرباح الموسم تتوزع على الجميع، وبعيدا عن أي رقابة على الأسعار، كما يحدث في بلدان أخرى فإن المنافسة الحامية هي التي تضبط مستوى الأسعار وتجعلها في مستوى مقبول للجميع، مشيرا إلى أن محلات بيع البضائع الرخيصة ( أبوخمسة وعشرة) منافس قوي للمكتبات، خاصة في هذا الموسم، حيث عمدت للدخول بقوة في معركة سوق القرطاسيات منذ سنوات ماضية، ولاسيما أنها تتفنن في تقديم أسعار مغرية.